بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


    تفسير سورة العنكبوت

    القلب الشجاع
    القلب الشجاع
    اداة الشبكة
    اداة الشبكة


    عدد المساهمات : 621
    تاريخ التسجيل : 11/06/2010
    العمر : 38

    تفسير سورة العنكبوت Empty تفسير سورة العنكبوت

    مُساهمة  القلب الشجاع الخميس مارس 29, 2012 4:34 am

    بسم الله الرحمن الرحيم



    تفسير آيات - سورة العنكبوت: الإعجاز العلمي في بيت العنكبوت.

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
    يقول الله عز وجل:

    ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:45]

    وقف العلماء عند قوله تعالى:

    ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر ُ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:45]

    وقفة متأنية, فقال بعضهم:



    ((إن أكبر شيء في الصلاة: أن تذكر الله, فمن كان غافلاً أو ساهياً, هذا في حكم السكران))

    لقوله تعالى:

    ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾

    [سورة النساء الآية:43]

    فإن لم تعلم ما تقول, فهذا المصلي في حكم السكران؛ أول معنى: إن أكبر شيء في الصلاة ذكر الله:
    (ولذكر الله أكبر ما فيها)
    المعنى الثاني: أنك حينما تصلي تذكر الله, والله حينما يراك تذكره يذكرك, وذكر الله لك أكبر من ذكرك له؛ ذكر الله لك بالتوفيق, وبالطمأنينة, وبالسكينة, وبجنة عرضها السموات والأرض, شتان بين أن تذكره, وبين أن يذكرك.
    يعني: ابن مفتقر, وأب كريم, وقوي, الابن يسأل, أما الأب يعطي, إذا صار في ذكر من الابن للأب هو السؤال, أما الأب يعطي, يعطي بغير حساب:

    ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر ُ﴾
    سورة العنكبوت الآية:45]

    المعنى الثالث:

    ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:45]

    يعني: هل, هل تعتقدون أن الثمرة الوحيدة من الصلاة: أن تكف أذاك عن الناس؟ هذا هدف سلبي, هذا حد أدنى فيها, أما أكبر من ذلك: أن تسعد بقربك من الله, الحد الأدنى: أن تنتهي بصلاتك عن الفحشاء والمنكر, لكنها لم تشرع لهذا.
    يعني مثلاً: طالب كل ميزاته لا يؤذي رفاقه, لكن يريد أن يدرس, هذا عمل سلبي؛ لكن أين الدراسة؟ أين التفوق؟ أين العلم؟ أين التبحر في العلوم؟
    إذاً: إذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, هذا ليس أكبر ما فيها, أكبر ما فيها أن تسعد بذكر الله عز وجل.
    المعنى الأول: أكبر ما فيها, المعنى الثاني: ذكر الله لك أكبر من ذكرك له, نعم.
    في نقطة دقيقة في موضوع:

    ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْت﴾

    -يعني: إنسان أحياناً يضع ثقته, وأمله, ورجاؤه على إنسان, مهما كان الإنسان قوي في نظرك, أو في نظر الناس, مهما كان يحتل مرتبة عالية, مهما كان غني, حينما تضع ثقتك به, كمن يتمسك وهو يسقط من شاهق ببيت العنكبوت, هذا البيت لا يمكن أن يمنعه من السقوط-:

    ﴿ اتَّخَذَتْ بَيْتاً﴾

    -نعم-:

    ﴿ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:41]

    لكن العلماء قالوا:



    ((لو أردنا أن نسحب الفولاذ بقطر خيط العنكبوت, لكان أمتن من الفولاذ))

    يعني: تقاس المتانة نسبية, لو أردنا أن نسحب الفولاذ بخيط في قطر خيط العنكبوت, لكان بيت العنكبوت أمتن من الفولاذ, ومع ذلك: بيت العنكبوت عند الناس لا شيء, فربنا عز وجل قرب هذه الحقيقة.
    ويوجد في الآية إعجاز علمي: أنه ما أحد يعرف إلا لفترة قريبة, أن التي تنسج هذا البيت أنثى, فتاء التأنيث من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام:

    ﴿اتَّخَذَتْ بَيْتاً﴾

    [سورة العنكبوت الآية:41]

    ذكروا العنكبوت لا يتخذ البيت, التي تنسج هي الأنثى, ولو درسنا آلية النسيج, شيء لا يصدق, يعني هذا الخيط المستمر, الذي يخرج من العنكبوت, أولاً: هو سائل, بعد أن يلامس الهواء يصبح متين, وفي خيوط منوعة, في خيوط نسيجية, في خيوط شبكية في بيت العنكبوت, ومدروس دراسة دقيقة جداً, ومع ذلك: من يعتمد على غير الله, كمن يتمسك وهو يسقط ببيت العنكبوت.
    الآية رقم واحد وخمسون:

    ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:51]

    أخ كريم ذكر لي: ببعض بلاد شرق آسيا (اليابان) بالذات, يعني معابد يعبد فيها أشياء, لا يمكن لعقل أن يقبلها (لا يمكن), مهما الإنسان أعمل عقله في شيء سخيف,
    قذر, بعيد عن أن يكون شيء مقدس, هؤلاء يعبدون هذه الأشياء. طيب: الله عز وجل يقول لك:

    ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:51]

    نحن مع هذا الكتاب الذي يبين لنا أصل العالم, مصير العالم, قيمة الحياة الدنيا, قيمة الإنسان, كيف أن الإنسان سخر له الكون, تجد شخص يعبد بقرة, بقرة تقطع السير ساعات طويلة, واقفة في منتصف الطريق, والكل سعداء, ازدحام سير لا يحتمل, لأنه إله واقف بالطريق مثلاً, من يضع روث البقر بغرفة الضيوف عنده بالأعياد؟
    يعني الشيء الثمين جداً: أن تضع روث البقر في غرفة الاستقبال, من يتعطر ببول البقر؟ هكذا, وأي دين إذا الإنسان مات, يحرقون معه زوجته؟
    في أخ من الأخوان قال لي: والله رأيتها بعيني, يعني تقول: قضية قريبة, أخ معاصر, نزل بفندق, أمامه ساحة عامة, ثاني يوم, وحشد كبير, موضوع تابوتين, سألوا الثاني, قال: زوجته, هي طيبة, سوف تحرق معه, إنسانة قتل هذا, هذه أديان.
    غاندي؛ هذا يعد مفكر كبير, أحد أخواننا قرأ لنا مرة في درس الدعاة مقالة من كتاباته, كيف أنه يفضل البقرة على أمه, على أمه, أمه ليست بشيء أمام البقرة, إنسان يعد مفكر عالمي, وهذه أفكاره, فإذا واحد الله عز وجل أكرمه بهذا الكتاب, الكتاب في يعني غذاء للعقل, وفي تكريم للإنسان, أنت, أنت سيد المخلوقات, إذا إنسان عبد بقرة, أو عبد حجر, أو عبد صنم, أو عبد عضو تناسلي, هكذا يعبدون في بعض البلاد:

    ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:51]

    لا تكفي هذه النعمة؛ عرفان سر هذا الكون, خالق الكون, معنى الربوبية, معنى الألوهية, معنى الخلق, عرفان سر وجودك, وغاية وجودك, أين كنت؟ أين المصير؟ بالصلاة تتصل, بالحج تذهب إلى بيت الله الحرام, بالزكاة تزكو نفسك, بالصيام ترتقي, هذه أكبر نعمة هذه.
    أحياناً الإنسان يقلق, لكن الله عز وجل يعاتب هؤلاء: انو يا عبادي يوم كنتم كفارا ,يا أهل مكة يوم كنتم كفارا تعبون الأصنام, كنتم في بلد حرام. يعني:

    ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آَمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:67]

    بعد أن آمنتم تخافون, يوم كنتم تعبدون أصناماً كنتم مطمأنين!!؟ لأنه تفسيرها سهل, الإنسان يكون ماشي وفق هوى نفسه, الشيطان مرتاح منه, هذا الإنسان ضال مضل؛ لكن دققوا: الإنسان بعد ما استقام, الشيطان تيقظ, هذا فقس معنى, كان معنا, هذا طلع من حظنا:

    ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾

    [سورة الأعراف الآية:16]

    شيطان مهمته يخوف, يخوفك؛ إن أنفقت يخوفك, وإن حضرت مجلس علم يخوفك, وإذا كان هكذا أردت أن تصلي, أن تقرأ القرآن بمكان عام يخوفك, دائماً يخوفك, مهمته يخوفك هو:

    ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ﴾

    [سورة آل عمران الآية:175]

    يعني: إذا الإنسان خاف من الشيطان, معناها: وضع نفسه حكماً معه.
    يعني: ممكن جندي يكون والده قائد الجيش, يخوفه عريف؟ يعني مثلاً, يكون يريد إصير هذا, أنت ماشي مع خالق الكون, الذي خلق الكون, الذب بيده الناس كلهم, القوى كلها, أنت ماشي معه, معقول تخاف! قال:

    ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آَمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:67]

    يكون شخص كان لا يصلي, الله يسر له أموره, وعالجه, وأكرمه, وأنقذه من مصائب كثيرة, ولم تكن تصلي, بعد ما التزمت, وصليت, ومشيت بالصحيح, الآن خائف؟ هذا الخوف خوف غير طبيعي, هذا الخوف ليس منك, هذا الخوف هجين عليك, هذا الخوف من الشيطان, لأننا نحن بصراحة: موضوع الشيطان لا أحد يقبضه, كلام, شيطان يعمل ليلاً نهاراً لإضعاف ثقتك بالله, ويأتي وأنت لا تشعر؛ الوسوسة, الخوف.
    الإنسان أحياناً يريد أن ينفق: كبر عقلك, خبىء قرشك, اتركه معك, هذا شيطان, (هذا شيطان), إله الكون يقول لك: إذا أنفقت أنا سأخلف عليك, كل ما أنفقته بثماني
    آيات, ويقول لك الشيطان: لا تنفق, أنت بأمس الحاجة لهذا المال, ويقول لك أيضاً بتعبير لطيف: لا يكفي العباد إلا رب العباد, هذا كلام الشيطان, نعم.
    يعني طبعاً: كلمة حق, لكن أريد بها باطل, حتى يمنعك من الإنفاق.
    النقطة الدقيقة الآن: إذا الإنسان استقام, وشعر بقلق, يكون يصغي إلى الشيطان, الشيطان أحياناً يأتي المؤمن, يوسوس له, يخوفه:

    ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آَمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:67]

    إنسان كله معاصي.
    يروون: أن سيدنا موسى دعا الله بالسقيا, فلم يستجب الله له, ثم ألح في الدعاء, قال:

    ((يا موسى, إن فيكم عاصياً –فيكم شخص عاصي-, فقال موسى عليه السلام: من كان فينا عاصياً لله فليغادرنا, –فليفارقنا-, ثم إن الأمطار هطلت غزيرة, وما أحد فارق, قال له: يا رب, من هذا العاصي؟ –هكذا تروي الكتب-, قال له: عجبت لك يا موسى, أستره وهو عاصي, وأفضحه وهو تائب!!؟))

    معقول يعني!؟ أثناء كان عاصياً سترته, بعد ما تاب أفضحه!
    أنت انظر قبل أن تتوب لله, قبل أن تستقيم, قبل الصلح مع الله, خمسون خطأ كان لك, والله ساترك, وحافظك, ورافع شأنك, وفي عناية, بعد ما التزمت, واستقمت, وغضضت بصرك, وحررت دخلك, وكنت ورعاً, الآن تريد أن تخاف؟ هذا وضع غير طبيعي, لكن ما الذي يحصل؟
    لما الإنسان كان ماشياً على كيفه, الشيطان كان قد أراحه, لأنه تاركه, هذا من حزب الشيطان, فلما استقام, واصطلح مع الله, الآن بدأ الشيطان عمله:

    ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾

    [سورة الأعراف الآية:16]

    الإنسان عليه ألا يصغي, يعني في عندك شياطين الإنس والجن. الله قال:

    ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾

    [سورة الكهف الآية:28]

    ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾

    [سورة الكهف الآية:28]

    قد يكون هذا الإنسان من شياطين الإنس, وقد يكون من شياطين الجن, هناك بشارة. قال:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    يعني: الله عز وجل بعكس ما يفهم بعض الناس, يعني إذا الإنسان في ذرة خير, الله ينميها له (ذرة خير), ذرة, إذا الإنسان قرَّب من الله شبر, الله عز وجل يتقرب من عبده ذراعاً, (ذراع ), إذا الإنسان تقرب ذراع, الله يتقرب باع, الإنسان إذا قدِم إلى الله مشياً, أتاه الله هرولة. ما معنى هذا الحديث؟
    أنت فقط تحرك, فقط اعقد توبة مع الله, فقط قل: أريد أن أصلي الصبح حاضر, الله يوقظك, لو كنت نائماً الساعة الثانية.
    هذه ساعة الرأس شيء محير, (شيء محير), وجربوها, اربط المنبه, واطلب من الله أن يوقظك, تستيقظ قبل الصبح بدقيقة, لا يوجد شيء, لا يوجد إنسان طلب أن يستيقظ, إلا الله أيقظه عن طريق ملك, لا نريد ساعة.
    قالوا:

    ((ساعة الرأس))

    والآن تفسيرها معقد جداً (ساعة الرأس), ولأن النبي الكريم قال:



