جعفر حمندي (1894-1952م)
ولد السياسي والحقوقي السيد جعفر بن سيد جواد بن سيد علي بن سيد حسن (الشاعر الملقب بحسن الأصم البغدادي المتوفي سنة 1825م الشهير بالعطار والذي كان أديبا وشاعرا معروفا)بن سيد باقر (كان عالما وشاعرا)بن سيد ابراهيم (كان شاعرا)بن سيد محمد العطار وهم من السادة الحسنية في الكاظمية سنة 1894م من عائلة عرفت بالتقوى والصدق والامانة والزهد وقوة الإيمان مهنتهم التجارة (والدته فاطمة بنت الحاج علي بنت الحاج محمد القاموسي وأبن خالته العلامة المحقق عبود الشالجي). درس العلوم الدينية والفقهية في الكاظمية على أيدي أساتذة معروفين منهم العلامة الشيخ شكر قاضي بغداد، إلتحق بعدها بالمدرسة الجعفرية لتلقي العلوم الحديثة والتي أهلته دخول كلية الحقوق في سنة (1921-1925م) وتخرج منها بدرجة الامتياز (ضمن دفعته صالح جبر، رؤوف البحراني (ذكر رؤوف البحراني في مذكراته بأن المرحوم السيد جعفر حمندي زاره في 31آذار1920م وأخبره تطوعه للتدريس مجانا في المدرسة الجعفرية،حبذ الفكرة وذهبوا في اليوم التالي إلى الشيخ شكر الله مدير المدرسة الجعفرية في حينها واقترحوا عليه أن يقوم رؤوف البحراني بالتدريس المسائي مجانا اسوة بصديقه جعفر حمندي وبالفعل في 1نيسان1920م بدأ التدريس لثلاث ساعات في اليوم،كذلك ذكره زيارة الأمير فيصل بن الحسين إلى الكاظمية في 30حزيران1921م وكان من ضمن المستقبلين هو وجعفر حمندي والشيخ شكرالله والذي اقترح عليهم إمكانية إقامة حفل إستبقال للامير فيصل في المدرسة الجعفرية،قام المتحدث (رؤوف البحراني) بالذهاب إلى دار جعفر العسكري لمعرفته به مقترحا عليه إقامة الحفل وفي اليوم التالي أبلغه العسكري بالموافقة على إقامة الحفل،تمت بعدها التحضيرات وفعلا في 9تموز 1921م حضر الأمير وبرفقته جعفر العسكري وبموكب فخم وبحضور أعيان ووجهاء الكاظمية والهيئة التدريسية للمدرسة ومجموعة من علماء الدين والمسؤولين وأدباء وشعراء،ألقيت كلمة الإفتتاح بإسم إدارة المدرسة مرحبة بالأمير الهاشمي وسجل الأمير كلمته في سجل المدرسة قال فيها يسعدني وبكل إعتزاز أن أسجل إسمي ضمن الهيئة التدريسية مدرسا في هذه المدرسة التي أتمنى لها أن تعيد مجد هذه الأمة في العلم والثقافة ومن الله نستمد التوفيق) ،عباس مهدي،محمد حسن كبة، منير القاضي، أحمد زكي الخياط، سعد صالح جيريو
، عبد الرزاق الأزري، عمر العلوان وأحمد القشطيني والذي تبناهم الملك فيصل الاول وشجعهم على مواصلة دراساتهم العليا والذين أثبتوا بعدها قدرتهم على تحمل المسؤولية لما حملوه من حسن سيرة ونزاهة واستقامة وتواضع ،عين بعدها قاضيا في محاكم بغداد والكاظمية ثم قاضيا منفرداً في مدينة النجف الأشرف بعدها أصبح قائممقاما لها بترشيح شخصي من قبل الملك فيصل الأول عند زيارته لمرقد الامام علي بن أبي طالب (من انجازاته افتتاح مدرسة ثانوية فيها حيث كانت فقط في المدن الكبرى بغداد والموصل والبصرة كما تمكن من افتتاح مدرسة للبنات بعد معارضة شديدة من قبل رجال الدين وأيضاً قام بتوسعة المدينة سنة 1931م بفتحه خمسة أبواب في السور الذي بناه الصدر الأعظم نظام الدولة محمد حسين خان العلاف على يد وزيره فتح علي شاه القاجاري في سنة 1810م والذي كان من أضخم وأقوى الأسوار بسبب تكرر هجمات غزاة نجد من الوهابيين على المشاهد المقدسة٫وايضا خططت الساحة الكبيرة في جنوب المدينةوأنشأت الحدائق و المتنزهات، وشيدت الدور والمقاهي والمحلات من قبل الأهالي) بعدها تنقل بين عدد من الأقضية كقائممقام ثم رقي إلى متصرف لعدة محافظات.