بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


    أخلاقنا الإسلامية العظيمة/الاعتراف بالفضل والجميل

    عاشقة الجنان
    عاشقة الجنان
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 340
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    العمر : 46

    أخلاقنا الإسلامية العظيمة/الاعتراف بالفضل والجميل Empty أخلاقنا الإسلامية العظيمة/الاعتراف بالفضل والجميل

    مُساهمة  عاشقة الجنان الجمعة أكتوبر 26, 2012 5:07 am


    بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله أحمد الله و أستعينه و أستغفره
    و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
    يقول الشاعر :
    علامة شكر المرء إعلان حمده فمن كتم المعروف منهم فما شكر
    إذا ما صديقي نال خيرا فخانني فما الذنبُ عندي للذي خان أو فجر
    لا ينكر الفضل إلا جاحد و لا ينساه إلا متكبر و نكران الفضل
    و عدم الإقرار به سواء لله عز و جل أو للناس سلوك مشين ترفعت عنه الحيوانات .
    فكم من حيوانات أليفة و غير أليفة " أعزكم الله " حفظت الجميل
    و شعرت بالمعروف و وضح ذلك فى بعض السلوكيات التى سمعناها من خلال بعض القصص .
    و الإعتراف بالجميل و الفضل و الإعتراف به لا ينقص من قدرك على الإطلاق
    و لكنه ينم عن أصل طيب و شخصية ملتزمة و يدل على أنك من أهل الحمد
    و ذلك بالشهادة النبوية الشريفة
    فى قوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
    ( من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ،
    و من لم يشكر الناس ، لم يشكر الله ،
    و التحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر ،
    و الجماعة رحمة ، و الفرقة عذاب )
    الراوي : النعمان بن بشير رضى الله عنه
    المحدث : الألباني
    المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 976
    خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح .

    و إن كنا نتحدث عن الإعتراف بالجميل و الفضل فمن باب أولى أن نعترف بنعم الله علينا
    التى لا تعد و لا تحصى و أولها نعمة الإسلام و يا لها من نعمة .
    و إن شكرنا الله عليها ليل نهار ما عادلنا حق الشكر و الحمد لهذه النعمة العظيمة .
    كما يجب أن نقر و نعترف بالجميل و الفضل لسيدنا محمد حبيبنا و قرة أعيننا
    و الذى بعثه الله بالحق ليخرجنا من الظلمات إلى النور بإذنه و أدخر دعوته ليشفع لنا
    يوم لا ينفع مال و لا بنون فكم له من أفضال علينا عليه الصلاة و السلام .
    كما يجب أيضاً ألا ننسى أفضال الصحابة الكرام و أولهم سيدنا ابو بكر رضى الله عنه
    و كذلك امهاتنا أمهات المؤمنين و أولاهن أمنا و سيدتنا السيدة خديجة رضى الله عنها .
    فما فعلوه من أجل إعلاء راية الإسلام عالية لا يمكن نكرانه او تجاهله
    فجزاهم الله عنا خير الجزاء و جمعنا و إياهم و فى زمرتهم اللهم آمين .

    أما نحن و ما أدراكم ما نحن " إلا من رحم ربى " غلبت علينا لغة المصالح و الأهواء
    و كما يقول شيخنا و والدنا الدكتور وجدى غنيم
    " الدنيا مصالح يا أبو صالح شوف مصلحتك "
    و بمجرد أن تتنهى المصلحة ندير ظهورنا لأصحاب الفضل و نتجاهل المعروف
    و ديننا العظيم يقر ذلك و يؤكده فى قوله تعالى :
    { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }
    و عدم الشكر نوع من أنواع البلاء أعاذنا الله و إياكم منه كما جاء على لسان سيدنا سليمان
    { هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
    وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }
    و ما أروع البلاغة فى هذه الآية الكريمة حيث يوضح الله عز و جل أنه فى غنى عن شكركم
    و ليس ذلك فحسب و لكنه كريم بحر عطاؤه لا ينضب و لا ينتهى مع هذا الجحود و النكران .

