بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


2 مشترك

    تفسير ايات سور الاحقاف ومحمد والفتح/ج1

    النجم الساطع
    النجم الساطع
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 390
    تاريخ التسجيل : 02/07/2010
    العمر : 36

    تفسير ايات سور الاحقاف ومحمد والفتح/ج1 Empty تفسير ايات سور الاحقاف ومحمد والفتح/ج1

    مُساهمة  النجم الساطع الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 11:12 am

    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    تفسير آيات - سورة الأحقاف محمد الفتح الحجرات الذاريات
    الإنسان خُلِقَ للعمل الصالح.
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين.

    أيها الأخوة الكرام... حقيقةٌ ناصعة وهي: أن الإنسان خُلِقَ للعمل الصالح لأنه ثمن الجنة، ولأنه ثمن الصلة بالله عزَّ وجل..
    ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا﴾
    ( سورة الكهف: من آية " 110 " )
    ولأنه الزَّاد إلى الآخرة، بل لأن علة وجودك في هذه الحياة الدنيا أن تعمل عملاً صالحاً تَلْقَى الله به.

    ولكن ما تعريف العمل الصالح ؟ في هذه الآية الكريمة في سورة الأحقاف، يقول الله عزَّ وجل:
    ﴿ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ﴾
    ( سورة الأحقاف: من آية " 15 " )
    العمل الصالح لا يكون صالحاً للعَرْض على الله، ولا يكون ثمن الجنة إلا إذا كان صواباً ـ أي وفق منهج الله، ووفق سُنَّة رسول الله ـ أما يانصيب خيري مثلاً، وحفلة غنائية ريعها للأيتام، هذا عملٌ ليس وَفْقَ منهج الله، أن يكون العمل صالحاً، وأن يكون خالصاً، فالعمل الصالح لا يُقْبَل إلا إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ؛ ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السُنَّة.
    الآن.. كل إنسان له مَقْعَد عند الله، أو له حَجم، أو له مرتبة، أو له مكانة، أو له درجة ـ سمها ما شئت ـ المُسمَّى واحد والأسماء مختلفة، هذه المكانة بما تُحَصِّلها ؟ بقراءةٍ تقرأها ؟ بطلاقة لسانٍ تلقيه ؟ بحجمٍ ؟ بمكانةٍ ؟ بأي شيء ؟ قال:
    ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
    ( سورة الأحقاف: من آية " 19 " )
    هذه حقيقة ثانية، العمل الصالح لا يقبل إلا إذا كان خالصاً وصواباً، والعمل الصالح هو الذي يحدد مكانتك عند الله، فحجمك عند الله بحجم عملك الصالح..
    ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا﴾
    * * * * *
    ـ سورة محمد:
    الشيء الثالث: الكافر مهما يكن ذكياً، مهما تكن أمامه معلوماتٍ دقيقة، مهما تكن مُحاكمته حادَّة، مهما استعان بالخبراء لابدَّ من أن يرْتَكب حماقة، ولابدَّ من أن يكون تدميره في تدبيره، ولابدَّ من أن تدور الدائرة عليه، ذلك لأنه استغنى عن الله عزَّ وجل فأوكله الله إلى نفسه، قال تعالى:
    ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1)﴾
    بالمقابل..
    ﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾
    ( سورة البقرة: من آية " 269 " )
    فأكبر تخلي عن الله للكافر أنه أضل عمله، وأكبر دعم للمؤمن أنه ألهمه الحكمة، فالكافر يتحَرَّك بِحُمْقٍ ولو كان ذكياً، ولو استعان بكل من حوله، والمؤمن يُلْهَم الحكمة.. وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا..
    أيها الأخوة... الهدى أربعة أنواع ؛ الأول: أن الله هدى الإنسان إلى مصالحه، أعطاه السمع، والبصر، والمحاكمة، وجهاز توازن، أعطاه أجهزة إحساس بالبرد والحر والضغط، وأعطاه ذاكرة، وأعطاه طلاقة لسان، هذه الأعضاء، والأجهزة، والحواس، والقدرات، والمؤهلات هذه من فضل الله عزَّ وجل هداك إلى مصالحك عن طريق الحواس.