أيضا موقفه عندما كان متصرفا لكربلاء مع المرحوم الشاعر عبد الأمير الترجمان بسبب تزويد الشاعر المواكب العزائية التي خرجت عند وفاة الملك غازي ببيت شعر (يالغسلت نعش الملك گلي شلكيت براسه طلقات لو ضربة عمد هالخمدت أنفاسه)والتي أثارت ضجة في الوسط النجفي مما دعى قائممقام النجف آنذاك عبدالله علوان إلى محاولة إخراج عبد الأمير الترجمان إلى خارج العراق لكن موقف متصرف كربلاء السيد جعفر حمندي وعميد كلية الطب السيد هاشم الوتري ووقوفهم إلى جانبه حيث تعقدت القضية بينه وبين بعض المسؤولين في النجف فطلب السيد جعفر حمندي أن ينتقل إلى مدينة كربلاء وتحت حمايته وبالفعل انتقل إليها ونظم قصيدة قائلا (أرد ألوذ من الدهر وأشراره يم أبو فاضل وأصيرن جاره). في سنة 1937م أختير السيد جعفر حمندي وزيرا للمعارف في وزارة حكمت سليمان وعند استقالة الوزارة أختير متصرفا للواء الدليم (الأنبار) سنة 1941م بعدها وزيرا للشؤون الإجتماعية في وزارة جميل المدفعي الخامسة من نفس السنة وأيضا وزيرا للعدلية بالوكالةفي نفس التشكيلة الوزارية بعد استقالة الوزير إبراهيم كمال الغظنفري، ثم متصرفا لعدة محافظات آخرها بغداد لحين إستقالته بسبب خلاف مع المستشار البريطاني في عهد صالح جبر لتدخله في أمور من صميم إختصاص المحافظ لمصلحة القوات البريطانية وعلى حساب الشعب العراقي وضغوط الحرب العالمية الثانية،اتجه بعدها إلى ممارسة المحاماة.بعد حل المجلس في 9-6-1943م وإجراء انتخابات عامة سنة 1944م رشح عن محافظة الحلة وفاز بالمقعد النيابي (أثناء عضويته في المجلس كان له عدة مواقف وطنية منها توجيه النقدالشديد لخطاب العرش الذي ألقاه الوصي في 1-12-1944م لما تضمنه من وعود غير حقيقية) وبعد حل المجلس وإجراء انتخابات جديدة في شهر أيار سنة 1947م وفي حكومة نوري السعيد التاسعة فاز جعفر حمندي وأصبح نائباً عن مدينة الكاظمية.وفي حكومة صالح جبر ودعمها إبرام معاهدة بورتسموث والتي عارضتها الأحزاب الوطنية (حزب الاستقلال،حزب الوطني الديمقراطي،حزب الأحرار والجبهة الدستورية التي تشكلت من عدد من النواب المعارضين كان النائب جعفر حمندي من ضمنهم) حيث اعتبروا أن المعاهدة لا تلبي طموح الشعب العراقي والتي أدت إلى احتجاجات ومظاهرات مطالبة بسقوط حكومة صالح جبر مما أدى بالوصي إلى لقاء عدد من الزعماء السياسيين من روؤساء أحزاب وشخصيات كان جعفر حمندي من بينهم بعدها تم رفض المعاهدة بالكامل،لكن إصرار صالح جبر على التصويت عليها في مجلس النواب أثار الرأي العام وعادت التظاهرات بشكل أعنف حيث لجأت الحكومة إلى استخدام السلاح في 26-1-1948م وسقط عدد من المتظاهرين،جعل مجموعة من السياسيين وروؤساء الأحزاب إلى عقد عدة إجتماعات وكانت في دار السيد جعفر حمندي أحد أركان الجبهة الدستورية المعارضة (من ضمنهم محمد رضا الشبيبي،نصرت الفارسي،جعفر حمندي، كامل الچادرچي، حسين جميل، محمد حديد، علي ممتاز الدفتري، سعد صالح، محمد مهدي كبة، فائق السامرائي، صديق شنشل، نجيب الصائغ، نجيب الراوي وغيرهم) والذي خرج عنه استقالة أثنين وعشرين نائباً كان منهم السيد جعفر حمندي،بعدها إستقالت وزارة صالح جبر وكلف السيد محمد الصدر بتشكيل الحكومة وحل المجلس النيابي وإجراء إنتخابات عامة مبكرة،رشح جعفر حمندي نفسه عن مدينة الكاظمية مدعوما من أهالي الكاظمية لمواقفه الوطنية إلا إن الحكومة وقفت دون نجاحه لموقفه الصلب المعارض من المعاهدة فضل بعدها الإنسحاب لدرء ما سيؤول اليه الوضع بين أهالي الكاظمية والقوات الحكومية.بعدها رشح السيد جعفر حمندي لرئاسة نقابة المحامين وفاز لدورتين متتاليتين حيث عمل عدة إصلاحات وكذلك رفع مكانة منتسبيها في مرافق الدولة.
