بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
داود بن أبي هند
واسم أبي هند : دينار بن عذافر ، الإمام الحافظ ، الثقة أبو محمد الخراساني ثم البصري ، من موالي بني قشير فيما قيل . ويقال : كنيته أبو بكر . حدث عن سعيد بن المسيب ، وأبي عثمان النهدي ، وعامر الشعبي ، [ ص: 377 ] وأبي منيب الجرشي ، ومحمد بن سيرين ، وأبي نضرة ، ومكحول ، وعدة . ورأى أنس بن مالك .
حدث عنه : سفيان ، وشعبة ، وحماد بن سلمة ، وهشيم ، وابن علية ، ويحيى القطان ، وبشر بن المفضل ، ويزيد بن هارون ، وحماد بن زيد ، وخلق . وعند يزيد عنه تسعة وتسعون حديثا .
عن سعيد بن عامر الضبعي قال : قال داود بن أبي هند : أتيت الشام ، فلقيني غيلان ، فقال : إني أريد أن أسألك عن مسألتين . قال : قلت : سلني عن خمسين مسألة ، وأسألك عن مسألتين . قال : سل يا داود . قلت : أخبرني عن أفضل ما أعطي ابن آدم . قال : العقل . قلت : فأخبرني عن العقل ما هو ؟ شيء مباح للناس ، من شاء أخذه ومن شاء تركه ، أو هو مقسوم ؟ قال : فمضى ولم يجبني .
قال النسائي ، ويحيى بن معين ، وغيرهما : ثقة . وقال حماد بن زيد : ما رأيت أحدا أفقه من داود .
وعن سفيان بن عيينة ، قال : عجبا لأهل البصرة يسألون عثمان البتي وعندهم داود بن أبي هند .
قال وهيب : دار الأمر بالبصرة على أربعة : أيوب ، ويونس ، وابن عون وسليمان التيمي ، فقال قائل : فأين داود بن أبي هند ؟ .
قال ابن جريج : ما رأيت مثل داود بن أبي هند ، إن كان ليقرع العلم قرعا قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن داود بن أبي هند . فقال : مثل داود يسأل عنه ؟ داود ثقة ثقة . وقال العجلي : كان صالحا ثقة ، خياطا . قال يزيد بن زريع : كان داود مفتي أهل البصرة .
وقال محمد بن أبي عدي : أقبل علينا داود ، فقال : يا فتيان ، أخبركم لعل [ ص: 378 ] بعضكم أن ينتفع به . كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق ، فإذا انقلبت إلى البيت ، جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا ، فإذا بلغت إلى ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله كذا وكذا حتى آتي المنزل .
قال الفلاس : سمعت ابن أبي عدي يقول : صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله . كان خزازا يحمل معه غداءه فيتصدق به في الطريق . ابن عيينة ، سمعت داود بن أبي هند يقول : أصابني الطاعون فأغمي علي ، فكأن آتيين أتياني فغمز أحدهما علوة لساني ، وغمز الآخر أخمص قدمي ، فقال : أي شيء تجد ؟ قال : أجد تسبيحا وتكبيرا ، وشيئا من خطو إلى المسجد ، وشيئا من قراءة القرآن . قال : ولم أكن أخذت القرآن حينئذ . قال : فكنت أذهب في الحاجة فأقول : لو ذكرت الله حتى آتي حاجتي ، قال : فعوفيت ، فأقبلت على القرآن فتعلمته .
وعن داود بن أبي هند قال : ثنتان لو لم تكونا لم ينتفع الناس بدنياهم : الموت ، والأرض تنشف الندى .
قال حماد بن سلمة : دخلت على داود بن أبي هند فرأيت ثياب بيته معصفرة . وكان داود بن أبي هند يقول : ولدت بمرو .
قال يزيد بن هارون ، ويحيى القطان ، وطائفة : مات داود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين ومائة .
وقال خليفة : توفي مصدر الناس من الحج . وقال ابن المديني وغيره : مات سنة أربعين ومائة .
أخبرنا إسحاق الأسدي ، أنبأنا ابن خليل ، أنبأنا أبو المكارم التيمي ، أنبأنا أبو علي المقرئ ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وغيره ، قالوا : أنبأنا بشر بن موسى ، حدثنا هوذة ، حدثنا عوف ، عن أبي [ ص: 379 ] نضرة ، عن أبي سعيد ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : تفترق أمتي فرقتين ، فتمرق بينهما مارقة ، فتقتلها أولى الطائفتين بالحق هذا حديث صحيح . رواه أيضا داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي