بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


    تفسير اسماء الله الحسنى/الماجد

    الهاجري
    الهاجري
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 220
    تاريخ التسجيل : 24/07/2012

    تفسير اسماء الله الحسنى/الماجد Empty تفسير اسماء الله الحسنى/الماجد

    مُساهمة  الهاجري السبت سبتمبر 22, 2012 2:34 am

    الماجد
    أخى المسلم
    وأما الماجد فهو الله سبحانه و تعالى الذى له المجد كله ،
    و المجد هو الغنى و العز و الشرف و الكرم والحمد و الثناء التام
    و الماجد هو واهب المجد و العزة
    قال تعالى
    مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا
    فاطر ( 10 )
    وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ
    المنافقون ( 8 )
    و قيل أيضاً الواجد تأكيد للماجد أى الغنى المغنى
    و هوكذلك حقاً إلا أن بين الأسمين تغايراً فى المعنى كما هو واضح
    فالغنى هو الذى لا يفتقر لأحد
    و الغنى هو الذى يُغنى من يشاء من عباده
    فهو الغنى عنهم و هم الفقراء إليه
    فإن كان لأحد من الناس عز فهو قبس من عزه
    و إن كان لأحد من مجد فذلك قبس من مجده
    قال تعالى
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
    فاطر ( 15 )
    أى أنتم الفقراء فقراً كاملاً إلى فضله و رفده و هو الغنى غنى كاملاً عنكم
    لا تنفعه طاعتكم و لا تضره معصيتكم فهو الواجد لكل أوصاف الكمال و التنزيه
    الماجد الذى له المجد كله فى الملك كله واهب المجد لمن شاء و متى شاء و كيف شاء
    و الماجد و المجيد بمعنى واحد و إن كان المجيد فى ظاهر اللغة أبلغ من الماجد
    لأنه ليس فى صفات الله صفة أبلغ من صفة
    فكل أوصافه كمالية متساوية فى الكمال و التنزيه
    و لكن كل وصف فى محله مستعذب
    فأنت تستعذب و صفاً فى موضع أكثر مما تستعذبه فى موضع أخر
    فالواجد مثلا يستعذب ذكره مع الماجد ، و المجيد يستعذب ذكره مع الغفور الودود
    قال تعالى
    إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)
    وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
    البروج ( 12- 16 )
    و لو وضع الماجد فى هذا السياق مكان المجيد لا يكون له من التاثير مثل ماله
    فكل لفظ يتعايش مع بيئته و ينسجم مع مقاصده و ينتظم فى سلك ما قبله و ما بعده
    أخى المسلم
    أين أنت من إعجاز القرآن فى حسن البيان و جمال التعبير و دقة التصوير
    و وضع اللفظ المناسب فى المكان المناسب
    و ذلك فى نظم بديع و ترابط تام بين الألفاظ و معانيها و مراميها
    و لذا يجب أن نقول لأنفسنا و نهمس بها فى آذان من يريدون الغنى و يبتغون العزة
    و يسعون لتحصيل المطالب و يحذرون الأخرة و يرجون رحمة ربهم فى كل حال
    نقول إن الواجد جل شأنه قريب مجيب رحيم ودود
    فأدعوه مخلصين بأسمائه الحُسنى و أنتم موقنون بالإجابة
    فإن من سأله أعطاه و من توكل عليه كفاه و من أعتصم به هداه إلى صراط مستقيم
    فهو الواجد الذى لاتنفض خزائنه و لاتنتهى نعمه و لا تضيق رحمته بالمحسنيين
    و هو الماجد الذى ينتهى إليه المجد كله و ينتسب لجلاله الحمد كله
    تعطرت أنفاس الكون بنسائم فضله
    وأستنار الملك كله بنور جلاله و جماله و قام كل شئ بميزان عدله
    قال تعالى



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 9:35 pm