توفي السيد جعفر حمندي في 19-1-1952م في المستشفى بعد الدخول إليها بسبب إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم ووارا جثمانه الثرى في مقبرة العائلة في النجف الأشرف بعد تشييعا شعبيا كبيرا وممثلا عن القصر الملكي،وفي الأربعينة أقيم إحتفالا تأبينيا مهيبا ورثاه كبار الشعراء منهم محمد اليعقوبي ،عبد الحسين الأزري،السيد طالب الحيدري،الدكتور عبد الحسن زلزلة ،الأستاذ فؤاد عباس وعالم الإجتماع علي الوردي وقال في رثائه عبد الحسين الأزري:-
أهزة أيقظت من روعهاالبلدا
أم أنه الأجل المحتوم فيك حدا
يا راحلا شيعته النفس خاشعة
والعين دامعة والقلب مرتعدا
قد عهدتك حرا لم يسعك أذا
ما ضيم واديك ريفا كان أو بلدا
لم يعجز الموت عمن يفتديك به
لوشاء ساق من أنذال ألف فدا
وأيضا قال الشاعر عبد الحسن زلزلة في ملحمته الرائعة (العدل مات):-
بالأمس شيعناه ملفوفا بأردية القضاء
وتلاقفت جثمانه سمر السواعد حاسبات
الصمت يخرقه النشيج وحشرجات خافتات
ما بال هاتيك الجموع وقد تصدرها السراة؟
يمشون في نعش الضحية خشعا وهم الجناة
يا أيها المحتشدون رويدكم من تحملون؟
اليوم مات العدل في بلدي وأجهضت الحياة
هيهات ينفع قومنا ندم فإن العدل مات
تحقيق حسين القاموسي
ولد السياسي والحقوقي السيد جعفر بن سيد جواد بن سيد علي بن سيد حسن (الشاعر الملقب بحسن الأصم البغدادي المتوفي سنة 1825م الشهير بالعطار والذي كان أديبا وشاعرا معروفا)بن سيد باقر (كان عالما وشاعرا)بن سيد ابراهيم (كان شاعرا)بن سيد محمد العطار وهم من السادة الحسنية في الكاظمية سنة 1894م من عائلة عرفت بالتقوى والصدق والامانة والزهد وقوة الإيمان مهنتهم التجارة (والدته فاطمة بنت الحاج علي بنت الحاج محمد القاموسي وأبن خالته العلامة المحقق عبود الشالجي). درس العلوم الدينية والفقهية في الكاظمية على أيدي أساتذة معروفين منهم العلامة الشيخ شكر قاضي بغداد، إلتحق بعدها بالمدرسة الجعفرية لتلقي العلوم الحديثة والتي أهلته دخول كلية الحقوق في سنة (1921-1925م) وتخرج منها بدرجة الامتياز (ضمن دفعته صالح جبر، رؤوف البحراني (ذكر رؤوف البحراني في مذكراته بأن المرحوم السيد جعفر حمندي زاره في 31آذار1920م وأخبره تطوعه للتدريس مجانا في المدرسة الجعفرية،حبذ الفكرة وذهبوا في اليوم التالي إلى الشيخ شكر الله مدير المدرسة الجعفرية في حينها واقترحوا عليه أن يقوم رؤوف البحراني بالتدريس المسائي مجانا اسوة بصديقه جعفر حمندي وبالفعل في 1نيسان1920م بدأ التدريس لثلاث ساعات في اليوم،كذلك ذكره زيارة الأمير فيصل بن الحسين إلى الكاظمية في 30حزيران1921م وكان من ضمن المستقبلين هو وجعفر حمندي والشيخ شكرالله والذي اقترح عليهم إمكانية إقامة حفل إستبقال للامير فيصل في المدرسة الجعفرية،قام المتحدث (رؤوف البحراني) بالذهاب إلى دار جعفر العسكري لمعرفته به مقترحا عليه إقامة الحفل وفي اليوم التالي أبلغه العسكري بالموافقة على إقامة الحفل،تمت بعدها التحضيرات وفعلا في 9تموز 1921م حضر الأمير وبرفقته جعفر العسكري وبموكب فخم وبحضور أعيان ووجهاء الكاظمية والهيئة التدريسية للمدرسة ومجموعة من علماء الدين والمسؤولين وأدباء وشعراء،ألقيت كلمة الإفتتاح بإسم إدارة المدرسة مرحبة بالأمير الهاشمي وسجل الأمير كلمته في سجل المدرسة قال فيها يسعدني وبكل إعتزاز أن أسجل إسمي ضمن الهيئة التدريسية مدرسا في هذه المدرسة التي أتمنى لها أن تعيد مجد هذه الأمة في العلم والثقافة ومن الله نستمد التوفيق) ،عباس مهدي،محمد حسن كبة، منير القاضي، أحمد زكي الخياط، سعد صالح جيريو
