بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

زواج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من ميمونة

صدى قلبي
صدى قلبي
عضو متميز
عضو متميز


عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 01/01/2014

زواج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من ميمونة Empty زواج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من ميمونة

مُساهمة  صدى قلبي السبت يناير 25, 2014 9:41 am

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قصة تزويجه عليه السلام بميمونة
فقال ابن إسحاق‏:‏ حدثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرام، وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب‏.‏
قال ابن هشام‏:‏ كانت جعلت أمرها إلى أختها أم الفضل، فجعلت أم الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقها عنه أربعمائة درهم‏.‏
وذكر السهيلي‏:‏ أنه لما انتهت إليها خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وهي راكبة بعيراً، قالت‏:‏ الجمل وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
قال‏:‏ وفيها نزلت الآية‏:‏ ‏{‏وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏‏.‏
وقد روى البخاري من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم وبنى بها وهو حلال، وماتت بسرف‏.‏
قال السهيلي‏:‏ وروى الدارقطني من طريق أبي الأسود يتيم عروة، ومن طريق مطر الوراق، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال‏.‏
قال‏:‏ وتأولوا رواية ابن عباس الأولى أنه كان محرماً أي‏:‏ في شهر حرام كما قال الشاعر‏:‏
قتلوا ابن عفان الخليفة محرماً * فدعا فلم أر مثله مخذولاً
أي‏:‏ في شهر حرام‏.‏
قلت‏:‏ وفي هذا التأويل نظر، لأن الرواية متظافرة عن ابن عباس بخلاف ذلك، ولا سيما قوله‏:‏ تزوجها وهو محرم وبنى بها وهو حلال، وقد كان في شهر ذي القعدة أيضاً وهو شهر حرام‏.‏
وقال محمد بن يحيى الذهلي‏:‏ ثنا عبد الرزاق قال‏:‏ قال لي الثوري‏:‏ لا يلتفت إلى قول أهل المدينة‏.‏
أخبرني عمرو، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج وهو محرم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 266‏)‏
قال أبو عبد الله‏:‏ قلت لعبد الرزاق‏:‏ روى سفيان الحديثين جميعاً عن عمرو بن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، وابن خثيم، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ‏؟‏
قال‏:‏ نعم، أما حديث ابن خثيم فحدثنا ها هنا - يعني باليمن - وأما حديث عمرو فحدثنا ثمَّ - يعني بمكة - وأخرجاه في الصحيحين من حديث عمرو بن دينار به‏.‏
وفي صحيح البخاري من طريق الأوزاعي‏:‏ أنبأنا عطاء، عن ابن عباس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم‏.‏
فقال سعيد بن المسيب‏:‏ وهم ابن عباس وإن كانت خالته، ما تزوجها إلا بعد ما أحل‏.‏
وقال يونس، عن ابن إسحاق، حدثني بقية، عن سعيد بن المسيب أنه قال‏:‏ هذا عبد الله بن عباس يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم فذكر كلمته، إنما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فكان الحل والنكاح جميعاً، فشبه ذلك على ابن عباس‏.‏
وروى مسلم وأهل السنن‏:‏ من طرق عن يزيد بن الأصم العامري، عن خالته ميمونة بنت الحارث قالت‏:‏ تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلال بسرف‏.‏
لكن قال الترمذي‏:‏ روى غير واحد هذا الحديث عن يزيد بن الأصم مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة‏.‏
وقال الحافظ البيهقي‏:‏ أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصفهاني الزاهد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، ثنا مطر الوراق، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع قال‏:‏
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو حلال، وبنى بها وهو حلال، وكنت الرسول بينهما‏.‏
وهكذا رواه الترمذي والنسائي جميعاً، عن قتيبة، عن حماد بن زيد به‏.‏
ثم قال الترمذي‏:‏ حسن ولا نعلم أحداً أسنده عن حماد، عن مطر، ورواه مالك عن ربيعة عن سليمان مرسلاً، ورواه سليمان بن بلال عن ربيعة مرسلاً‏.‏
قلت‏:‏ وكانت وفاتها بسرف سنة ثلاث وستين، ويقال سنة ستين رضي الله عنها‏.‏
ذكر خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة بعد قضاء عمرته
قد تقدم ما ذكره موسى بن عقبة أن قريشاً بعثوا إليه حويطب بن عبد العزى بعد مضي أربعة أيام ليرحل عنهم كما وقع به الشرط، فعرض عليهم أن يعمل وليمة عرسه بميمونة عندهم، وإنما أراد تأليفهم بذلك فأبوا عليه، وقالوا‏:‏ بل اخرج عنا، فخرج‏.‏
وكذلك ذكره ابن إسحاق‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 267‏)‏
وقال البخاري‏:‏ حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال‏:‏ اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيموا بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا‏:‏ هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله‏.‏
قالوا‏:‏ لا نقر بهذا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئاً، ولكن أنت محمد بن عبد الله‏.‏
قال‏:‏ أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله، ثم قال لعلي بن أبي طالب‏:‏ ‏(‏‏(‏امح رسول الله‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ لا والله لا أمحوك أبداً، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب، وليس يحسن يكتب، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع من أصحابه أحداً أراد أن يقيم بها‏.‏
فلما دخل ومضى الأجل أتوا علياً فقالوا‏:‏ قل لصاحبك فليخرج عنا فقد مضى الأجل‏.‏
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي‏:‏ يا عم يا عم، فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة‏:‏ دونك ابنة عمك فحملتها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر‏.‏
فقال علي‏:‏ أنا أخذتها وهي ابنة عمي‏.‏
وقال جعفر‏:‏ ابنة عمي وخالتها تحتي‏.‏
وقال زيد‏:‏ ابنة أخي‏.‏
فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏الخالة بمنزلة الأم‏)‏‏)‏ وقال لعلي‏:‏ ‏(‏‏(‏أنت مني وأنا منك‏)‏‏)‏ وقال لجعفر‏:‏ ‏(‏‏(‏أشبهت خلقي وخلقي‏)‏‏)‏ وقال لزيد‏:‏ ‏(‏‏(‏أنت أخونا ومولانا‏)‏‏)‏‏.‏
قال علي‏:‏ ألا تتزوج ابنة حمزة ‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إنها ابنة أخي من الرضاعة‏)‏‏)‏‏.‏
تفرد به البخاري من هذا الوجه‏.‏
وقد روى الواقدي قصة ابنة حمزة فقال‏:‏ حدثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس‏:‏ أن عمارة ابنة حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عميس كانت بمكة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلم علي بن أبي طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ علام نترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهراني المشركين ‏؟‏
فلم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن إخراجها، فخرج بها فتكلم زيد بن حارثة وكان وصي حمزة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين، فقال‏:‏ أنا أحق بها ابنة أخي‏.‏
فلما سمع بذلك جعفر قال‏:‏ الخالة والدة وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس‏.‏
وقال علي‏:‏ ألا أراكم تختصمون هي ابنة عمي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين، وليس لكم إليها سبب دوني، وأنا أحق بها منكم‏.‏
فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏أنا أحكم بينكم، أما أنت يا زيد فمولى الله ومولى رسول الله، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي، وأما أنت يا جعفر فتشبه خَلْقي وخُلُقي، وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها، ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها‏)‏‏)‏ فقضى بها لجعفر‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 268‏)‏
قال الواقدي‏:‏ فلما قضى بها لجعفر، قام جعفر فحجل حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏ما هذا يا جعفر ‏؟‏‏)‏‏)‏
فقال‏:‏ يا رسول الله كان النجاشي إذا أرضى أحداً قام فحجل حوله‏.‏
فقال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ تزوجها‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏ابنة أخي من الرضاعة‏)‏‏)‏ فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏هل جزيت سلمة‏)‏‏)‏‏.‏
قلت‏:‏ لأنه ذكر الواقدي وغيره أنه هو الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة، لأنه كان أكبر من أخيه عمر بن أبي سلمة، والله أعلم‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏ ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ذي الحجة، وتولى المشركون تلك الحجة‏.‏
قال ابن هشام‏:‏ وأنزل الله في هذه العمرة فيما حدثني أبو عبيدة قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله أمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً‏}‏ يعني خيبر‏.‏
والله جل جلاله اعلم


البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 1:46 am