بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


2 مشترك
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

احداث وخفايا ثورة 17 تموز عام 1968

صدى قلبي
صدى قلبي
عضو متميز
عضو متميز


عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 01/01/2014

احداث وخفايا ثورة 17 تموز عام 1968 Empty احداث وخفايا ثورة 17 تموز عام 1968

مُساهمة  صدى قلبي الإثنين يناير 13, 2014 12:42 am

عبـــــــد الرحمــــن محمــد عــارف يرويـــها

ففي غمرة تلك الاوضاع زارالسفير البريطاني في بغداد، رئيس الجمهورية "عبد الرحمن عارف " في التاسع من كانون الثاني عام 1968 ، ووعد السفير عارف بحل تلك المشاكل فوراً، من خلال المساعدات المالية الفورية للخزينة العراقية من جانب، واقناع الشركات البترولية البريطانية المستثمرة في العراق، لغرض تقليص البطالة وبناء مستشفيات ومدارس بصورة فورية، وارسال بعثات على حسابها سنوياً لتطوير المصانع الحكومية العراقية في جميع المجالات، ويضيف قيس قائلاً:-"وبعد الانتهاء من تلك العروض فوجيء والدي بقول السفير البريطاني:- وللعمل فوراً بتلك الامور عليك ان توعدني ما ان يحل عيد استقلال الكويت في "شباط " 1968 إلا وقد رسمت حدود العراق مع الكويت ضمن ماترتأيه بريطانيا ". حينها كان جواب عبد الرحمن عارف للسفير البريطاني:- "ان تلك المسألة العراقية- الكويتية معلقة ولا اريد ان اثيرها مجدداً، فدع الامور على ما هي عليه خوفاً من ابراز حالة لا يمكن مهادنتها، واذا كان لا بد من الامر فسوف ازور الكويت قريباً ليكون ذلك اعترافاً ضمنيا باستقلالية الدولة الكويتية ضمن قناعتي.. كما ان مساعدات بريطانيا اذا كانت ضمن تلك الحدود المشروطة فاننا لا يمكن تلبية شرطها على حساب التلاحم العراقي".. عندها إبتأس السفير البريطاني، وانتفض ليخرج منزعجاً، ووجهه كله شؤم وغيض، وقال:-"لا بد ان تأخذ الكويت حقها الحدودي آجلاً ام عاجلاً، وهذه قناعة كل المسؤولين العاملين تحت التاج البريطاني ". من جانبه فقد عقد عارف اجتماعاً مصغراً في 18 كانون الثاني 1968، ضم كلاً من:- عبد الرزاق النايف، وقيس عبد الرحمن عارف، ورياض صليبي، وسالم رضوان، وشهاب مصلح، وكلهم من العسكر الجمهوري او الاستخبارات العسكرية، ووجه لهم تحذيراً، قال فيه:- ".. العر اق قادم على احداث لا ادري ما هي؟ احسستها بعيني السفير البريطاني، اريدكم ان تكونوا حذرين، وعليكم اخباري اولاً بأول".. ويقول قيس ان والدي كان لا يثق بالاستخبارات العسكرية، آنذاك، كما لا يمكنه في تلك الازمة من احداث اية تغييرات في المناصب، لذا فقد اتجه الى مديرية الامن العامة، وطلب مني الاتصال بمديرها، وبحذر دون معرفة احد ".. فأخذت مديرية الامن العامة ترفع تقريراً اسبوعياً لعبد الرحمن عارف، يتضمن التحركات السياسية لكثير من الاحزاب والشخصيات وبضمنها حركة الثوريين العرب.. ولخطورة تحركات النايف واستقطاب حركته رموزاً وشخصيات عديدة وفق ما جاء بالتقارير الامنية.. واجه عارف النايف بتحركات حركته، فكان جواب النايف:- "سيدي، هذه الحركة لحمايتك من الطامعين، وقد اسستها حال اجتماعك بنا وتحذيرنا من الاجنبي، وانا اطالب من سيادتكم السماح لنجلكم "الملازم قيس" ان يكون احد عناصرها الفعالة ".. لم