ساسون حسقيل (17آذار1860--31آيار1932)
ولد ساسون بن الحاخام حسقيل شلومو ديفيد (عائلة يهودية بغدادية اشتهرت بالتجارة) في بغداد و على ضفاف نهر دجلة في شارع النهر قرب جسر الأحرار، درس في مدرسة الإليانس ثم ذهب إلى إسطنبول سنة 1877م التحق بعدها بالأكاديمية القنصلية في فينا وبعد التخرج ذهب إلى برلين ثم لندن وعاد بعدها إلى إسطنبول ونال شهادة الحقوق و عاد إلى بغداد و عين ترجمان لولاية بغداد سنة 1885م والتي أمنت له حق الإتصال بقناصل الدول. انتخب نائباً عن بغداد في مجلس النواب التركي الأول مع إعلان الدستور سنة 1908م،اوفد سنة 1909 إلى لندن و باريس عضوا ضمن الوفد العثماني للتجارة و الزراعة، في سنة 1913 عين مستشارا لوزارة التجارة وظل محتفظا بمقعده النيابي إلى نهاية الحرب العالمية الأولى و انفصال العراق عن الدولة العثمانية في 11 آذار 1917م . وفي 27 تشرين الأول 1920م عين كأول وزير للمالية في حكومة عبد الرحمن النقيب المؤقتة،وايضا حضر مؤتمر القاهرة برئاسة وزير المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل مع المندوب السامي البريطاني برسي كوكس ووزير الدفاع جعفر العسكري حيث تم إقرار إنشاء المملكة العراقية وتتويج الملك فيصل الاول،وبقي في المنصب لخمس حكومات متعاقبة (1921-1925, وزارة عبد الرحمن النقيب الثانية والثالثة ووزارة عبد المحسن السعدون ووزارة ياسين الهاشمي حيث منعته بريطانيا من توليه حقيبة وزارة المالية لاحقا).كان ساسون حسقيل من الشخصيات العراقية المؤثرة في تاريخ العراق المعاصر معروفا بحرصه على تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب وكان أقدر رجل في مجلس الوزراء لمواقفه الصلبة ونظرته في الأمور وإلتزامه بالدستور ومهنيته في العمل وكذلك في وضع الأسس الصحيحة للاقتصاد العراقي ومتشددا في محاسبة الموظفين ولا يتسامح ولا يجامل المسؤولين في تطبيق التعليمات والقوانين المعمول بها (في سنة 1925نفذت تخصيصات نفقات البريد و البرق للديوان الملكي بسبب كثرة البرقيات لمتابعة الحرب في الحجاز و نجد قبل نهاية السنة المالية فكتب الديوان الملكي الى وزارة المالية الموافقة على مناقلة مبالغ،رفض المقترح وتقبل الملك هذا الرفض تقديرا لحرص وزير المالية والمحافظة على خزينة الدولة،وكذلك رفضه طلب الملك لصرف مبلغ عشرون دينارا للمساهمة في بناء مدرسة في لواء الديوانية كون الميزانية قد اقرت من قبل البرلمان). وايضا في اشارته إلى المفاوض العراقي مع شركة النفط البريطانية لتثبيت دفع الشركة لحصة العراق بالذهب وليس بالنقد الورقي والذي أدى إلى إستفادة العراق في سنة 1930 من ارتفاع سعر الذهب وهبوط العملة البريطانية عند فصل ارتباط العملة البريطانية بالذهب والذي ازعج البريطانيين فسعوا في التخلص منه حيثوا تمكنوا من ذلك بسقوط حكومة ياسين الهاشمي.كذلك سعيه مع مدير عام المحاسبة العامة ابراهيم الكبير وهو ايضا من الطائفة اليهودية في إصدار عملة عراقية وتم ذلك سنة 1932م. لم يكن ساسون حسقيل عنصريا أو طائفيا بل كان مؤمنا بصهر جميع الطوائف والأقليات في بوتقة الوطن الواحد .حصل على عدة اوسمة منها وسام الملك جورج الخامس، وسام الإمبراطورية الفارسية وكورش،وسام الرافدين من الدرجة الثانية،وسام الامتياز من الحكومة العثمانية.وهو أول من وضع الموازنة لبناء نظام مالي وضريبي متطور.كان ساسون حسقيل يجيد سبعة لغات وله مكتبة ضخمة وثرية بمصادرها حيث حولت مكتبته إلى مكتبة المتحف العراقي.وفي حياته العائلية كان اعزبا وحين وفاته في باريس رثاه الرصافي قائلا:-
نعى البرق من باريس ساسون
فأغتدت ببغداد ام المجدتبكي وتندب