    كما يوجد مظهر غريب من مظاهر نكران الجميل و عدم الإعتراف بالفضل
    و هو ما يتجلى واضحاً بين الزوجين و خاصة من الزوجة عندما تكفر العشير
    و تنسى لزوجها كل ما فعله من أجلها لمجرد سبب تافه فتكفر بعشرته و تنسى حبه و مودته لها
    و تخبره أنها لم ترى منه خيراً قط .
    كما أن هذا السلوك الغريب و للأسف الشديد يظهر الآن بين بعض الأولاد ناحية الآباء
    عندما ينكرون فضل الأبوين و تتعالى أصواتهم بإنخفاض مستوى المعيشة رغبة فى التقليد الأعمى .
    و هنا يتناسى الجميع فضل الابوين الذى أكدت عليه الشريعة
    " قرآناً و سنةً "
    و فضل الأبوين و جميلهما لا يمكن حصره فى مال أو ملبس أو مأكل
    و إنما هو فضل لن يستطيع أحد أن يكافئه كما يجب أن تكون المكافئة .

    إن الشكر و الإعتراف بالفضل و الجميل هو من كريم الخصال و حسن الخلق و التأدب
    الذى تغرسه فينا تعاليم الإسلام السمحة العظيمة فلا تنسى صاحب فضل و قدر له معروفه
    فشكرك له شكر لله عز و جل .
    و الإعتراف بالجميل و المعروف يعتبر من اكثر الأخلاق الطيبة التى تزيد
    روابط المودة و الرحمة بين المؤمن و ربه و بين المؤمن و أخيه .
    فلنرتقى و نحفظ للناس فضلهم فى قلوبنا و نشكرهم بألسنتنا فيظل حبهم و ودهم فى أرواحنا .
    و لنتذكر أن عدم الإعتراف بالفضل و الجميل و شكر الناس
    قد يؤدى إلى عزوف الطيبين و الصالحين عن فعل الخير و قضاء الحوائج .

    أقوال فى الإعتراف بالفضل و الجميل
    من القرآن الكريم و الذِكر الحكيم :-


    { وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
    وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

    البقرة : 237


    و من السنة المطهرة الشريفة :-
    ( من استعاذ بالله فأعيذوه ، و من سأل بالله فأعطوه ،
    و من دعاكم فأجيبوه ، و من صنع إليكم معروفا فكافئوه
    فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه )
    الراوي : عبدالله بن عمر رضى الله تعالى عنهما
    المحدث : النووي
    المصدر : تحقيق رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم : 547
    خلاصة حكم المحدث : صحيح

    و من أقوال السلف الصالح
    لأشكرنك معروفا هممتَ به إن اهتمامك بالمعروف معروف
    و لا ألومك إن لم يُمضه قدرٌ فالشيء بالقدر المجلوب مصروف
    شاعر قديم

    " الواجب على المرء أنْ يشكر النعمة ، و يحمد المعروف على حسب وسعه و طاقته ،
    إنْ قدر بالضِّعف ، و إلا فبالمثل ، و إلا فبالمعرفة بوقوع النعمة عنده ،
    مع بذل الجزاء له بالشكر و قوله له :
    جزاك الله خيراً "
    أبو حاتم ابن حبان

    " تروي الكتب أن إنساناً يمتطي جواده في الصحراء ،
    و في أيام الحر الشديدة رأى رجلاً ينتعل الرمال الحارة و كأنه الجمر فدعاه لركوب الفرس ،
    إذا بهذا الإنسان أحد لصوص الخيل ما إن أعتلى الفرس حتى دفع صاحبها إلى الأرض ،
    و عدا بالفرس لا يلوي على شيء ، ماذا قال صاحب الفرس ؟
    يا هذا لقد وهبت لك هذه الفرس و لن أسأل عنها بعد اليوم ،
    و لكن إياك أن يشيع الخبر في الصحراء فتذهب منها المروءة
    و بذهاب المروءة يذهب أجمل ما فيها "

    " دخل سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه على مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم
    فقام سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه وقف للصديق و أجلسه مكانه ،
    فتبسم النبي عليه الصلاة و السلام و قال :
    ( لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل )) .

    (( سيدنا الصديق رضى الله و تعالى عقب وفاة النبي عليه الصلاة و السلام وقف مع سيدنا عمر و قال :
    يا عمر مد يدك لأبايعك ، صعق سيدنا عمر قال : أي أرض تقلني ، و أي سماء تظلني ،
    إذا كنت أميراً على قومٍ فيهم أبو بكر ؟ !!
    قال الصديق : يا عمر أنت أقوى مني .
    قال : يا أبا بكر أنت أفضل مني .
    ثم قال عمر رضى الله عنه : يا أبا بكر قوتي إلى فضلك ))
    رضى الله عنكم و أرضاكم يا سادتنا و جمعنا بكم فى الجنة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 7:43 pm