بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


2 مشترك

    الغيرة بين الجاهلية والاسلام

    النجم الساطع
    النجم الساطع
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 390
    تاريخ التسجيل : 02/07/2010
    العمر : 36

    الغيرة بين الجاهلية والاسلام Empty الغيرة بين الجاهلية والاسلام

    مُساهمة  النجم الساطع الأربعاء مارس 02, 2011 11:25 am

    الغيرة بين الجاهلية والإسلام
    الملخص

    1- صور من غيرة الجاهلية وعِفّتها 2

    - تأصيل الإسلام لخُلق الغيرة وحمده لها

    3- تشريعات الإسلام لحفظ المجتمع

    4- دعوة بعض المستغربين للتحرر

    5- المجتمع الغربي مجتمع حيواني ,لا حضاري

    -------------------------

    -------------------------



    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
    من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
    واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    أيها الأخوة في الله:

    لقد كان العرب في الجاهلية يعدون المرأة ذروة شرفهم، وعنوان عرضهم،

    ولذلك فقد تفننوا في حمايتها والمحافظة عليها، والدفاع عنها زوجة وأماً،

    ابنة وأختاً، قريبة وجارة، حتى يظل شرفهم سليماً من الدنس،

    ويبقى عرضهم بعيداً من أن ُيمس.

    ولم يكن شيء يثير القوم كالاعتداء على نسائهم أو المساس بهن،

    ولذلك كانوا يتجشمون في الدفاع عنهن كل صعب، ولا يضنون بأي غال،

    لقد كانت الغيرة تولد مع القوم وكأنهم رضعوها فعلاً مع لبان الأمهات



    وفي بيئة العرب التي قامت فيها الأخلاق على الإباء والاعتزاز بالشرف كان لابد للرجال والنساء من العفة ومن التعفف،
    لأن العدوان على العرض يجر الويلات والحروب،
    وكان لابد من الغيرة على العرض حتى لا يخدش.

    والعفة شرط من شروط السيادة فهي كالشجاعة والكرم،

    وكان العرب أغير من غيرهم



    لأنهم أشد الناس حاجة إلى حفظ الأنساب، ولذلك قيل:
    كل أمة وضعت الغيرة في رجالها، وضعت الصيانة في نسائها،
    وقد وصل العرب في الغيرة أن جاوزوا الحد،
    حتى كانوا يئدون بناتهم مخافة لحوق العار بهم من أجلهن.
    وأول قبيلة وأدت من العرب ربيعة، وذلك أنهم أُغِيرَ عليهم فنهبت بنت لأمير لهم،
    فاستردها بعد الصلح، وخيرت على رضى منها بين أبيها ومن هي عنده،
    فاختارت من هي عنده، فغضب والدها وسن لقومه الوأد ففعلوه غيرة منهم،
    وشاع الوأد في العرب بعد ذلك.

    ومن نخوة العرب وغيرتهم أنهم يكنون عن حرائر النساء بالبيض وقد جاء القرآن الكريم بذلك



    فقال سبحانة: كأنهن بيض مكنون


    وقال امرؤ القيس : (وبيضة خدر لا يرام خباؤها)


    ويكنون عنها بالنخلة :

    ألا يا نخلة في ذات عرق عليك ورحمة الله السلام

    ومن نخوة العرب وغيرتهم أنه كان من عادتهم إذا وردوا المياه أن يتقدم الرجال،

    والرعاء ثم النساء إذا صدرت كل الفرق المتقدمة،

    حيث يغسلن أنفسهن وثيابهن ويتطهرن آمنات، ممن يزعجهن،

    فمن تأخر عن الماء حتى تصدر النساء فهو الغاية في الذل.

    وكان للغيرة عند القوم مظاهر كثيرة


    منها حبهم لعفة النساء عامة، ونسائهم خاصة،

    ومنها حبهم لحيائهن وتسترهن ووفائهن ووقارهن.


