بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


2 مشترك

    تفسير سورة هود

    القلب الشجاع
    القلب الشجاع
    اداة الشبكة
    اداة الشبكة


    عدد المساهمات : 621
    تاريخ التسجيل : 11/06/2010
    العمر : 38

    تفسير سورة هود Empty تفسير سورة هود

    مُساهمة  القلب الشجاع الخميس مارس 29, 2012 5:06 am

    بسم الله الرحمن الرحيم



    تفسير آيات - سورة هود -: من هذا الإنسان؟.



    أيها الأخوة الكرام.... الآية التاسعة من سورة هود وهي قوله تعالى:

    ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9 ) ﴾

    (سورة هود)

    النبي عليه الصلاة والسلام.. تعوّذ من السلب بعد العطاء،

    ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) ﴾

    (سورة هود)

    هذا نموذج... إن جاءته المصائب صار يئوسا قنوطاً، وإن جاءته الخيرات صار فرحاً فخوراً. في الرخاء ليس شاكراً وفي البلاء ليس صابراً.... من هذا الإنسان.؟. قال: هو أي إنسان قبل أن يعرف الله. نستنبط من هذا أن الإنسان إذا ورد في القرآن معرّف بالـ تعني الإنسان قبل أن يعرف الله،

    ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) ﴾

    (سورة المعرج الآيات 19-21)

    ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66) ﴾

    (سورة الحج الآية 66

    الإنسان قبل أن يعرف الله له خصائص متعلقة بفطرته.. فالفطرة لا تعني الكمال ولكن تعني حب الكمال فرق كبير بين أن تكون كاملاً وبين أن تحب الكمال، الصِبغة تعني الكمال أما الفطرة تعني الاستعداد للكمال وحب الكمال، فحيثما وردت كلمة الإنسان في القرآن الكريم معرفة بالـ تعني الإنسان قبل أن يعرف الله، قبل أن يمتثل به، قبل أن يصطبغ بصبغته..
    يعني... في مشكلة.. الناس حينما يرون إنساناً محسوباً على المسلمين يؤدي شعائر الله يصلي ويصوم ويحج ويزكي، أما في التعامل اليومي تجده كغيره من الناس... قد يكذب وقد يحتال وقد يغش وقد يضعف وقد ينافق وقد يستعري. إن رأى الناس نموذجاً محسوباً على المسلمين كهذا النموذج يرون الدين عبئاً عليهم، بقي الدين قيود وبقي الدين ثقيلاً، أما إن وجدت أن المؤمن إنسان آخر، الإيمان تغلغل إلى أعماق قلبه فجعله صابراً، جعله أميناً، جعله صادقاً، جعله عفيفاً، جعله متواضعاً، جعله محباً للخير، جعل له أهدافاً كبيراً تتجاوز حاجاته اليومية، عندئذٍ يصبح الإسلام أو الدين في مكانة مرموقة جداً بنظر الناس. فلذلك.. ربنا عزّ وجل يعرض علينا حال أهل الكفر.
    يعني مثل بسيط: كيلو فحم كم ثمنه 10 - 20 ليرة رأيت أنا ألماسة في استنبول ثمنها 150مليون دولار أكبر ألماسة في العالم 150مليون دولار.. والألماس فحم، أساسه فحم. جاءه ضغط شديد وحرارة شديدة. ائتى بقطعة فحم أسود بحجم الألماسة ووازن بينهما في الثمن... قطعة ثمنها 150 مليون دولار وقطعة ثمنها أقل من قرش... هذه فحم وهذه فحم. والله لا أبالغ: المؤمن لو وازنته بغير المؤمن مع أنهما من طبيعة واحدة كلاهما إنسان، كلاهما يمشي على قدمين، كلاهما له رأس، كلاهما له عينان، كلاهما له أذنان، كلاهما يأكل، كلاهما يتزوج، كلاهما ينام، لو وازنت بين مؤمن كامل الإيمان وبين شارد عن الواحد الديان لوجدت الفرق بين قطعة فحم وقطعة ألماس. إذا الإيمان ما صنع بالمؤمن شيء أساسي، إذا ما قلبك 180 درجة إذا ما عدل أخلاقك الأخلاق الفاضلة إذا ما جعلك المليار يستوي عندك مع الدرهم إذا كان حرام إذا ما جعل الدنيا تركلها بقدمك إن كانت فيها شبهة... ليس هذا بإيمان.... مشكلة الناس يرون أناساً يؤدون الصلوات ويدفعون الزكاة ويصومون أما في التعامل اليومي لا ترى الصدق، لا ترى العفة، لا ترى الأمانة، لا ترى الحب للآخرين، لا ترى الرحمة، يعني أحياناً.. صانع في محل تجاري يطلب من معلمه أن يذهب قبل الشغل بساعة ليلتحق بدورة مسائية.. هو يتيم ليأخذ الكفاءة... لا يسمح له معلمه.... المعلم يدفع لابنه 500 ألف دروس خاصة ليصبح ابنه طبيب... هذا ابن الناس.. في قسوة... ما في و لا ساعة، لو تعلم ( يئس ) ابنك 500 ألف دروس خاصة حتى يصير طبيب، أما ابن الناس طلب منك ساعة قبل الدوام ليلتحق بدروة مسائية.. لا ترضى.. و بيصلي فالإسلام رحمة، الإسلام تواضع، الإسلام عفة، إذا الإسلام لم يصنع بالإنسان صفات راقية جداً، تشد الناس لك، إذا الإنسان لم يصنع بالإنسان مستوى راقي جداً. هذا ليس إسلاماً.. هذه شعائر يؤديها من يؤديها ويدعها من يدعها لا تقدم ولا تؤخر إلا إذا صنعت منك بطلاً النبي عليه الصلاة والسلام صنع من أصحابه أبطال.. يعني.. ممكن جيش يعاني من ضائقة عسكرية شديدة جداً يستنجد بسيدنا عمر فيرسل له واحد... سمعتوا بحياتكم في التاريخ جيش يواجه قوة أكبر قوة في العالم يستنجد بالخليفة فيرسل له واحد.. القعقاع بن عمر. واحد كأمة وانتصروا. والحقيقة في بالتاريخ الإسلامي شيء لا يصدق... هذا الإسلام الذي نبحث عنه.. إسلام العفة، إسلام الاستقامة، إسلام الصدق، إسلام الأمانة... أما الشعائر سهلة جداً لا تقدم ولا تؤخر
    لذلك.. سيدنا جعفر قال: كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونسيئ الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته واستقامته وصدقه وعفافه... بماذا وصف النبي: بالأمانة والصدق والعفاف والاستقامة. فدعانا إلى الله لنعبده ونوحده ونخلع ما كان يعبد آبائنا من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم.... هذا الإسلام... الإسلام بناء أخلاق.
    هنا نموذج من الشاردين عن أمل الله ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور:.
    أما المؤمن.. في الشدائد صابر وفي الرخاء شاكر... قصدت من هذا... لا تعد عند الله مرضياً إلا إذا كنت ذا خُلق إلا إذا اصطبغت نفسك بصبغة الله إلا إذا استقر الإيمان ومعه الكمال... هذا الذي نبحث عنه.
    يعني.. الحقيقة.. الكلمة.. لا أقول ملّ الناس منها الكلمة الآن لا تؤثر.. يهز العالم الآن مجتمع إسلامي متماسك متعاون، يهزك أنت إنسان مسلم، مطبّق، يعني رضاء الله أغلى عليه من الدنيا وما فيها.
    الآية الثانية..الآية رقم 6
    ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) ﴾

    (سورة هود)