    ((اللهم أذهب عنه النوم إذا أراد))

    إذا أراد يفيق, لكنه لا يريد, وقت بدا ينام, نام حتى لا يفيق, يريد أن ينام نوم عميق, نوى ألا يفيق على الصبح, طبعاً لا يفيق ساعتها, أما إذا كان نام, وقبل أن ينام,
    طلب من الله أن يوقظه, تجد فتح عينيه قبل الوقت بدقيقة, كأنه على ميعاد. ف:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    يعني: إذا الإنسان جاهد هواه, جاهد بإنفاق ماله, جاهد بقراءة كتاب الله, حاول يفهم آياته, الله يكشف له المعاني, أنت قرب خطوة, تحرك حركة واحد.
    قال: يعني هذه نكتة, اعتزل في المسجد, قال: أنا الله يرزقني, جاء شخص معه صفيحة, لم ينتبه له, مشى, الثاني مشى, فمرة سعل, عندما سعل, انتبهوا له, أعطوه صفيحة, تحرك, اسعل سعلة فقط, تحتاج إلى حركة أرى, من دون حركة لا تصير, قل: يا رب, اذكر الله عز وجل, أخي ما وجدت شيء أول يوم, طول بالك, طول بالك لثاني يوم, بعد ذلك: تجد أمورك , صار الذكر محبب لك, بعد ذلك: تجد طول النهار في سعادة, في توفيق, تجد قوتك على مقاومتك للمعاصي كبيرة جداً.
    أحياناً: تجد الشخص مقاومته هشة, يعني أول شيء مغري, تجد لا يوجد مقاومة أيضاً, تجد شخص عنده مقاومة كبيرة جداً, سر المقاومة: أنه كان معتصم بالله صباحاً, جلسة الصباح؛ الصلاة في مسجد مع جماعة, تلاوة القرآن, ذكر الله, الاستغفار, الدعاء, هذا كله لله يستجيبه.
    يعني القصة: أنت فقط قرب خطوة, تحرك حركة, قرب خطوة إلى الله, الله عز وجل خالق الكون, قال:

    ((إذا أتيتني مشياً, أتيتك هرولة))

    يعني: شيء لا يصدق, خالق الكون يتقرب منك, فما قولك بالذي يقول الله ضله؟ الله يضل إنسان!؟ معنى الله يضل, هذه تحتاج إلى جلسة طويلة هذه, هو خلقك ليعرفك بذاته, خلقك ليسعدك, خلقك ليهديك إليه, ما خلقك ليضلك, وإذا كان ضلك, ضلك عن شركائه, لا عن ذاته, تكون أنت معلق بإنسان, يخيب لك ظنك فيه, يضلك عن شركائه, نعم. إذاً:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾

    -انظر في اللغة العربية, اللام: لام التوكيد. ل-:

    ﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ﴾

    -والنون: نون التوكيد الثقيلة, (الثقيلة), دبل, يعني ضعف, ثلاثة أنواع توكيد يوجد في هذه الآية-:

    ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    أيضاً: اللام لام التوكيد, لام المزحلقة اسمها هذه, كانت في اسم إن, صارت في خبر إن, يعني: (لله مع المحسنين).
    حتى إن: حرف توكيد, حرف مشبه بالفعل, يفيد التوكيد, فلما اجتمع توكيدان, زحلقت إلى خبر إن:

    ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    فالآية فيها خمسة توكيدات:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    وكلمة جاهدوا, يعني: في جهد, يعني الله عز وجل سلعته غالية, لا تتصور الله هكذا, يعطيك جنة للأبد بعمل شكلي, عمل صوري, أنت مقيم على كل رغباتك, وشهواتك, ومصالحك, وهذه فيها فتوى, وهذا يجوز, وهذه بلوى عامة, وهذه ماذا نريد أن نفعل؟ نحن لا نستطيع, كل شيء لما يقول له: فتوى, لم يعد لك ميزة؛ ضح, ضح بمصالحك, واطلب رضاء الله عز وجل, وانظر كيف أن الله.....



    ((ما ترك عبد شيئاً لله......))

