بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

عبد الجبار الجومرد ودوره السياسي في العراق اثناء العهد الملكي والعهد الجمهوري الأول

صدى قلبي
صدى قلبي
عضو متميز
عضو متميز


عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 01/01/2014

عبد الجبار الجومرد ودوره السياسي في العراق اثناء العهد الملكي والعهد الجمهوري الأول Empty عبد الجبار الجومرد ودوره السياسي في العراق اثناء العهد الملكي والعهد الجمهوري الأول

مُساهمة  صدى قلبي الإثنين يناير 13, 2014 12:39 am

من اعـــــلام السياســــة العـــراقيـــة

ولد عبد الجبار محمد شيت عبد الله (عبد الجبارالجومرد ) في مدينة الموصل محلة حوش الخان عام 1910، تخرج من دار المعلمين ةالابتدائية في بغداد نهاية العام 1929 وحصل على شهادة الحقوق من جامعة دمشق في سوريا عام 1935.. وقد نال الجومرد شهادة الدكتوراه بالأدب من جامعة باريس في حزيران 1944.يعد عبد الجبار الجومرد من الشخصيات التاريخية العراقية العريقة حيث صنعت لنفسها مجداً عبر الاصرار والإرادة والمشاركة الواسعة في مختلف جوانب الحياة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال مساهماته العديدة في كتابة العديد من المقالات الافتتاحية والخطابات التي تتمتع بالوطنية والنقد للحكومة آنذاك في عدم الاهتمام بمصالح الشعب وكان شعره قضية مبدئية للتعبير عن مشاعره في العراق والاقطار العربية من أجل التحرير وساهم مساهمة كبيرة في النهضة العراقية وتشخيص الحالات السلبية.بعد وثبة كانون الثاني1948 التي كانت انعطافاً جديداً في حياة العراق السياسية جيء بمجلس نيابي جديد تكونت فيه معارضة واضحة اتخذت شكل الجبهة الداخلية فيه فكان لها الفضل الكبير في توعية الرأي العام وضمن تلك المعارضة الوطنية والبرلمانية برز عبد الجبار الجومرد الذي عدّ من السياسيين المعارضين البارزين سيما في انتقاداته العنيفة التي وجهها للسلطة الحاكمة بوصفه نائباً في المجلس النيابي وعلى الرغم من قصر الفترة التي عمل الجومرد فيها نائباً وهي ثلاثة سنوات ونصف تقريباً فقد فاز في الدورات الانتخابية الثانية عشرة( حزيران 1948- تشرين الاول 1952) والدورة الانتخابية الثالثة عشرة (كانون الثاني 1953- نيسان 1954) والدورة الانتخابية الرابعة عشرة (تموز 1954- آب1954).خلال فترة حكومة مزاحم الباچه چي 1948 أسس الجومرد مع عدد من النواب المعارضين كتلة برلمانية أطلق عليها اسم الجبهة الشعبية البرلمانية مع حزبي الأحرار والوطني الديمقراطي لتأسيس حزب أو تحالف فيما بينهم ضد الوضع القائم في العراق حينذاك غير أن ذلك التأسيس لم يكلل بالنجاح لكن بعد ذلك تم تأسيس حزب الجبهة الشعبية المتحدة. لقد تركزت أحاديث الجومرد في جلسات المجلس النيالبي على انتقاده للسلطتين التنفيذية والتشريعية، اضافة الى باقي الجوانب السياسية والاقتصادية وكان حريصاً ودقيقاً في المناظرة والمناقشة في المجلس حيث اصبح من النواب المعارضين البارزين اضافة الى ذلك فقد اشار الجومرد الى النقص في ثقافة رجال السلك الخارجي (الدبلوماسي) حيث أكد في حديث له ان وزارة الخارجية والتي تعد من أهم وزارات الدولة وهي تحتاج الى لباقة دبلوماسية ولا يمتلكها الوزير الجمالي(وزارة نوري سعيد) لقد كان الجومرد من أشد الأقطاب المعارضة في المجلس النيابي لجميع الوزارات التي تشكلت في العهد الملكي ولغاية استقالته من المجلس النيابي في 1950 معدد من زملائه النواب المعارضين.