    وقد أشاد الشعراء بعفة النساء وتمنعهن ووفائهن،



    قال علقمة بن عبدة:

    منعمة ما يستطاع كلامها على بابها من أن تزار رقيب

    إذا غاب فيها البعل لم تفش سره وترضى إياب البعل حين يئوب

    ومن أجمل ما قيل في خفر النساء وعفتهن قول الشنفري الأزدي في غزله،

    وهو من الصعاليك الفتاك:

    لقد أعجبتني لا سقوطاً قناعها إذا ما مشت ولا بذات تلفت

    أميمة لا يخزي فتاها حليلها إذا ذكر النسوان عفت وجلت

    إذا هو أمسى آب قرة عينه مآب السعيد لم يسل أين ظلت

    وكان من مظاهر الغيرة عند العرب ستر النساء ومنعهن من الظهور أمام الرجال، يقول الأفوه الأودي:

    نقاتل أقوماً فنسبي نساءهم ولم ير ذو عز لنسوتنا حجلا

    على أنهم كانوا يفخرون بغض البصر عن الجارات،

    ويعتبرون ذلك من العفة والغيرة على الأعراض، كان كشف الستر بجارح النظرات،

    وهتك الأعراض بخائنة الأعين، وفضح الأسرار باستراق السمع لا يترفع عنه إلا كل عفيف،



    وما أجمل قول عروة ابن الورد:

    وإن جارتي ألوت رياح ببيتها تغافلت حتى يستر البيت جانبه

    وقول عنترة:

    وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

    أين هؤلاء من بعض الشباب اليوم الذين يتسكعون في الأسواق،

    أو يتلصصون حول الحرمات،

    وبعض وسائل الإعلام تعرض المسلسلات الماجنة التي تدرب الشباب على التحلل والعدوان.

    لقد كانت عند العرب أخلاق كريمة، بعث نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام ليتممها،

    ويقوّم ما انحرف منها، ويسمو بها وبأمثالها.

    أيها الأخوة في الله: لقد حمد الإسلام الغيرة، وشجع المسلمين عليها،

    ذلك أنها إذا تمكنت في النفوس كان المجتمع كالطود الشامخ حمية ودفاعاً عن الأعراض،

    والمؤمن الحق غيور بلا شطط يغار على محارم الله أن تنتهك،

    وفي الحديث أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال كلاماً بين يدي رسول الله دل على غيرته الشديدة



    فقال :
    ((أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير مني))
    [رواه البخاري].


    هذه هي الغيرة، غيرة الإسلام على المحارم والأعراض،
    المنبثقة من غيرة رب العباد، والمتمثلة في خاتم المرسلين، وهي ليست بخافية على أحد من الناس،


    قال تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأعراف: 33].


    ويقول :
    ((لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش، ما ظهر منها وما بطن))
    [رواه البخاري].

    ومن أجل أن يكون المجتمع المسلم نظيفاً،

    أمر الإسلام بعدد من الأوامر والنواهي، ليحفظ هذا المجتمع طاهراً نقياً،

    وتصبح مظاهر الغيرة فيه جلية.

    ومن علامات هذا النقاء:

    الحجاب.

    ولذلك فرض الله على المسلمات ستر مفاتنهن، وعدم إبداء زينتهن،



    يقول تعالى:
    وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ
    إلى قوله تعالى:
    وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31].


    وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].


    وحرم الإسلام كذلك الدخول على النساء لغير محارمهم كما حرم الخلوة بهن،


    قال : ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل من الأنصار:
    يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: ((الحمو الموت))
    والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه.


    وقال : ((لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم))،
    فقام رجل فقال: يا رسول الله امرأتي خرجت حاجة،


    واكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال:
    ((ارجع فحج مع امرأتك)) [رواه البخاري].

    تطهير وتحصين لهذا المجتمع الفاضل، فلا خلوة ولا ريبة،

    وحتى الجهاد يؤمر الرجل بتأجيله من أجل أن يحج مع امرأته،

    فلا تسافر وحدها، هذه روح الشرع الحنيف والمتأولون كل يوم قد يطلعون علينا بجديد.

    ومن لوازم هذه الغيرة: الحياء،



    قال : ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة)) [رواه ابن حبان].


    ومن ذلك أيضاً: غض البصر قال تعالى:
    قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوافروجهم ذلك أزكى لهم


    وقوله:
    وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
    إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ
    [النور:30-31].


    يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ:
    (إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة،
    ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين ..
    والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري..
    كلها لا تصنع شيئاً إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون!
    وإحدى وسائل الإسلام إلى إنشاء مجتمع نظيف هي الحيلولة دون هذه الاستثارة،
    وإبقاء الدافع النظري العميق بين الجنسين سليماً).

