بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يمتد تاريخ دولة العراق إلى أكثر من 10,000 عام، وبدأ عمر دولة العراق مع بداية تأسيس أول حضارة بشرية في الدولة، وشهدت العراق تعاقب العديد من الحضارات والشعوب على مر التاريخ، وكان لكل حضارة من هذه الحضارات بصمة واضحة في عمر الدولة وتاريخها، وسنعرض فيما يلي عمر الدولة العراقية من خلال عرض مراحل تطورها عبر الزمن.
حضارة بلاد الرافدين
بلاد سومر والأكاديون
تُعتبر حضارة بلاد الرافدين من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية وما زالت آثارها واضحة إلى يومنا هذا، وتُعتبر قبائل سومر والقبائل الأكدية من أول القبائل التي سكنت العراق والتي يرجع تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد، وساهمت هذه القبائل في نشوء حضارة بلاد الرافدين فقد وضعوا العديد من القوانين، ونهضوا بمجال الزراعة والتجارية، كما قاموا بإنجازات مختلفة في العلوم والرياضيات وغيرها، وقد توصل الباحثون الى هذه المعلومات عن طريق الألواح المسمارية التي عملت بلاد سومر على توثيق حضارتهم من خلالها، وظهرت في حضارة بلاد الرافدين العديد من الدويلات والممالك والإمبراطوريات المهمة مثل أكادو وأورو.
آشور و بابل
تُعتبر الحضارة الآشورية والبابلية جزءاً مهماً من حضارة بلاد الرافدين، وظهر في هذه الحضارة اول طريقة للكتابة والتي عُرفت بالكتابة الصورية، وسكنت هذه الحضارة منطقة نهر الفرات، وكان للحضارة الآشورية والبابلية دور كبير في تطور التعليم وتأسيس المدارس التي سنت أنظمة عملت على تنظيم جميع أمور الحياة، ومن أشهر الأمثلة على هذه القوانين مسلة حمورابي التي تحتوي على مجموعة من التشريعات التي سنها حمورابي، وامتد تأثير الحضارة البابلية والآشورية الى بلاد الأناضول وإيران.
العصر الكلاسيكي العتيق
الأخمينيين والسلوقيين
استطاع الأخمينيون بقيادة ملكهم قورش احتلال العراق في القرن السادس قبل الميلاد، والأخمينيون هم الفرس من الميديين الذين استغلوا ضعف بلاد بابل وفرضوا سيطرتهم على منطقة نهر الفرات، واستطاع الفرس النهوض بالقطاع الزراعي والتجارة وحققوا نجاح كبير في ذلك وعدت عليهم أموال طائلة منها، وانتهى احتلال الفرس للعراق مع قدوم الإسكندر المقدوني ملك الإغريق، ولما مات الإسكندر وقعت بلاد الشام والعراق في يد سلوقس وعُرفت هذه الفترة باسم السلوقية.
الرومان والبارثانيون
استقرت دولة البارثانيون في بلاد ما بين النهرين ويرجع أصل هذه الدولة الى الدولة الإيرانية، واستمر حكمهم الى أن ظهرت مملكة الحيرة، وهي من أشهر الممالك التي حكمت منطقة الفرات الوسطى والجنوبية ومن أشهر ملوكها النعمان بن المنذر، والمنذر بن ماء، الذين قتلوا في زمن بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
العصر الإسلامي
استطاع النبي محمد صلى الله عليه وسلم توحيد المسلمين في الجزيرة العربية ونشر الإسلام في جميع أرجاء المنطقة، وواصل الخلفاء الراشدين مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب الفتوحات الإسلامية، وكانت العراق في ذلك الوقت تقع تحت الحكم الفارسي وعمل الخليفة عمر بن الخطاب على إرسال الصحابي سعد بن وقاص إلى العراق لتحريره من الفرس ونشر الإسلام فيها، وانتصر الصحابي سعد على الفرس في معركة القادسية التي تُعتبر من أشهر المعارك التي حدثت في عهد الفتوحات الإسلامية، وأقام الخليفة عمر بن الخطاب في العراق وشيد مدينة البصرة والكوفة، وعمل المسلمون في هذا الوقت على إنعاش المدن العراقية وتأمين حرية الأفراد في التنقل والعمل، كما أصبحت العراق قاعدة للفتوحات الاسلامية في المشرق العربي.