، عبد الرزاق الأزري، عمر العلوان وأحمد القشطيني والذي تبناهم الملك فيصل الاول وشجعهم على مواصلة دراساتهم العليا والذين أثبتوا بعدها قدرتهم على تحمل المسؤولية لما حملوه من حسن سيرة ونزاهة واستقامة وتواضع ،عين بعدها قاضيا في محاكم بغداد والكاظمية ثم قاضيا منفرداً في مدينة النجف الأشرف بعدها أصبح قائممقاما لها بترشيح شخصي من قبل الملك فيصل الأول عند زيارته لمرقد الامام علي بن أبي طالب (من انجازاته افتتاح مدرسة ثانوية فيها حيث كانت فقط في المدن الكبرى بغداد والموصل والبصرة كما تمكن من افتتاح مدرسة للبنات بعد معارضة شديدة من قبل رجال الدين وأيضاً قام بتوسعة المدينة سنة 1931م بفتحه خمسة أبواب في السور الذي بناه الصدر الأعظم نظام الدولة محمد حسين خان العلاف على يد وزيره فتح علي شاه القاجاري في سنة 1810م والذي كان من أضخم وأقوى الأسوار بسبب تكرر هجمات غزاة نجد من الوهابيين على المشاهد المقدسة٫وايضا خططت الساحة الكبيرة في جنوب المدينةوأنشأت الحدائق و المتنزهات، وشيدت الدور والمقاهي والمحلات من قبل الأهالي) بعدها تنقل بين عدد من الأقضية كقائممقام ثم رقي إلى متصرف لعدة محافظات.أيضا موقفه عندما كان متصرفا لكربلاء مع المرحوم الشاعر عبد الأمير الترجمان بسبب تزويد الشاعر المواكب العزائية التي خرجت عند وفاة الملك غازي ببيت شعر (يالغسلت نعش الملك گلي شلكيت براسه طلقات لو ضربة عمد هالخمدت أنفاسه)والتي أثارت ضجة في الوسط النجفي مما دعى قائممقام النجف آنذاك عبدالله علوان إلى محاولة إخراج عبد الأمير الترجمان إلى خارج العراق لكن موقف متصرف كربلاء السيد جعفر حمندي وعميد كلية الطب السيد هاشم الوتري ووقوفهم إلى جانبه حيث تعقدت القضية بينه وبين بعض المسؤولين في النجف فطلب السيد جعفر حمندي أن ينتقل إلى مدينة كربلاء وتحت حمايته وبالفعل انتقل إليها ونظم قصيدة قائلا (أرد ألوذ من الدهر وأشراره يم أبو فاضل وأصيرن جاره). في سنة 1937م أختير السيد جعفر حمندي وزيرا للمعارف في وزارة حكمت سليمان وعند استقالة الوزارة أختير متصرفا للواء الدليم (الأنبار) سنة 1941م بعدها وزيرا للشؤون الإجتماعية في وزارة جميل المدفعي الخامسة من نفس السنة وأيضا وزيرا للعدلية بالوكالةفي نفس التشكيلة الوزارية بعد استقالة الوزير إبراهيم كمال الغظنفري، ثم متصرفا لعدة محافظات آخرها بغداد لحين إستقالته بسبب خلاف مع المستشار البريطاني في عهد صالح جبر لتدخله في أمور من صميم إختصاص المحافظ لمصلحة القوات البريطانية وعلى حساب الشعب العراقي وضغوط الحرب العالمية الثانية،اتجه بعدها إلى ممارسة المحاماة.بعد حل المجلس في 9-6-1943م وإجراء انتخابات عامة سنة 1944م رشح عن محافظة الحلة وفاز بالمقعد النيابي (أثناء عضويته في المجلس كان له عدة مواقف وطنية منها توجيه النقدالشديد لخطاب العرش الذي ألقاه الوصي في 1-12-1944م لما تضمنه من وعود غير حقيقية) وبعد حل المجلس وإجراء انتخابات جديدة في شهر أيار سنة 1947م وفي حكومة نوري السعيد التاسعة فاز جعفر حمندي وأصبح نائباً عن مدينة الكاظمية.