يقتنع الرئيس بحديث النايف، واصبح في حيرة من امره، بين ان يدع الامور على ما هي عليه، وبين ان يضرب الجميع، وبالتالي تحدث الازمة، التي قد لا يكون استقرار لها.. واخيراً قام بالاتصال برموز حركة الثوريين العرب لاحتواء الازمة، وشدد على حرصهم العراقي الاصيل، وطلب من قادة الحركة، اعلان حركتهم على الملأ دون العمل السري، وهو ما تم بالفعل في منتصف شباط 1968.. ويبدو لنا من استقراء الاحداث والاوضاع وطبيعة شخصية الرئيس عبد الرحمن عارف انه كان يعيش ازمة بين اخلاقه وقيمه ومبادئه التي لا تسمح له بضرب الاقربين له والتي تربطه ببعضهم علاقة القرابة او الديرة، وبين تلك المعلومات والظروف التي تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة، وبين تفكيره بمصالح العراق الحيوية والكبرى.. وقد تنعكس مثل تلك القرارات على استقرار الوضع وتخلق ازمة جديدة لا يتحملها الوضع!! وفي الخامس عشر من آذار عام 1968 تسلم الرئيس عارف تقريراً من الامن العامة، الذي اوضح فيه، كما يقول قيس:- التحرك الذي تقوم به بريطانيا داخل العراق، خاصة الاجتماعات الدورية بين السفير البريطاني في بغداد وممثلي شركات النفط الاجنبية العاملة في العراق، وحضور تلك الاجتماعات بعض من عناصر المحفل الماسوني العراقي، واوضح التقرير ان شركات النفط ستقوم في غضون الاشهر الثلاثة القادمة بتسريح سبعة آلاف عامل عراقي، تحت ذريعة هبوط اسعار النفط عالمياً.. وهو ما اكدته بعض المصادر البريطانية. لم يجد الرئيس عبد الرحمن عارف سوى الالتقاء بقادة الجيش من العناصر القومية الوطنية اضافة الى سبعة من الساسة المدنيين في "20" آذار عام 1968 وناقش معهم الازمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.. وفي ذلك اللقاء حذر عارف المجتمعين من مؤتمر البعث جناح عفلق، الذي كان قد عقد في بيروت قبل ايام وبرعاية بريطانيا ودعم "س.ص " السياسي العراقي المعارض. اضافة الى السفير العراقي في بيروت، آنذاك "ناصر الحاني .. ذلك المؤتمر المشبوه، كما وصفه عبد الرحمن عارف في ذلك الاجتماع.. ويجدر بالذكر ان ذلك المؤتمر ناقش موضوع البديل في العراق. ولمواجهة النوايا البريطانية عقدت الحكومة العراقية في الثالث والعشرين من نيسان 1968 مع شركة ايراب الفرنسية اتفاقاً يسمح لهذه الشركة بالتنقيب عن البترول في المناطق الجنوبية والغربية العراقية بحصة لا تتجاوز الـ 15% مع العمل على تدريب الملاكات العراقية لانتاج البترول، وحدد البدء بالعمل اعتباراً من 1968/6/11، كما وافقت الحكومة الفرنسية على تزويد العراق، خلال السنوات الخمس القادمة بـ "62" طائرة حربية من نوع ميراج، يتم استقطاع مبالغها بعد استثمار البترول ضمن اتفاقية ايراب. لم تقتصر الحالة عند تأزيم الاوضاع الاقتصادية وفق ما ذهب اليه قيس عبدالرحمن عارف فحسب، بل رافق ذلك تأزم الاوضاع السياسية فقد: * في 12 كانون الثاني 1968 بلغ اضراب طلبة جامعة بغداد الشامل اوجه، وقد وقعت اشتباكات مع اجهزة الامن في 13 فبه.. * في 13 كانون الثاني 1968 استقال من الوزارة ستة وزراء تبعه في 22 حزيران استقالة وزيرين كرويين و6 تموز التحق بهم وزير ثالث (وزير الاصلاح الزراعي). * في منتصف نيسان 1968 كشف ناطق عسكري في بغداد عن وقوع احداث عنف شمال البلاد