الحكم العثماني
وقعت العراق تحت الحكم العثماني في عام 1534 واستولوا على بغداد في عهد السلطان سليمان القانوني، وعملت الدولة العثمانية على تقسيم العراق إلى 4 ولايات وهي: ولاية بغداد، وولاية الموصل، وولاية شهرزور، وولاية البصرة، وكانت كل ولاية تضم عدد من السناجق، والقلاع، والمراكز، واستطاعت الدولة العثمانية السيطرة على الدولة العراقية قرابة القرن ونصف بالرغم من المحاولات المختلفة الصفويين والمماليك بزعزعة أمن الدولة والسيطرة على بغداد والبصرة.
الانتداب البريطاني واستقلال العراق
بدأ الاحتلال البريطاني للعراق بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عندما احتلت قوات بريطانية مدينة البصرة في عام 1914، ومن ثم احتل الإنجليز بغداد في عام 1917، وتقرر فرض الانتداب البريطاني على العراق في مؤتمر سان ريمو الذي عُقد في عام 1920، ومع إعلان نية اخضاع العراق للانتداب البريطاني قامت ثورة 1920 التي شملت معظم المدن العراقية، وقامت حكومة الانتداب البريطاني بعد ذلك بتشكيل أول حكومة وطنية مؤقتة في البلاد برئاسة عبد الرحمن الكيلاني، ومن ثم تم اختيار الأمير فيصل ملكاً على العراق، واستمر نضال العراقيين ضد حكومة الانتداب البريطاني وقامت العديد من الثورات التي انتهت بتوقيع معاهدة السلام بين العراق وبريطانيا في عام 1932، وشهد العراق بعد ذلك العديد من الثورات والمعارك واستقلت العراق بشكل كامل وتم إعلان الجمهورية العراقية في 14 يوليو 1958
مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
يمتد تاريخ دولة العراق إلى أكثر من 10,000 عام، وبدأ عمر دولة العراق مع بداية تأسيس أول حضارة بشرية في الدولة، وشهدت العراق تعاقب العديد من الحضارات والشعوب على مر التاريخ، وكان لكل حضارة من هذه الحضارات بصمة واضحة في عمر الدولة وتاريخها، وسنعرض فيما يلي عمر الدولة العراقية من خلال عرض مراحل تطورها عبر الزمن.
حضارة بلاد الرافدين
بلاد سومر والأكاديون
تُعتبر حضارة بلاد الرافدين من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية وما زالت آثارها واضحة إلى يومنا هذا، وتُعتبر قبائل سومر والقبائل الأكدية من أول القبائل التي سكنت العراق والتي يرجع تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد، وساهمت هذه القبائل في نشوء حضارة بلاد الرافدين فقد وضعوا العديد من القوانين، ونهضوا بمجال الزراعة والتجارية، كما قاموا بإنجازات مختلفة في العلوم والرياضيات وغيرها، وقد توصل الباحثون الى هذه المعلومات عن طريق الألواح المسمارية التي عملت بلاد سومر على توثيق حضارتهم من خلالها، وظهرت في حضارة بلاد الرافدين العديد من الدويلات والممالك والإمبراطوريات المهمة مثل أكادو وأورو.
آشور و بابل
تُعتبر الحضارة الآشورية والبابلية جزءاً مهماً من حضارة بلاد الرافدين، وظهر في هذه الحضارة اول طريقة للكتابة والتي عُرفت بالكتابة الصورية، وسكنت هذه الحضارة منطقة نهر الفرات، وكان للحضارة الآشورية والبابلية دور كبير في تطور التعليم وتأسيس المدارس التي سنت أنظمة عملت على تنظيم جميع أمور الحياة، ومن أشهر الأمثلة على هذه القوانين مسلة حمورابي التي تحتوي على مجموعة من التشريعات التي سنها حمورابي، وامتد تأثير الحضارة البابلية والآشورية الى بلاد الأناضول وإيران.
