بغــــدادُ انــــكِ قِبــــلةٌ ومتــــــــابُ *** ولقــدْ أتيتــكِ والذنــوبُ ضبـــابُ
جفَّتْ قـداحُ العاشقيــــنَ وليلهـــــــم *** خـــاوٍ فــــلا سهــرٌ ولا أكـــــوابُ
أو يسهرُ القلــــبُ الجــريحُ وجسمهُ *** ذاوٍ ووعــــــدُ حبيبـــهِ كــــــــذابُ
مـــاذا أقـولُ عـــنِ اللـواتــي فتنـني *** وجعلّنَ عمريَ في المدى ينســابُ
الحامـــلاتِ منْ الجمــــالِ بـديعَـــهُ *** يبديــنَ صـداً مــا لـــهُ أسبـــــــابُ
الـلابســــــاتِ دمــــوعَ عيني حِلية ً *** قــــدْ زانهنّ منْ الدمـــاءِ خِضـابُ
هــامَ الفـؤادُ وتــــاهَ في صحرائـــهِ *** فيمنْ تهيمُ ؟ أللهـــوى محــــــرابُ
العــُرْبُ تـــاهوا في متاهاتِ الردى *** حتى غــــدوا وكأنهـــم أغـــــرابُ
وقفوا على حــدِّ الجنونِ وغــودرتْ *** للحــــزنِ منهــمْ أعينٌ وهــــــدابُ
ناموا على الضيـم ِ الدفيــــن كـأنــهُ *** وعــــــدٌ عليهم قــدْ رواه كتـــــابُ
ولـقدْ أعاتبُ مـنْ تفَّرقَ في الهـــوى *** لو كـانَ ُيجدي الضائعينَ عتـــــاب
عـفَت الديـارُ وأقفـرتْ مــنْ أهـلــها *** لا خيرَ ُيرجى أو يكــونَ سحــــاب ُ
هـــزي النخيـل أيـا بـلادي نـحــونا *** ولتسقطي رطباً بهـــا الأعـــــراب
إنـّا جـعلنـا نهـــرنــا مــــنْ تحتـــكِ *** فكُـلـــي هنيئـــاً إنْ ذاكَ ســـــــرابُ
أويَــأكلُ الجــــوعُ البنيـــنَ و أمـهـم *** أوَليــسَ يوجدُ في الملا (خطــــابُ)
مـا رقَّ قـــلــبُ العالـــمينَ لطفـــلكِ *** ولقــدْ ترقُ وتعطــفُ الأخشـــــــابُ
أعصـابُ جسمي قَدْ وهتْ وتحولتْ *** شعـــراً لــهُ قلــبٌ لـهُ أعصـــــــابُ
أوتــارُ قــلــبي قـــــدْ تـعثرَ لحنـــها *** وتجمعتْ مــِـنْ شَدوها الأوصــــابُ
ودمـــوعُ عيني قـــدْ تحجرَ هَطــلها *** ومــن الحجـــارةِ تنْبُتُ الأعشــــابُ
إني الــذي احتـرقَ الكــلامُ بمَبْسمي *** واستعبدتني في الهــــوى الأحقــابُ
والشــعرُ أجمــلـهُ كــلامـــاً يحتوي *** بــابَ المــودةِ والهـــــوى الغـــلابُ