    يعني.. وقف العلماء عند هذه الآية وقفة متأنية قال: ما من دابة:.. جاءت دابة نكرة و التنكير هنا تنكير شمول. تقول شجرة أي نقصد أيّة شجرة على وجه الأرض، لو أن شجرة التفاح.. معرفة، ضاق الأمر.. صار شيئ معين، الشجرة المثمرة.. تعيّن، أما شجرة.. أيّة شجرة.. فهذا التنكير تنكير الشمول، ومن تفيد استغراق أفراد النوع.. ما من دابةٍ.. لو ربنا قال: الدواب.. معناها الدواب المعهودة الدواب المتعارف عليها أنها دواب، لكن ما من دابة، ومن أية دابة، نملة صغيرة سمراء على صخرة صماء في ليلة ظلماء.. رزقها على الله..
    يعني الإنسان.. أغرب شيء أنه ينشغل بما ضمّن له عما كُلّف به، أنت مكلّف أن تعرف الله، مكلّف أن تعبده، مكلّف أن تطيعه، تدع ما أنت مكلّف به وتنشغل بما ضُمن لك، وهذه مشكلة كبيرة جداً... أقبلوا على ماكُلّفتم به ودعوا ماضُمن لكم... طبعاً ما ضُمن لنا يأتي بالسعي، لكن ليس بترك الصلاة، ليس بترك الاستقامة، ليس بالكذب، يضحون الناس بدينهم من أجل دنياهم. معناها أقبلوا على ما ضُمن لهم وتركوا ما كلّفوا به. وما من دابة في الأرض:.. يعني.. تصور في نوع من الوعول يعيش في قمم الجبال.. في القمم، في القمم في ينابيع اسأل عالم فيزيائي يقول لك مستحيل.. مستحيل أن يكون نبع في قمة الجبل إلا بحالة واحدة لأن يكون له مستودع في جبل أعلى... مستحيل بالقوانين الفيزيائية لذلك في بعض قمم الجبال فيها ينابيع من أجل بعض الوعول التي تعيش هناك.مستودعاته في قمم أعلى بعيدة جداً... معناها في تمديد من قمة جبل عالية جداً إلى الجبل الثاني ليكون هذا النبع شراباً لهذا الحيوان يعني أحياناً في أدلة كبيرة ، عندنا في بلدنا والحمد لله منذ كم سنة 3.5 مليون طن إنتاجنا من القمح.. حاجتنا مليون واحد وسنة 250 ألف طن. 260. 700. 500 سنة 3.5 مليون يعني الله عزّ وجل إذا أعطى أدهش. لا يمكن أن يكون في بالأرض تقنين عجز لا يمكن، أما تفكير العالم أنه يوجد انفجار سكاني والمواد قليلة والمساحات الخضراء قليلة في تصحّر.. كأنه الله عز وجل خلق الخلق ونسي أن يرزقهم، لكن الله جل جلاله إذا قنن تقنين تأديب لا يليق بالله عزّ وجل أن يكون تقنينه تقنين عجز.



    ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾

    (سورة الإسراء الآية 44)

    ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها: أما كلمة ( ما ). لو الدواب في الأرض على الله رزقها.. يرزقها أولا يرزقها.
    الدواب في الأرض يرزقها الله. لا على وجه إلزام أما كلمة ( على ) تفيد الإلزام هذا عليّ فيّ إلزام لكن إلزام ذاتي وكلمة ( ما من دابة إلا ) حصر في بالآية تنكير، وفي بالآية من تفيد استغراق أفراد النوع وفي بالآية حصر ( ما من إلا )، وفي بالآية إلزام... هذا هو القرآن الكريم. إذا ألغيت التنكير لم يعد قرآن، حذفت من لم يعد قرآن، اختلف المعنى، حذفت القصر والحصر لم يعد قرآن، حذفت كلمة على لم يعد قرآن، هذا هو القرآن، لو دققت بالآيات كلها لوجدت إعجاز نظمي، إعجاز بالنظم هذا كلام الله عزّ وجل.
    إخواننا الكرام.... الآية الدقيقة جداً 28 في هذه السورة:

    ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) ﴾

    (سورة هود)