العصر الكلاسيكي العتيق
الأخمينيين والسلوقيين
استطاع الأخمينيون بقيادة ملكهم قورش احتلال العراق في القرن السادس قبل الميلاد، والأخمينيون هم الفرس من الميديين الذين استغلوا ضعف بلاد بابل وفرضوا سيطرتهم على منطقة نهر الفرات، واستطاع الفرس النهوض بالقطاع الزراعي والتجارة وحققوا نجاح كبير في ذلك وعدت عليهم أموال طائلة منها، وانتهى احتلال الفرس للعراق مع قدوم الإسكندر المقدوني ملك الإغريق، ولما مات الإسكندر وقعت بلاد الشام والعراق في يد سلوقس وعُرفت هذه الفترة باسم السلوقية.
الرومان والبارثانيون
استقرت دولة البارثانيون في بلاد ما بين النهرين ويرجع أصل هذه الدولة الى الدولة الإيرانية، واستمر حكمهم الى أن ظهرت مملكة الحيرة، وهي من أشهر الممالك التي حكمت منطقة الفرات الوسطى والجنوبية ومن أشهر ملوكها النعمان بن المنذر، والمنذر بن ماء، الذين قتلوا في زمن بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
العصر الإسلامي
استطاع النبي محمد صلى الله عليه وسلم توحيد المسلمين في الجزيرة العربية ونشر الإسلام في جميع أرجاء المنطقة، وواصل الخلفاء الراشدين مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب الفتوحات الإسلامية، وكانت العراق في ذلك الوقت تقع تحت الحكم الفارسي وعمل الخليفة عمر بن الخطاب على إرسال الصحابي سعد بن وقاص إلى العراق لتحريره من الفرس ونشر الإسلام فيها، وانتصر الصحابي سعد على الفرس في معركة القادسية التي تُعتبر من أشهر المعارك التي حدثت في عهد الفتوحات الإسلامية، وأقام الخليفة عمر بن الخطاب في العراق وشيد مدينة البصرة والكوفة، وعمل المسلمون في هذا الوقت على إنعاش المدن العراقية وتأمين حرية الأفراد في التنقل والعمل، كما أصبحت العراق قاعدة للفتوحات الاسلامية في المشرق العربي.
الحكم العثماني
وقعت العراق تحت الحكم العثماني في عام 1534 واستولوا على بغداد في عهد السلطان سليمان القانوني، وعملت الدولة العثمانية على تقسيم العراق إلى 4 ولايات وهي: ولاية بغداد، وولاية الموصل، وولاية شهرزور، وولاية البصرة، وكانت كل ولاية تضم عدد من السناجق، والقلاع، والمراكز، واستطاعت الدولة العثمانية السيطرة على الدولة العراقية قرابة القرن ونصف بالرغم من المحاولات المختلفة الصفويين والمماليك بزعزعة أمن الدولة والسيطرة على بغداد والبصرة.
الانتداب البريطاني واستقلال العراق
بدأ الاحتلال البريطاني للعراق بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عندما احتلت قوات بريطانية مدينة البصرة في عام 1914، ومن ثم احتل الإنجليز بغداد في عام 1917، وتقرر فرض الانتداب البريطاني على العراق في مؤتمر سان ريمو الذي عُقد في عام 1920، ومع إعلان نية اخضاع العراق للانتداب البريطاني قامت ثورة 1920 التي شملت معظم المدن العراقية، وقامت حكومة الانتداب البريطاني بعد ذلك بتشكيل أول حكومة وطنية مؤقتة في البلاد برئاسة عبد الرحمن الكيلاني، ومن ثم تم اختيار الأمير فيصل ملكاً على العراق، واستمر نضال العراقيين ضد حكومة الانتداب البريطاني وقامت العديد من الثورات التي انتهت بتوقيع معاهدة السلام بين العراق وبريطانيا في عام 1932، وشهد العراق بعد ذلك العديد من الثورات والمعارك واستقلت العراق بشكل كامل وتم إعلان الجمهورية العراقية في 14 يوليو 1958
مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي