بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

موقف عرب العراق من الاحتلال الفارسي

الهاجري
الهاجري
عضو متميز
عضو متميز


عدد المساهمات : 220
تاريخ التسجيل : 24/07/2012

موقف عرب العراق من الاحتلال الفارسي Empty موقف عرب العراق من الاحتلال الفارسي

مُساهمة  الهاجري الأحد أغسطس 27, 2023 7:46 am

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منذ الأيام الأولى للاحتلال الفارسي عبر العراقيون عن رفضهم له عندما ثارت بابل مؤكدة فشل رهان كورش على احتوائها ، وتحت الاحتلال الفرثي أيضا ، ولعل العرب وبنجاحهم في تأسيس أمارة كرخ ميسان تعبير عن تلك الحالة ، ومما عزز تلك الحالة تدفق عرب شبه جزيرة العرب نحو العراق ، وخاصة الانتشار الواسع للأزد وفي القرن الرابع الميلادي أصبحت هذه القبائل تشكل تهديدا للدولة الساسانية وذلك في عصر سابور ذي الأكتاف ، حيث دفعه ذلك على القيام بحملة لإبادة العرب وتشتيتهم في العراق فأشتبك مع أياد وبكر وقضاعة ، وأستمر هذا الصراع حتى شمل الحيرة في زمن النعمان بن المنذر – 1 –
وكانت مدن مدينة النهرين (كربلاء ) جزءا من هذه الحملة ، وكان لأياد أديرة في سواد العراق ومنها أديرة في مدينة سورا التابعة لمدينة النهرين .
وكانت أهم المعارك التي حصلت بين سابور ذي الأكتاف وأياد في دير أياد الذي تحول أسمه إلى دير الجماجم بعد رفع رؤوس القتلى الفرس على الأعمدة – 2- .
أما في الحيرة فقد ألقى كسرى القبض على النعمان بن المنذر وسجنه وبذلك انتهى حكم المناذرة في الحيرة ، وعين مكانه رجلا من طي اسمه إياس بن قبيصة .
لقد أدى زوال أسرة المناذرة إلى خسران الساسانيين الواسطة المهمة التي كانت تقف أمام عرب الجزيرة ومنعهم من الاعتداء على الإمبراطورية الساسانية ، فلما زال هذا الحاجز وقفت القبائل العربية وجها لوجه أمام الساسانيين ولم تعد هناك قوة عربية تصدهم ، فأخذوا يقومون بالغزوات أطراف الحدود العراقية ، وساعدهم على ذلك الاضطراب الداخلي والحروب المتعددة والفتن والمنافسات على العرش وضعف الأكاسرة ، فتوغل بعضهم إلى داخل العراق .
ولعل أهم هذه الحروب هي حرب ذي قار التي وقعت بين الفرس والعرب وخاصة بني شيبان ، وذلك عقب زوال أسرة المناذرة من الحيرة ، وكنتيجة مباشرة لها ، لان النعمان بن المنذر أودع سلاحه عند هاني بن مسعود الشيباني فأراد كسرى استرجاعه بالقوة ولكن هاني رفض ونشب القتال بينهما وكانت النتيجة انكسار الجيش ا لفارسي – 3 –
ورغم صغر القوة الفارسية التي اشتبكت في القتال إلا أن أهميتها كبيرة فهي ثاني اصطدام مسلح مباشر بين العرب والفرس تنتصر فيها القبائل العربية في العراق على الجيش الفارسي ، وعلى اثر هذه المعركة أقصى الفرس إياس بن قبيصة عن حكم الحيرة وعينوا عليها حاكما فارسيا يحكمها بصورة مباشرة – 4- .
إلا أن هذا لم يؤد إلى تحسين العلاقة بين الفرس وعرب العراق حتى جاء خالد بن الوليد (رضي الله عنه ) عام 12هـ إلى العراق فهاجم الحيرة وتمكن من تحريرها بعد مقاومة بسيطة ، وفرض عليها مبلغا من المال تؤديه إلى المسلمين .
المراجع: –
-1- حضارة العراق / ج5 ص11 بحث بقلم الدكتور نزار ألحديثي .
-2- المصدر نفسه / ص9
-3- الطبري ج2 ص147 ، الأغاني ج2 ص131 ، ابن الأثير ج1 ص196 – 197 .ومحاضرات في تاريخ العرب الدكتور صالح احمد العلي ص68 .
-4- الدكتور صالح العلي – نفس المصدر ص69
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 1:10 am