[size=24]
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"
رواه مسلم فى صحيحه
معنى الحديث
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ولا تؤمنوا حتى تحابوا
معناه لا يكمل إيمانكم ولا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب .
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا
فهو على ظاهره وإطلاقه فلا يدخل الجنة إلا من مات مؤمنا
وإن لم يكن كامل الإيمان ، فهذا هو الظاهر من الحديث .
وأما قوله : ( أفشوا السلام بينكم ) فهو بقطع الهمزة المفتوحة .
وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم ،
من عرفت ، ومن لم تعرف ، كما تقدم في حديث الآخر .
والسلام أول أسباب التألف ، ومفتاح استجلاب المودة .
وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض ،
وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل ،
مع ما فيه من رياضة النفس ، ولزوم التواضع ،
وإعظام حرمات المسلمين وقد ذكر البخاري - رحمه الله -
في صحيحه عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - أنه قال :
( ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك ،
وبذل السلام للعالم ، والإنفاق من الإقتار ) .
روى غير البخاري هذا الكلام مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وبذل السلام للعالم ، والسلام على من عرفت ومن لم تعرف ،
وإفشاء السلام كلها بمعنى واحد .
وفيها لطيفة أخرى وهي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة ،
وأن سلامه لله لا يتبع فيه هواه ، ولا يخص أصحابه وأحبابه به .
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .
المصدر الشبكة الاسلامية
نسأل الله أن يهدينا إلى ما يحبه ويرضاه[/size]