لقد حصل الجومرد خلال حياته النيابية على شعبية واسعة واصبح قريباً من تطلعات وأحاسيس الناس، وفي 8/حزيران/1951 انتخب الجومرد لعضوية المكتب الدائم لحزب الجبهة الشعبية المتحدة وفي 22/تشرين الاول/ بدأ الجومرد نشاطه في انشاء فرع للحزب في مدينة الموصل.في 14/تموز/1958 قامت الثورة ضد النظام الملكي في العراق واثناء هذه الأحداث كان الجومرد قد قرر المكوث والراحة في داره متابعاً للأحداث عن كثب وعن طريق الاعلام، فقد سمع البيان الاول لقيام ثورة 14 تموز 1958 عن طريق الاذاعة ثم بعد فترة قليلة من الوقت أذيع البيان الثاني للثورة والذي كان الجومرد ضمن هذه التشكيلة الوزارية حيث أنيطت اليه وزارة الخارجية، لقد ضمت هذه التشكيلة مجموعة من الذين كرسوا أنفسهم لخدمة البلاد. وقد تم تشكيل هذه الحكومة بشكل ائتلافي من تنظيم الض1باط الأحرار والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية المستقلة، لقد توجه الجومرد الى بغداد عصر يوم 15/تموز/1958 وفي الساعة التاسعة مساءً من نفس اليوم حضر اجتماعاً لمجلس الوزراء عقد في مبنى وزارة الدفاع وقد حضر جميع الوزراء ، في صباح يوم 16/تموز/1958 توجه الجومرد الى مقر وزارة الخارجية لاستلام مهامه فوجد الوزارة خالية من كوادرها عدا مجموعة قليلة جداً منهم وبعدها حضر باقي الموظفين، استدعى الجومرد رؤساء الدوائر الفرعية في الوزارة الى مكتبه والقى عليهم كلمة استطاع من خلالها اعادة الثقة في نفوس موظفيه، وطلب الجومرد اذاعة بيان وزارة الخارجية الى الأجانب لغرض اطمئنانهم وطلب الى العراقيين المحافظة على أرواح الأجانب وممتلكاتهم، في 17/ تموز شكل الجومرد وفداً من موظفي التشريفات في الوزارة لزيارة الهيئات الدبلوماسية. لقد أكد الجومرد في خطابه الذي القاه في اجتماعات هيئة الأمم المتحدة في نيويورك في 18 آب 1958 حيث تطرق الى حالة العراق السيئة قبل الثورة وأكد ان نظام الحكم الجديد في العراق قد أثبتت اخلاقيته في التعامل الدولي من خلال البيانات والتصريحات التي أعلنتها حكومة العراق، لقد كان الجومرد يعطي انطباعاً ايجابياً عن الوضع الداخلي في العراق لأن الجميع كان يعمل في بداية الثورة على تثبيت اركان الجمهورية ودفع الاخطار عنها في الداخل والخارج، لقد أخذ الجومرد بالكلام في جلسات مجلس الوزراء عن الأوضاع السلبية وتأثيراتها وانعكاساتها مطالباً اقامة نظام سياسي ديمقراطي يضمن الحريات لعامة الشعب ولمنظماته وهيئاته المختلفة. وفي السياسة الخارجية اقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية والاجنبية على قدم المساواة بما يضمن مصلحة العراق والقضايا العربية، الاّ أنه لم يلق تجاوباً من لدن مجلس الوزراء وفي أيلول1958 ازدادت الخلافات بين عبد الكريم قاسم (رئيس الحكومة العراقية) وعبد السلام عارف نائب رئيس الوزراء بسبب المناصب. وجد الجو ملبداً بالانقسامات السياسية والتذمر شائعاً في بغداد كما وجد في اجتماع مجلس الوزراء أنهم أحلوا أنفسهم مما طرحه المجلس، قام الجومرد بمقابلة عبد الكريم قاسم وتحدث معه حول ما يدور في بغداد وبعض المدن العراقية الأخرى من افعال وتصرفات تقوم بها العناصر الشيوعية وما لهذا السلوك من انعكاسات سلبية على سمعة العراق خارجياً فلم يجد رداً يرضيه. اصبح الجومرد في موقف محرج في التعامل بالسياسة الخارجية التي كان يطمح أن تسير وفق سياسة وخطة مرسومة لذلك أخذت عزيمة الجومرد بالفتور في العمل وطموحه وخطته أخذت بالتناقض بسبب هيمنة النفوذ الشيوعي على اغلب مرافق الدولة حيث انعكس تأثيرها على الصعيدين الداخلي والخارجي ومن هنا فقد راودت الجومرد فكرة الاستقالة من منصبه، لقد أكد عبد الجبار الجومرد على