    والله كنت أقول عن هذا الحديث:

    زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً لله, ثم لا يعوضك أضعافاً كثيرة))

    ((ما ترك عبد شيئاً لله, إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه))

    هذه الآية: إذا الإنسان قرأها, يجب أن يشعر بثقة كبيرة:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    وإذا الله معك من ضدك؟
    يعني: تصور أن خالق الكون معك, تخاف من من؟ من إنسان ممكن بجلطة يصير جثة هامدة؟ ممكن نقطة دم بدماغه يصير مفلوج فوراً؟
    يوجد حالات كثيرة من هذا النوع؛ إنسان يكون ملء السمع والبصر, بعد ثانية صار خبر على الجدران, البارحة كان, صار خبراً, كان شخصاً فصار خبراً. والله قال:

    ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾

    [سورة سبا الآية:19]

    فالله بيده كل شيء:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    هذه الآية, الإنسان أحياناً تكفيه آية واحدة, والله هذه الآية وحدها تكفي, يعني أنت......

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    يعني: في له دخل مغري, لكن في شبهة, فتركه, وقبل بدخل قليل, هذا عمل ليس قليل عند الله, كبير جداً, أنت الآن كسبت رضاء الله, وسيأتيك الدخل الكبير بعد منه, مكافأة لك, لا تخاف, الحرام اركله برجلك, لا تخاف, عمل فيه معصية اركله برجلك, لا تبال به أبداً.



    ((ما ترك عبد شيئاً لله.....))

    لأن هذه المشكلة, يوجد عندنا مصدرين للمعاصي؛ كسب المال والنساء, إذا استطعت أن تتحصن من النساء بغض البصر, وعدم الاختلاط, وعدم اقتناء أجهزة اللهو, وتتحصن بكسب المال بالورع, أنت سكرت على الشيطان أبوابه, أكبر بابين للشيطان؛ كسب المال والنساء, فإذا شخص بالاثنتين فلتهم, لم يعد في شيء أبداً, أنك لست على شيء؛ كل ثقافتك, وعواطفك الإسلامية, وعندك اهتمام بأخبار المسلمين, وتتابع الأخبار دقيقة بدقيقة, قل له: يا أخي أنت لست على شيء, ما دام باب النساء لم تغلقه, وباب كسب المال الحرام لم تحكمه, لا أنت ولا مشاعرك الإسلامية, ولا تفكيرك الإسلامي, ولا مطالعاتك, ولا......
    هذه المحاضرة قرأتها؟ رائعة, نريد أن نرى استقامتك, أما تقول: رائعة, انظر استقامتك:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    هذه الآية تكفينا. كيف كان الصحابة؟
    هذا الذي جاء النبي, قال له:

    عظني ولا تطل, -قال له آية واحدة, القرآن ستمئة صفحة-, قال له:

    ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾

    -بدوي لا معه شهادة؛ لا كفاءة, ولا بكالوريا, ولا لصنص, ولا دكتوراه, ولا مثقف إطلاقاً-, قال له:

    ((كفيت, فقال النبي: فقه الرجل))

    ما هذه هذه؟ بدوي يسمع آية واحدة, تكفيه طوال حياته!! ما دام

    ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾
    القلب الشجاع
    القلب الشجاع
    اداة الشبكة
    اداة الشبكة


    عدد المساهمات : 621
    تاريخ التسجيل : 11/06/2010
    العمر : 38

    تفسير سورة العنكبوت Empty رد: تفسير سورة العنكبوت

    مُساهمة  القلب الشجاع الخميس مارس 29, 2012 4:37 am

    قال له:

    ((كفيت, فالنبي قال: فقه الرجل))

    صار فقيه, والله الذي لا إله إلا هو: كل آية بالقرآن, تكفي الإنسان طوال حياته.
    الآن آية:

    ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾

    [سورة النساء الآية:1]

    ألا تكفي هذه؟ أنت تحت المراقبة, تفضل تحرك لنرى, تصرف, اكذب على الناس, غشهم, قل لهم: بالأمانة لا توفي, وأنت ربحان فيها بالمئة مئتين, بالأمانة لا توفي يقول لك, ألا ترى أن الله يراقبك, يأتيك إنسان غشيم, تلبسه بيعة كلها خطأ, كلها غش, يقول لك: هذه ألبسناه إياها, تظن نفسك مؤدب, وأول صف تصلي, ليس هذا الدين, الدين استقامة.



    ((ترك دانق من حرام, خير من ثمانين حجة بعد الإسلام))

    الدين استقامة, الدين ورع.



    ((ركعتان من ورع, خير من ألف ركعة من مخلط (ركعتان من ورع))

    هذه الآية: الله يجعلها شعاراً لنا:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾

    [سورة العنكبوت الآية:69]

    والحمد لله رب العالمين.
    بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
    اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. الفاتحة.






    والحمد لله رب العالمين









    جزا الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل



    محمد النابلسي



    والاخوة القائمين على هذا العمل الطيب وتقديمه لاخوانهم المسلمين



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 8:07 am