بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


2 مشترك

    تفسير ايات سورة الفرقان والشعراء/ج1

    العراقي الماهر
    العراقي الماهر
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 380
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    العمر : 37

    تفسير ايات سورة الفرقان والشعراء/ج1 Empty تفسير ايات سورة الفرقان والشعراء/ج1

    مُساهمة  العراقي الماهر السبت أكتوبر 20, 2012 4:38 am

    تفسير آيات - سورة الفرقان والشعراء: الصديق.






    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.





    أيها الإخوة الكرام: قد نعجب، وقد لا نصدق خطورة الصديق في حياة الإنسان يقول الله عز وجل في الآية السابعة والعشرين من سورة الفرقان:
    ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ﴾
    [ سورة الفرقان الآية: 27 ]
    هذه كنايةٌ عن الندم الشديد:
    ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً ﴾
    [ سورة الفرقان ]
    الإنسان يتأثر شاء أم أبى بمن حوله، لذلك قال الله تعالى:
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
    [ سورة التوبة ]
    وفي آيةٍ أخرى:
    ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾
    [ سورة الكهف ]
    يعني شيءُ مهمٌ جداً، وخطيرٌ جداً في حياة الإنسان أصدقاءه، من يعيش معهم، من يصاحبهم، من يعالمهم، من يحتك معهم، لذلك
    (( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ ))
    [ أخرجه أبو داوود والترمذي، عن: أبو سعيد الخدري ]
    لم يكن ربنا عز وجل:
    ﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ﴾
    الوجهة إلى الله، الله هو الأصل، والرسول وسيلة من وسائل القرب من الله عز وجل، لا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله، ويدلك على الله مقاله.
    أيها الإخوة، هناك تفسير علمي لتأثير الصاحب، الإنسان في جبلته مفطورٌ على خاصةٍ اسمها الغيرة، الغيرة من لوازم الفطرة، من خصائص النفس البشرية، فأنت إذا رأيت من يفوقك في العلم أو في الطهر، أو في التقوى، أو في القرب، أو في العمل الطيب، تغار فتقلده، وإن صاحبت أهل الدنيا، ورأيتهم تفوقوا عليك، ببيوتهم، وأثاثهم، ودنياهم، وإنفاقهم تمنيت أن تكون مثلهم فسلكت سبيلهم، فالغيرة حيادية، إن استخدمت لطلب الآخرة، كانت عاملاً إيجابياً، وإن استخدمت للدنيا، كانت عاملاً سلبياً، فالعبرة أن تصاحب المؤمنين، العبرة أن تصاحب من يرقى بك على الله بعلمه، وحاله، ومنطقه، وحكمته، فمن سعادة المرء أن يكون إخوانه صالحون، لذلك يجب أن تختار أصدقائك، كما تختار أعز شيءٍ عليك، إنه ساحب، إنك لصيقٌ به، إنك تقتبس من علمه، من أخلاقه، لذلك قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت.
    هل تصدقون أن هذا الإنسان الظالم استحق النار خالداً مخلداً، ماذا يقول؟
    ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ﴾
    ، آية واضحة، واضحة وضوح الشمس، أنه اتخذ من فلاناً خليلاً كان من أهل النار.
    الآن الكلمة موجهة للآباء إن أخطر شيءٍ في حياة أولادك أصدقاء أولادك، فيجب أن تدقق، وأن تسأل، وأن تبحث، وأن تدرس ابنك من يصاحب، أين كان حتى هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ مع من يسهر؟ مع من يمشي؟ مع من يتنزه؟ من يصاحب؟ أخطر شيءٍ، علماء التربية قالوا: ستين بالمئة من تأثر الإنسان من أصدقاءه، أعتقد ثلاثين بالمئة من أمه، وعشرة من أبيه، يعني تأثر الإنسان من أصدقاءه أشد من أمه وأبيه.
    لذلك البيئة الصالحة ضروريةٌ جداً، قد يأتون ببذرة، من أرقى البذر في بذار هجين، غالي جداً، التُربة السيئة، غير المعقمة، غير المخصبة، هذه تقتل البذرة، بينما بذرة من المستوى المتدني، ضعها في تربةٍ عالية الجودة، فيها سماد، فيها مخصبات، معقمة هذه البذرة المتوسطة الجودة تنمو.
    إذاً نحن نبحث عن البيئة الصالحة، والمؤمنون إذا اختلطوا مع أهل الدنيا واشتبكوا معهم، وتنزهوا معهم، وتعاملوا معهم، وأقاموا معهم علاقاتٍ حميمة، من المتضرر الأكبر؟ المؤمنون.