ضرورة المحافظة على استقلال الجمهورية العراقية وانتهاج سياسة الحياد الايجابي التي تجنب العراق ويلات الحروب، حيث سعى من خلال إدارته لسياسة العراق الخارجية العمل من أجل دعم التضامن العربي وايجاد علاقات عربية سليمة وبسبب محاولة رشيد عالي الگيلاني القيام بانقلاب ضد حكومة عبد الكريم قاسم في 9 كانون الأول 1958 ومحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم اثناء لقائه فقد تم القبض على رشيد عالي الگيلاني والحكم عليه بالاعدام من قبل المحكمة العسكرية برئاسة المهداوي وقد تسبب هذا الحكم القضائي الذي اصدرته المحكمة من استياء بعض الوطنيين والقوميين مما أدى الى تقديم عدد من الساسة القوميين في مجلس الوزراء لاستقالتهم ففي 3/ شباط/1959 قدم عبد الجبار الجومرد استقالته من الوزارة ثم لحقه عدد من الوزراء أمثال فؤاد الركابي وصديق شنشل عن حزب الاستقلال والقومي ناجي طالب والوزيران الكرديان بابا علي وصالح محمود وبذلك سبق الجومرد غيره من الوزراء القوميين في تقيجم استقالته من الحكومة بسبب عدم موافقتهم على السياسة التي انتهجها عبد الكريم قاسم في سياسته الخارجية والداخلية .
ثورة 14 رمضان(8 شباط) 1963..
لقد تركت هذه الثورة انطباعاً في نفسية الجومرد وسر بها كثيراً كما رأى فيها بارقة أمل اعادة العراق وجهه العربي الأصيل وفي الوقت نفسه توجس الجومرد خيفة من عبد السلام عارف الذي غدا رئيساً للجمهورية فقد كان يعتقد ان عارف لم يكن بمستوى النضج الكافي لتولي مسؤولية سياسية كهذه اضافة الى افتقاره الى منهج سياسي محدد وواضح، كما كان رأي الجومرد ان عارف كانت تستهويه لعبة الحكم والسلطة.وتقديراً لدور الجومرد الوطني والقومي قر المجلس الوطني لقيادة الثورة في 6 /آذار/1963 تعيينه سفير في ديوان وزارة الخارجية الا أن الجومرد اعتذر عن قبول هذا المنصب لظروفه الصحية وانصرافه الى اعماله الخاصة، بعدها تلقى الجومرد دعوتين خاصتين للحضور والمشاركة في مناقشات مسودة مشروعي (دستور الاتحاد الثلاثي) و(الدستور القطري) وقد حضر لهذا الغرض في ديوان رئاسة جامعة بغداد خلال شهري تموز وآب 1963 لكن ردة تشرين الثاني 1963 حالت دون استكمال مهمة هذه اللجنة .
الجومرد رئيس لجنة مكافحة الكوليرا- الموصل
في أواخر شهر آب1966 انتشر مرض الكوليرا في العراق انتشاراً واسعاً وعلى اثر ذلك تشكلت لجنة شعبية بهذا الصدد في مدينة الموصل وقد ترأس الجومرد هذه اللجنة التي أخذت على عاتقها توعية الناس لغرض حصر المرض وقد قامت اللجنة بعدة أنشطة صحية كوسيلة من وسائل الوقاية من مرض الكوليرا.
الجومرد عضو في مجلس كلية الآداب
في أواخر تشرين الثاني 1966 اختارت رئاسة جامعة الموصل لأن يكون الجومرد عضواً في مجلس كلية الانسانيات (كلية الآداب حالياً) لأن الجومرد يحمل شهادتي الدكتوراه في الادب والقانون فضلاً عن مواهبه ومؤهلاته الأدبية الخاصة وان له من المؤلفات ما يؤهله للاضطلاع بأكبر المناصب الجامعية، لقد رفد الجومرد الكلية بآراء سديدة لخبرته الواسعة واستمر في عضوية المجلس سنة دراسية كاملة (1966-1967) الا أنه بسبب ظروفه الصحية لم يستطع اكمال هذه المهمة. لقد كانت الفترة التي قضاها الجومرد بعد استقالته قد خصصها في الانصراف الى التأليف والبحث والتقصي اضافة الى متابعة بعض شؤونه الخاصة. في 30- تشرين الثاني- 1971 توفي عبد الجبار الجومرد عن عمر يناهز الاثنين والستين عاماً وشيع الى مثواه الاخير في مقبرة عائلة الجومرد في الموصل.
علي مطشر عبود البيضان
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 10:35 pm