بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


    روائع الشعر العراقي /امل دنقل/الطيور مشردة في السموات

    عاشق الصحراء
    عاشق الصحراء
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 186
    تاريخ التسجيل : 08/08/2014

    روائع الشعر العراقي /امل دنقل/الطيور مشردة في السموات Empty روائع الشعر العراقي /امل دنقل/الطيور مشردة في السموات

    مُساهمة  عاشق الصحراء الجمعة ديسمبر 02, 2022 4:05 am

    (1)
    الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات,
    ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ,
    ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
    ربما تتنزلُ..
    كي تَستريحَ دقائقَ..
    فوق النخيلِ - النجيلِ - التماثيلِ -
    أعمِدةِ الكهرباء -
    حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
    والأَسْطحِ الخرَسانية.
    (اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً,
    والفمُ العذبُ تغريدةً
    والقطِ الرزق..)
    سُرعانَ ما تتفزّعُ..
    من نقلةِ الرِّجْل,
    من نبلةِ الطّفلِ,
    من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط,
    من حَصوات الصَّياح!)
    ***
    الطيورُ معلّقةٌ في السموات
    ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح
    مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ
    للشمس,
    (رفرفْ..
    فليسَ أمامَك -
    والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون -
    ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
    الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)
    (2)
    والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس,
    مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
    فانتخَتْ,
    وبأعينِها.. فارتخَتْ,
    وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
    ما الذي يَتَبقى لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح,
    غيرُ انتظارِ النهايه.
    إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
    تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!
    (3)
    الطيورُ.. الطيورْ
    تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
    والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
    طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ
    هل تُرى علِمتْ
    أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ?!
    الجناحُ حَياة
    والجناحُ رَدى.
    والجناحُ نجاة.
    والجناحُ.. سُدى

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أكتوبر 31, 2024 8:20 pm