وفي الثامن من تموز تناقلت وكالات الانباء عن قيام حركة عصيان مسلح في اهوار العراق، وحصول حوادث عشائرية عنيفة في الفرات الاوسط. هذه الاحداث الخطيرة اجبرت السفير البريطاني في العراق على معاودة اللقاء بعبد الرحمن عارف، وحذره من ان بريطانيا لا تتورع في استعمال اية طريقة لأيقاف التعاون مع فرنسا او غيرها دون بريطانيا.. فكان جواب عارف للسفير:- "العراق عراقنا، والارض ارضنا، والنفط نفطنا، فأية اتفاقية لا تنسجم مع مصالح شعبنا نحن غير ملزمين بتوقيعها وتنفيذها، او حتى مناقشتها، واننا بصدد تدريب ملاكاتنا بفرنسا لنستثمر بترولنا بأيد عراقية مستقبلاً". يبدو ان جواب عارف للسفير البريطاني، وما اتخذته الحكومة العراقية مع فرنسا تجاوز الخطوط الحمراء التي ترسمها بريطانيا للأنظمة في العالم الثالث!! واخذت الصحافة البريطانية على عاتقها، في تلك الفترة الحديث بقوة عن الازمات الاقتصادية في العراق، ولانخفاض العالمي لأسعار البترول، وبالتالي عزم الشركات النفطية الاجنبية العاملة في العراق رفع نسبة حصتها 5% اخرى، وهذا يعني تخفيضا لعائدات النفط للعراق وبالتالي تعميق الأزمة الاقتصادية التي يعيشها.. من جانبها فان الشركات النفطية هددت بتجميد مذكرة التفاهم التي وقعتها في الثاني عشر من تشرين الثاني عام 1967 مع حكومة طاهر يحيى، ومثل هذه الخطوة ستزيد من ازمة العراق، ما حدا بالرئيس عبد الرحمن عارف ان يهدد بطرد العاملين الاجانب وغلق الآبار البترولية اذا ما اقدمت الشركات النفطية اتخاذ خطوة تضر بمصالح العراق.. كل تلك الأمور التي اقدم عليها الرئيس عارف دون تردد او ضعف، افقدت وزير الخارجية البريطانية، آنذاك صوابه وهدد علناً في السابع من نيسان عام 1968 بانزال القوات المظلية البريطانية في العراق لحماية الآبار البترولية المنتجة والمنتشرة في انحاء العراق. وتمضي الايام بسرعة ليلتقي عارف في مطار بغداد السفير البريطاني صبيحة السابع عشر من تموز عام 1968 ليقوم السفير بتوديع عارف الذي لم يعد رئيساً للجمهورية!!. المصادر 1- مذكرات حردان عبدالغفار التكريتي. (بيروت، 1994). 2- هيثم غالب الناهي. خيانة النص. (لندن، 2002). 3- سامي فرج علي. مؤامرة وشبكة الوقوع في العراق. جريدة الانوار البيروتية في 23/ 6/ 1968. 4- غسان شربل. رصاصات صدام طاروت عبدالرزاق النايف في عواصم المنفى وادركته في لندن - رحلة غامضة الى مصر وعشاء مع (الزائر) العراقي وموعد صباحي ينتهي بالقتل (تحقيق وحوار) جريدة الحياة البيروتية في 3/ 11/ 2003. 5- مجيد خدوري. العراق الجمهوري. (بيروت، 1975). 6- جعفر عباس حميدي. تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري. (الاجزاء 8و 9و 10) بغداد، 2004. 7- حسن السعيد. نواطير الغرب.. صفحات من ملف علاقات اللعبة الدولية مع البعث العراقي، (بيروت، 1992).
هادي حسن عليوي
محمود الشمري
محمود الشمري
عضو نشيط
عضو نشيط


عدد المساهمات : 140
تاريخ التسجيل : 30/03/2014

احداث وخفايا ثورة 17 تموز عام 1968 Empty رد: احداث وخفايا ثورة 17 تموز عام 1968

مُساهمة  محمود الشمري السبت أبريل 05, 2014 11:32 am

يعطيك ربي ألف عآآآفيه..
على الطرح الرائع والمفيد
..~
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 6:41 pm