وفي حكومة صالح جبر ودعمها إبرام معاهدة بورتسموث والتي عارضتها الأحزاب الوطنية (حزب الاستقلال،حزب الوطني الديمقراطي،حزب الأحرار والجبهة الدستورية التي تشكلت من عدد من النواب المعارضين كان النائب جعفر حمندي من ضمنهم) حيث اعتبروا أن المعاهدة لا تلبي طموح الشعب العراقي والتي أدت إلى احتجاجات ومظاهرات مطالبة بسقوط حكومة صالح جبر مما أدى بالوصي إلى لقاء عدد من الزعماء السياسيين من روؤساء أحزاب وشخصيات كان جعفر حمندي من بينهم بعدها تم رفض المعاهدة بالكامل،لكن إصرار صالح جبر على التصويت عليها في مجلس النواب أثار الرأي العام وعادت التظاهرات بشكل أعنف حيث لجأت الحكومة إلى استخدام السلاح في 26-1-1948م وسقط عدد من المتظاهرين،جعل مجموعة من السياسيين وروؤساء الأحزاب إلى عقد عدة إجتماعات وكانت في دار السيد جعفر حمندي أحد أركان الجبهة الدستورية المعارضة (من ضمنهم محمد رضا الشبيبي،نصرت الفارسي،جعفر حمندي، كامل الچادرچي، حسين جميل، محمد حديد، علي ممتاز الدفتري، سعد صالح، محمد مهدي كبة، فائق السامرائي، صديق شنشل، نجيب الصائغ، نجيب الراوي وغيرهم) والذي خرج عنه استقالة أثنين وعشرين نائباً كان منهم السيد جعفر حمندي،بعدها إستقالت وزارة صالح جبر وكلف السيد محمد الصدر بتشكيل الحكومة وحل المجلس النيابي وإجراء إنتخابات عامة مبكرة،رشح جعفر حمندي نفسه عن مدينة الكاظمية مدعوما من أهالي الكاظمية لمواقفه الوطنية إلا إن الحكومة وقفت دون نجاحه لموقفه الصلب المعارض من المعاهدة فضل بعدها الإنسحاب لدرء ما سيؤول اليه الوضع بين أهالي الكاظمية والقوات الحكومية.بعدها رشح السيد جعفر حمندي لرئاسة نقابة المحامين وفاز لدورتين متتاليتين حيث عمل عدة إصلاحات وكذلك رفع مكانة منتسبيها في مرافق الدولة.
توفي السيد جعفر حمندي في 19-1-1952م في المستشفى بعد الدخول إليها بسبب إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم ووارا جثمانه الثرى في مقبرة العائلة في النجف الأشرف بعد تشييعا شعبيا كبيرا وممثلا عن القصر الملكي،وفي الأربعينة أقيم إحتفالا تأبينيا مهيبا ورثاه كبار الشعراء منهم محمد اليعقوبي ،عبد الحسين الأزري،السيد طالب الحيدري،الدكتور عبد الحسن زلزلة ،الأستاذ فؤاد عباس وعالم الإجتماع علي الوردي وقال في رثائه عبد الحسين الأزري:-
أهزة أيقظت من روعهاالبلدا
أم أنه الأجل المحتوم فيك حدا
يا راحلا شيعته النفس خاشعة
والعين دامعة والقلب مرتعدا
قد عهدتك حرا لم يسعك أذا
ما ضيم واديك ريفا كان أو بلدا
لم يعجز الموت عمن يفتديك به
لوشاء ساق من أنذال ألف فدا
وأيضا قال الشاعر عبد الحسن زلزلة في ملحمته الرائعة (العدل مات):-
بالأمس شيعناه ملفوفا بأردية القضاء
وتلاقفت جثمانه سمر السواعد حاسبات
الصمت يخرقه النشيج وحشرجات خافتات
ما بال هاتيك الجموع وقد تصدرها السراة؟
يمشون في نعش الضحية خشعا وهم الجناة
يا أيها المحتشدون رويدكم من تحملون؟
اليوم مات العدل في بلدي وأجهضت الحياة
هيهات ينفع قومنا ندم فإن العدل مات
تحقيق حسين القاموسي