    قال يا قومي: هذا حال المؤمن، قال يا قومي أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي: المؤمن على بينّة يعرف أين كان وماذا بعد الموت يعرف سر وجوده في الدنيا يعرف حقيقة الكون، يعرف حقيقة الحياة، يعرف حقيقة الإنسان.. مكانة الإنسان عند الله عزّ وجل، يعرف مهمته الواضحة، يتحرك وفق منهج، قال يا قومي أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي وأتاني رحمة من ربي فعميّت عليكم أفنلزمكموها وأنتم لها كارهون:، حال الكافر أو غير المؤمن هو... الدنيا ملأت نفسه... الدنيا فقط بمالها، بنساءها، بقصورها
    بمركباتها، ملأت نفسها. مبلغهم من العلم.. ذلك مبلغهم من العلم.. أما حال المؤمن حال أكبر بكثير تعرّف إلى الله فصغرت الدنيا في عينيه .
    يرووا أن إنسان معذب فقير يعمل في أقذر الأعمال لا يجد قوت يومه.. جني .. رأى أحد العلماء الكبار ابن المبارك في موكب من إخوانه طلعة بهية، محفود محشود معزز مكرم وهذا الجني سمع عن رسول الله حديث أنه الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر... لم يفهم هذا الحديث... شاهد وضعه بشيء لا يحتمل من الشقاء وهذا الإنسان العالم بشكل آخر.. قال له يا سيدي يقول نبيكم: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فأيّ جنة أنا فيها وأيّ سجن أنت فيه... قال له يا هذا لو قست حالك لما بعد الموت فأنت في جنة ولو قست حالي بما وعدني الله به فأنا في سجن.
    فالمؤمن موعود بالجنة، موعود بجنة في الدنيا، جنة الدنيا وردت اليوم.. بأول السورة: قال يا قومي أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي وأتاني رحمة من ربي فعميّت عليكم أفنلزمكموها وأنتم لها كارهون
    أهل الدنيا يقيسوا المؤمن من دخله فقط، يقيسوه بمساحة بيته، يقيسوه بوظيفته.. قد تكون وظيفته متواضعة جداً، يقيسوه بدنياه يجدونه لا شيء أما المؤمن يقيس نفسه بمرضاة الله، بطاعته لله، بدعوته، بمهمته، يرى أنه أسعد الناس، فنحنا مشكلتنا التداخل، إذا قست نفسك بمقاييس أهل الدنيا تتراجع، أما إذا قست نفسك بمقاييس أهل الإيمان فتتفوق، لذلك لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي، إن صاحبت مؤمن يوجد مقاييس مشتركة، يوجد قيم مشتركة، يقدّر فيك علمك، تقدّر فيه علمه، يقدّر فيك طاعتك لله، تقدّر فيه طاعته، أما إذا كان صاحبت أهل الدنيا كما قال سيدنا عمر من دخل على الأغنياء طبعاً غير المؤمنين خرج من عندهم ساخط، تتداخل المقاييس، نحن بحاجة إلى مجتمع مسلم بعيد عن تداخلات المجتمعات الأخرى لأنه مشكلة المؤمن الآن عايش مع الناس، إغراءات الدنيا خاضع لها، مشكلات الناس يعانيها، نفاق الناس يعيش بينهم، ضاعت إستقامته، ضاع اتصاله بالله عزّ وجل. لازم نعيش مع المؤمنين، لازم تحكمنا قيم إسلامية، لازم نقيّم بعضنا بمقاييس القرآن الكريم، سيدنا رسول الله دخل عليه صحابي فقير جداً فهشَّ له وبش وقال أهلاً بمن خبّرني جبريل بقدومه، قال أو مثلي..؟.. قال نعم يا أخي، أنت في الأرض خامد لكنك في السماء علم ابتغوا الرفعة عند الله..
    أنا قلت لكم البارحة الإنسان الذي يعمل آذن في مدرسة ولا يملك من الدنيا إلا قطعة أرض ورثها ودخله لا يكفيه خمسة أيام و اشتريت منه هذه الأرض بـ 3.5 مليون، ولما تسلّم الشيك بمليونين وطُلب منه أن يذهب إلى الأوقاف ليتنازل عنها لبناء مسجد.. أمسك بالشيك ومزقه وقال أنا أولى أن أتبرع بها لبيت الله عزّ وجل وتبرع بها أما هذا الذي اشتراها منه له حجم مالي كبير جداً صغر، صغر.. رأى نفسه أمام هذا الإنسان لا شيء.
    إخواننا الكرام... بإمكانك أن تكون عظيماً وأنت فقير وأنت ضعيف، قد تحتل مرتبة اجتماعية متدنية جداً، قد تكون موظف لا يؤبه لك في دارك، وقد تكون عند الله أفضل من ملايين الأشخاص، بطاعة الله، القرآن الكريم نحن نقرأه للتبرك لكن قلما نقف عنده وقفات متأنية. يقول الله عزّ وجل:

    ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾

    (سورة الحجرات الآية 13)