تحقيق
حسين القاموسي
ولد ساسون بن الحاخام حسقيل شلومو ديفيد (عائلة يهودية بغدادية اشتهرت بالتجارة) في بغداد و على ضفاف نهر دجلة في شارع النهر قرب جسر الأحرار، درس في مدرسة الإليانس ثم ذهب إلى إسطنبول سنة 1877م التحق بعدها بالأكاديمية القنصلية في فينا وبعد التخرج ذهب إلى برلين ثم لندن وعاد بعدها إلى إسطنبول ونال شهادة الحقوق و عاد إلى بغداد و عين ترجمان لولاية بغداد سنة 1885م والتي أمنت له حق الإتصال بقناصل الدول. انتخب نائباً عن بغداد في مجلس النواب التركي الأول مع إعلان الدستور سنة 1908م،اوفد سنة 1909 إلى لندن و باريس عضوا ضمن الوفد العثماني للتجارة و الزراعة، في سنة 1913 عين مستشارا لوزارة التجارة وظل محتفظا بمقعده النيابي إلى نهاية الحرب العالمية الأولى و انفصال العراق عن الدولة العثمانية في 11 آذار 1917م . وفي 27 تشرين الأول 1920م عين كأول وزير للمالية في حكومة عبد الرحمن النقيب المؤقتة،وايضا حضر مؤتمر القاهرة برئاسة وزير المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل مع المندوب السامي البريطاني برسي كوكس ووزير الدفاع جعفر العسكري حيث تم إقرار إنشاء المملكة العراقية وتتويج الملك فيصل الاول،وبقي في المنصب لخمس حكومات متعاقبة (1921-1925, وزارة عبد الرحمن النقيب الثانية والثالثة ووزارة عبد المحسن السعدون ووزارة ياسين الهاشمي حيث منعته بريطانيا من توليه حقيبة وزارة المالية لاحقا).كان ساسون حسقيل من الشخصيات العراقية المؤثرة في تاريخ العراق المعاصر معروفا بحرصه على تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب وكان أقدر رجل في مجلس الوزراء لمواقفه الصلبة ونظرته في الأمور وإلتزامه بالدستور ومهنيته في العمل وكذلك في وضع الأسس الصحيحة للاقتصاد العراقي ومتشددا في محاسبة الموظفين ولا يتسامح ولا يجامل المسؤولين في تطبيق التعليمات والقوانين المعمول بها (في سنة 1925نفذت تخصيصات نفقات البريد و البرق للديوان الملكي بسبب كثرة البرقيات لمتابعة الحرب في الحجاز و نجد قبل نهاية السنة المالية فكتب الديوان الملكي الى وزارة المالية الموافقة على مناقلة مبالغ،رفض المقترح وتقبل الملك هذا الرفض تقديرا لحرص وزير المالية والمحافظة على خزينة الدولة،وكذلك رفضه طلب الملك لصرف مبلغ عشرون دينارا للمساهمة في بناء مدرسة في لواء الديوانية كون الميزانية قد اقرت من قبل البرلمان). وايضا في اشارته إلى المفاوض العراقي مع شركة النفط البريطانية لتثبيت دفع الشركة لحصة العراق بالذهب وليس بالنقد الورقي والذي أدى إلى إستفادة العراق في سنة 1930 من ارتفاع سعر الذهب وهبوط العملة البريطانية عند فصل ارتباط العملة البريطانية بالذهب والذي ازعج البريطانيين فسعوا في التخلص منه حيثوا تمكنوا من ذلك بسقوط حكومة ياسين الهاشمي.كذلك سعيه مع مدير عام المحاسبة العامة ابراهيم الكبير وهو ايضا من الطائفة اليهودية في إصدار عملة عراقية وتم ذلك سنة 1932م. لم يكن ساسون حسقيل عنصريا أو طائفيا بل كان مؤمنا بصهر جميع الطوائف والأقليات في بوتقة الوطن الواحد .حصل على عدة اوسمة منها وسام الملك جورج الخامس، وسام الإمبراطورية الفارسية وكورش،وسام الرافدين من الدرجة الثانية،وسام الامتياز من الحكومة العثمانية.وهو أول من وضع الموازنة لبناء نظام مالي وضريبي متطور.كان ساسون حسقيل يجيد سبعة لغات وله مكتبة ضخمة وثرية بمصادرها حيث حولت مكتبته إلى مكتبة المتحف العراقي.وفي حياته العائلية كان اعزبا وحين وفاته في باريس رثاه الرصافي قائلا:-
نعى البرق من باريس ساسون
فأغتدت ببغداد ام المجدتبكي وتندب
تحقيق
حسين القاموسي