    تماماً كما خلطت لتر ماءً نقيٍ صافيٍ مع لتر ماءً ملوث، أيُّ اللتر الذي يتضرر؟ الصافي.
    لذلك أجهد أن يكون إخوانك المؤمنين الأطهار، من الذين يطلبون العلم من الذين يخافون من الله عز وجل، أنت لا تدري قد تقتبس مئات الصفات ممن حولك وأنت لا تدري أحياناً ألاحظ سلوك إنسان، دون أن يشعر يقلد سيده في العمل، حتى في تعنيفه، حتى في حركاته، حتى في سكناته، حتى في طريقة استرخاءه، حتى في طريقة سلوكه يقلد الكبراء بالمجتمع في كبراء، في عالم المال في كبراء، في عالم الاقتصاد، في عالم العلم، في عالم القوة، في كل مجال في كبراء، يسمونهم الآن نجوم، أعلام، هؤلاء يقتدى بهم، والإنسان لابد له من شخصيةٍ يتمنى أن يكونها، أو يكره أن يكونها، أو يكره أن يكونها، أو يكونها، أو يتمنى أن يكونها، التي يكونها هي ذاته، التي يكره أن يكونها من يتناقض معه في الصفات، والأهداف والتي يتمنى أن يكونها من يراه متفوقاً عليه، فلذلك:
    ﴿ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾
    [ سورة الملك ]
    إلى أبد الآبدين، والآية صريحةٌ وواضحة، بسبب أنهم صاحبوا أهل الدنيا:
    ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً ﴾
    يعني أعرف رجل حُدثتُ عنه في بلدٍ آخر إسلامي، يعني همه بناء المساجد، همه فعل الخيرات، همه مساعدة البائسين، صاحب رجلاً متفلتاً، تفلتاً شديداً، أراه بعض الأفلام وهو في الستين ترك الصلاة، وانغمس في الرذيلة، ووقع في جريمة الزنا، من صاحبٍ واحد يجب أن تجهد، أن تنتقي أصحابك من المؤمنين، لا تنسى هذا الحديث الشريف:
    (( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ ))
    إذا كنا في مجتمعٍ نقيٍ، صافٍ وظهر كمال الإخوة المؤمنين، عشنا الإسلام الإسلام ينبغي أن نعيشه، لا ينبغي أن نفهمه، لا ينبغي أن نعقله فقط، ينبغي أن نعيشه، تعيش الإسلام إذا كنت فرداً في مجتمعٍ إسلامي، لذلك المؤمن له طريقته الإسلامية في بيته، وفي عمله، وفي نزهته، وفي زواجه، يعني إنسان مسلم، ملتزم، والإنسانة ملتزمة مسلمة، والعرس فيه غناء، فيه تبّذل، هذا لا يجتمعان، أعراس المؤمنين من نوعٍ خاص، حتى أحزانهم المسلم يقتدي برسول الله، في آية ثانية تذكرنا، الإنسان بجهنم وهو في النار، يقول:
    ﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
    [ سورة الملك ]
    لأنه ما طلب العلم استحق النار إلى الأبد،
    ﴿ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ ﴾
    في الدنيا الحق
    ﴿ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾
    ، هذا لولا أنه كان له هذا الصديق المنحرف، لما كان في النار، فانظروا إلى خطورة الصديق أيها الإخوة.
    الآن الناحية الإيجابية، أيام يكون الواحد همته ضعيفة، يجلس مع مؤمنين أطهار متفوقين، يتحمس، يرفع من مستوى استقامته، يضبط لسانه، يكثر من صلواته، الإنسان أيضاً من الناحية الإيجابية إذا عاش مع مؤمنين يرقى بهم، الإنسان في الأساس اجتماعي، وعنده صفة حيادية هي الغيرة، فإذا جلست مع المؤمنين تتمنى أن تكون مثلهم، لو جلست مع حافظ كتاب الله، تتمنى أن تحفظ كتاب الله مثله، لو جلست مع داعيةٍ تتمنى أن تكون مثله، الآن اجلس مع أحد أهل الدنيا، تتمنى أن تكون مثله، إذاً في جذب، القوي دائماً يجذب الضعيف القوي في المال يجذب الفقير، القوي في السلطان يجذب الأقل منه، القوي في الدين يجذب الدينين إلى المستوى الأرقى.
    لذلك النقطة الدقيقة في هذه الآية، يجب أن تختار أصحابك وإخوانك بعنايةٍ فائقة.
    ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾
    [ سورة الفرقان الآية: 63 ]
    القلب الشجاع
    القلب الشجاع
    اداة الشبكة
    اداة الشبكة


    عدد المساهمات : 621
    تاريخ التسجيل : 11/06/2010
    العمر : 38

    تفسير ايات سورة الفرقان والشعراء/ج1 Empty رد: تفسير ايات سورة الفرقان والشعراء/ج1

    مُساهمة  القلب الشجاع الخميس أكتوبر 25, 2012 7:25 am

    طرح رائع اخي الكريم
    أبدعت بما نزف قلمك الماسي
    كلمات تسحر القلوب
    دومت سيد الابداع
    لروحك السلام

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 11:51 pm