    هذه الآية تكفي.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. فالمؤمن أتاه الله رحمة من عنده فعُميّت على غيره، لم يقل أحد العارفين بالله. والله لو يعلم الملوك ما نحن عليه لقاتلونا عليه بالسيوف. ساعات المؤمن داخلية. مشكلة المؤمن... ماذا قال أحد العلماء... قال: ماذا يفعل أعدائي بي بستاني في صدري إن أبعدوني فإبعادي سياحة وإن حبسوني فحبسي خلوة وإن قتلوني فقتلي شهادة... فماذا يصنع أعدائي بي قال مساكين أهل الدنيا.... جاءوا إلى الدنيا وخرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها.
    أنا قلت لكم من يومين ان شعور الإنسان أن الله يحبه وأن الله راضٍ عنه وأنه في عين الله وأنه في ظل الله وأنه في رعاية الله وفي توفيق الله وحفظ الله.. هذا الشعور لا يوصف لا يتمتع به أغنى أغنياء العالم ولا أقوى أقوياء العالم. شعور أن الله يحبك وأنك بعين الله وانك في مرضاته.. هذا الشعور لا يوصف. مرة كنت في عقد قران.. خطيب الحفل ذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب سيدنا معاذ قال:
    // والله يا معاذ إني لأحبك //
    والله صدقوني أيها الأخوة ما رأيت في حياتي مرتبة تفوق أن يحبك رسول الله، شيء بيدك باستقامتك بعفتك بطهارتك برحمتك بخدمتك للناس يحبك الله ورسوله، لا يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور لا يستوييان. تذكروا مثل الألماسة التي ثمنها 150 مليون دولار وقطعة مشابهة لها لكن فحم ثمنها قرش... هذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن..

    في مثل آخر... تصوروا قطعة لحم متفسخة يصدر منها رائحة لـ 100 متر لا تحتمل تخرج من جلدك لهذه الرائحة، وقطعة لحم طازجة مشوية وأنت جائع جداً. قطعتا لحم الأولى تنفر منها والثانية تقبل عليها وهكذا المؤمن وغير المؤمن، أما عندما نجد الفرق فقد بالصلاة.. والله المشكلة كبيرة. أكبر مشكلة يكون بين المؤمن وغير المؤمن الصلاة فقط، هذا يصلي وهذا لا يصلي، لكن الاثنين يكذبون، الاثنين يغشون، الاثنين يحتالون، الاثنين في قسوة بقلبهم، الاثنين عندهم أنانية، أصبحت الصلاة عبئ على الناس، نفور الناس من الدين هذا السبب، لا يجد الفرق جوهري بين مؤمن وغير مؤمن، واحد أرسل لي رسالة منذ سنتين.. أقسم بالله ولم يذكر اسمه معه 20 مليون ليرة لجهة توفيت فجأة ولايوجد مع الورثة علم ولا وصل بالمبلغ، سمع درس الأمانة بدرس العثمان تأثر به تأثراً كبيراً فذهب إلى الورثة وسلّمهم الـ 20 مليون ليرة. هذا الدين..
    أيام الإنسان ممكن أن يكون المنزل باسمه ولم يطوّبه، يطلب مليون زيادة، قبض ثمنه من 20 سنة بالتمام والكمال، ممكن أن يطلب مليون ومليونين وثلاثة، ويفعلها معظم تجار العمار.. الأسعار غليت لا أطوّب، وفي إنسان يعرض عليه ملايين يرفضها لأنه باع واشترى بالثمن الطبيعي وربح وليس له إلا أن يطوّب، هذا المؤمن.. إذا لم تركل بقدمك مليون و100 مليون لأنها مشبوهة... لست مؤمناً. فنحن مشكلتنا اليوم تجد رجلين واحد محسوب على المسلمين وواحد غير مسلم كلاهما يكذب، كلاهما يغش، كلاهما يحتال، بقيت الصلاة مصيدة، عبئ أصبحت. فنحن نريد الصلاة سبب رقيّنا، سبب إقبالنا على الله عزّ وجل... هذا هو الدين الذي أراده الله، غير معقول أن يكون خالق الكون يكون منهجه في خلل... هذا منهج ربنا عز وجل إذا لم يعطي ثمار ناجحة.
    إذا كان الجامعة تخّرج ناس جهلة، مهندس عمّر البناء وقع البناء الأستاذ علّم طلاب كلهم رسبوا مثلاً ما هذه الجامعة... جامعة سيئة جداً، الجامعة الحقيقية تخرج أبطال.
    فالآية الأخيرة هذه:



    ﴿ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31) ﴾



    (سورة هود)

    والحمد لله رب العالمين

    جزا الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل



    محمد النابلسي
    خالد الحسيني
    خالد الحسيني
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 165
    تاريخ التسجيل : 03/06/2014

    تفسير سورة هود Empty رد: تفسير سورة هود

    مُساهمة  خالد الحسيني الجمعة يونيو 06, 2014 8:04 am

    وجدت هنا موضوع وطرح شيق
    ورائع اعجبني ورآق لي
    شكراً جزيلاً لك .
    وبالتوفيق الدائم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 3:58 am