    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

    -------------------------

    أيها الأخوة في الله:

    عرفنا مما تقدم أن الغيرة خلق عربي أصيل، ارتفع به الإسلام آفاقاً عالية سامية،

    وقمماً شامخة، في ظل مجتمع وارف الظلال.

    ثم بدأت الأخلاق تتغير عند الكثيرين، مع ضعف الوازع الديني،

    وهجمة الغرب الشرسة، حتى بدت المظاهر المنحرفة عجيبة في العلاقات الاجتماعية والأخلاقية.

    ابتعد كثيرون عن الواقع النظيف، وحتى غيرة أهل الجاهلية، ا

    نحدرت وتلاشت في كثير من الأوساط، إذ أصبح الاختلاط (بين ما يسمى بالأسر التقدمية) شائعاً،

    حيث الأحاديث المشتركة، والموائد المختلطة.

    كتب أنيس منصور في إحدى مقالاته في أخبار اليوم:

    إنه زار إحدى الجامعات الألمانية ورأى هناك الأولاد والبنات أزواجاً أزواجا مستقلين على الحشائش في فناء الجامعة،



    قال: فقلت في نفسي: متى أرى ذلك المنظر في جامعة أسيوط لكي تراه عيون أهل الصعيد وتتعود عليه!!
    أهل الصعيد لماذا؟ لأنه ما يزال لديهم بعض أخلاق المسلمين وحيائهم.

    وفي المطارات ما يراه المسافر من مظاهر شائنة لا تحرك غيرة ولا رجولة، لقد حاولت بعض الأقلام الهابطة أن تنتزع عن الفتاة المسلمة كل خلق أو تقليد،

    حتى الحياء الذي كانت تتميز به الفتاة المسلمة الشرقية،



    قال سيد قطب ـ رحمه الله ـ في هذا الشأن:
    (وحين تكون القيم الإنسانية والأخلاق الإنسانية كما هي في ميزان الله هي السائدة في مجتمع فإن هذا المجتمع يكون متحضرا متقدما،
    أو بالاصطلاح الإسلامي ربانيا مسلما،
    والقيم والأخلاق الإنسانية ليست مسألة غامضة ولا مائعة،
    وليست كذلك قيماً وأخلاقاً متغيرة)،


    (إن المجتمعات التي تسود بها القيم والأخلاق الحيوانية،
    لا يمكن أن تكون مجتمعات متحضرة مهما تبلغ من التقدم الصناعي والاقتصادي والعلمي!)،


    (وفي المجتمعات الجاهلية الحديثة ينحسر المفهوم الأخلاقي بحيث تتخلى عن كل ماله علاقة بالتميز الإنساني عن الحيوان،
    ففي هذه المجتمعات لا تعتبر العلاقات الجنسية غير الشرعية ولا حتى العلاقات الجنسية الشاذة رذيلة أخلاقية،
    إن المفهوم الأخلاقي ينحصر في المعاملات الشخصية والاقتصادية والسياسية أحياناً في حدود مصلحة الدولة)،


    (مثل هذه المجتمعات مجتمعات مختلفة من وجهة النظر الإنسانية وهي كذلك غير إسلامية لأن خط الإسلام هو خط تحرير الإنسان من شهواته..).

    وأخيراً: فإن معايير الأخلاق قد اهتزت في عصرنا الحاضر،

    ولابد من أن نوليها الاهتمام الكافي الذي يوجبه علينا ديننا.

    وإن التطبيق الواقعي لهذه الأخلاق،

    في حياة المسلمين اليوم بات واجباً إسلامياً ومنهجاً تربوياً دعوياً،

    طالما
    أهمل في قطاعات كبيرة من مجتمعات المسلمين والناس عموماً في هذا القرن.

    إلا أن الأمل كبير في الأجيال المؤمنة، لتقوّم الانحراف، وتزرع الفضيلة،

    وتكون قدوة حسنة، وواقعاً حياً لما كان عليه سلف هذه الأمة.

    هذا وصلوا رحمكم الله. . .

    الهاجري
    الهاجري
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 220
    تاريخ التسجيل : 24/07/2012

    الغيرة بين الجاهلية والاسلام Empty رد: الغيرة بين الجاهلية والاسلام

    مُساهمة  الهاجري السبت أبريل 20, 2013 5:49 am


    فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
    تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
    طًرّحٌ مٌخملَي ..,
    كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
    يعطَيكـً العآفيةة ..ولـآحرَمنآ منَكـً
    بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 6:13 pm