    الإنسان عندما يختل توازنه في جهاز تصحيح توازن، هداك إلى مصالحك، عندما يجوع يحس بالجوع، ولو نقص الغذاء ولم يحس بالجوع يموت من الجوع وهو لا يشعر، يحس بالعَطَش، فهناك آلاف الأجهزة، والوسائل، والحواس من أجل أن تتحقق مصالحك، هذا أول هدى.
    الهدى الثاني: هدى الوحي.
    الهدى الثالث: هدى التوفيق.
    الهدى الرابع: إلى الجنة..
    ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)﴾
    الآية تُعَد شاهد على أن في الدنيا جنة هي جنة القرب..
    ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)﴾
    ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (Cool
    ثم يقول الله عزًّ وجل وهذه آيةٌ مؤثرةٌ جداًَ:
    ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا﴾
    أنت عندما آمنت فالله وليك، فالله يؤدِّبك، والله يُرشدك، الله يسعدك، والله يطمئنك، والله يربِّيك، والله يتولى أمرك ويدافع عنك، وليّك الله، إذا كان الله معك فمن عليك ؟
    ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11)﴾
    يتحرك حركة عشوائية، ما له مرجعية، ما له منهج، ما له مبدأ، ما له معين، ما له نصير، ما له من يدعوه، شتَّان بين حياة المؤمن وحياة الكافر.
    الآن الآية الدقيقة:
    ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾
    إياك أن تحقد على أحد، كل الأتقياء في الدنيا عِصِيٌ بيد الله..
    ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾
    كل من تراهم أقوياء هم بيد الله
    ﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾
    ( سورة هود: من آية " 96 " )
    لكن إذا جاءك ما تكره، والفعل فعله، معنى هذا هناك استنباط ثالث، إذا جاءك ما تكره والفعل فعله، ما معنى ذلك ؟ معنى ذلك هناك ذنب، قال:
    ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾
    واللهِ أيها الأخوة لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفت..
    ﴿ َاعْلَمْ﴾
    العقيدة لن تكون تقليداً، ولن تُقبل تقليداً، لم يقل: فقل، بل قال:
    ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾
    فأيُّ شيءٍ أزعجك ؛ بيد الله، وسمح الله به، والله الذي أمر به، ولكن ما الحل ؟ الحل في عندك مشكلة..
    ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾
    أي إذا جاءك ما تكره والأمر بيد الله، فالعلَّة في نفسك..
    ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)﴾
    المؤمن بحاجة إلى معنويات عالية كثيراً، أنت ولي الله، يقول الله عزَّ وجل:
    ﴿ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)﴾
    فهل من المعقول أن تكون مع الله، وأن تكون محسوباً على الله، وأن تكون في ظل الله، وفي رعاية الله، وأن تكون في عَيْن الله، وأن تكون مُطَبِّقاً لمنهج رسول الله، وأن تقصد رضاء الله عزَّ وجل وتكون ذليلاً ؟! وتكون في مؤخرة الركب ؟!! هذا يتناقض مع كمال الله..
    القلب الشجاع
    القلب الشجاع
    اداة الشبكة
    اداة الشبكة


    عدد المساهمات : 621
    تاريخ التسجيل : 11/06/2010
    العمر : 38

    تفسير ايات سور الاحقاف ومحمد والفتح/ج1 Empty رد: تفسير ايات سور الاحقاف ومحمد والفتح/ج1

    مُساهمة  القلب الشجاع الخميس أكتوبر 25, 2012 7:15 am

    سلمت يمناكِ على هذه الطرح الراقي
    بانتظار جديدك بود وشوق
    شكرا لروعة ما طرحتِ
    مودتي

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 7:40 pm