بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

تاريخ العراق القديم/مدينة الحيرة التاريخية

بنت القمر
بنت القمر
المراقب العام
المراقب العام


عدد المساهمات : 317
تاريخ التسجيل : 25/04/2013
العمر : 28

تاريخ العراق القديم/مدينة الحيرة التاريخية Empty تاريخ العراق القديم/مدينة الحيرة التاريخية

مُساهمة  بنت القمر الثلاثاء يناير 30, 2024 10:40 am


تعرف مدينة الحيرة بأنها مملكة عربية بائدة تقع في الجزء الجنوبي من وسط العراق وتبعد مسافة 15 كم عن مدينة الكوفة وحوالي 10 كم من الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة النجف وهي واحدة من أركان المثلث الحضاري المؤلف من النجف – الكوفة – الحيرة في الفرات الأوسط من الهلال الخصيب أما في الوقت الحالي فيطلق اسم الحيرة على مركز ناحية إدارية عراقية تقع في قضاء المناذرة في محافظة النجف.
سبب التسمية
يشير بعض المؤرخين إلى أن العرب هم من أطلقوا هذا الاسم على المدينة وهو بمعنى الحيرة أو الضلال، بينما يشير بعضهم الآخر إلى أن لفظ “الحيرة” هو لفظ سرياني مشتق من كلمة “حرتا” التي تعني الحصن أو المعسكر وقد اختلف علماء اللغة في معنى هذه الكلمة فمنهم من قال أن “الحير” بمعنى الحمى والملجأ، ومنهم من قال بأنها كلمة مشتقة من الفعل “حار” وذلك في إشارة إلى عبارة “حار الماء” أي لا يدري كيف يجري وذلك نظراً إلى مياه بحر النجف الراكدة من ناحية أخرى فقد عرفت هذه المدينة أيضاً باسم “الحيرة مدينة العرب”، و”حيرة النعمان” وذلك لأنها كانت موطناً لأكثر من ملك سموا بالنعمان، ووصفت بالبيضاء تعبيراً عن حسن عمارتها ووضوح اللون على أبنيتها كافة، كما وصفت أيضاً بالامتداد والاتساع وأطلق عليها اسم “الحيرة الروحاء”.
نشأة مدينة الحيرة
تضاربت آراء المؤرخين وعلماء الآثار حول نشأة هذه المدينة، ولم يتمكنوا من معرفة الأسباب الحقيقية وراء اندثارها وزوالها، حيث قيل أنها نشأت في نهاية القرن الثاني الميلادي، وقيل أيضاً أنها نشأت في أوائل القرن الرابع الميلادي في أيام الملك عمرو بن عدي، وقد عرف ملوكها باسم “اللخميين”، و”النعامنة”، و”المناذرة”، وذلك لشيوع اسم النعمان واسم المنذر في ذلك الوقت، وقد اتخذها اللخميون عاصمة لهم حتى أصبحت في عهدهم مركزاً عسكرياً وسياسياً وأدبياً مرموقاً، والجدير بالذكر هنا أن اللخميين أو المناذرة هم سلالة عربية حكمت أجزاءً واسعة من العراق من منتصف القرن الثالث للميلاد وحتى مطلع القرن السابع، ومن أشهر ملوكها: النعمان الثالث أبو قابوس، والمنذر الثالث ابن ماء السماء، وابنه عمرو بن هند.
سكان مدينة الحيرة
سكن العرب هذه المدينة وذلك نظراً لموقعها الجغرافي القريب من بادية الشام محط رحال البدو من القبائل والعشائر والبطون العربية، كما سكنها أيضاً اليهود، والنبط، والفرس، وسادت فيها سلالتان هما: التنوخيين، واللخميين، وقد قسم المؤرخون العرب سكانها إلى ثلاثة أقسام هي:
تنوخ: هم من العرب الذين نزحوا من بلاد البحرين.
العباد: هم سكان أصليون في منطقة الحيرة، وقد سموا بهذا الاسم لزهدهم، واشتهروا بنصرانيتهم ومعرفتهم للقراءة والكتابة.
الأحلاف: هم من أصول عربية، وقد هجروا بلادهم لأسباب عديدة وارتبطوا مع كل من تنوخ والعباد برباط حلف، ولذلك أطلق عليهم اسم الأحلاف.
أهمية مدينة الحيرة
كانت الحيرة واحدة من المراكز الحضارية المهمة في عهد المناذرة، كما كانت منبعاً للعلم والمعرفة، والشاهد على ذلك كثرة المدارس والمعاهد العلمية التي كانت تدرس مجموعة من العلوم في ذلك الوقت، وفي مقدمتها الطب والأدب والشعر، وليس هذا فحسب؛ حيث كانت مملكة الحيرة واحدة من الممالك العربية الثلاث التي ظهرت في بلاد الرافدين في فترة ما قبل الإسلام، إلى جانب كل من مملكة الحضر ومملكة ميسان، وكان لها موقع استراتيجي يتحكم بالعديد من خطوط القوافل، ما دفع ملوكها إلى التحالف مع الساسانيين الفرس وتقوية نفوذهم على العديد من القبائل الموجودة في العراق في ذلك الوقت.
اقتصاد مدينة الحيرة
لقد ساهم الموقع الاستراتيجي للمدينة على نهر الفرات في ازدهار التجارة، والصناعة، والزراعة، والحركة العمرانية بشكل ملحوظ؛ حيث اشتهر سكانها بصناعة الأسلحة وخاصة السيوف، والسهام، ونصال الرماح، ولذلك فقد كان جيشها قوياً ومجهزاً بكافة المعدات الحربية، ومن الصناعات الأخرى التي عرف بها أهل المدينة أيضاً صناعة الآلات الموسيقية، والآلات الزراعية، والتحف المعدنية، والخزف، والحلي وأدوات الزينة الذهبية والفضية المرصعة بالجواهر، وصناعة النسيج وخاصة نسج الصوف والكتابة والحرير، والتطريز بخيوط الذهب.
إضافةً لما سبق فقد اهتم المناذرة بالتجارة بشكل كبير، وذلك من خلال حماية القوافل التجارية التي تمر في أراضيهم، كما ساهم وجود نهر الحيرة المتفرع من الفرات في تسهيل حركة التجارة البحرية؛ حيث كان الناس يركبون القوارب وصولاً إلى الميناء في الأبلة على الخليج العربي، ليكملوا رحلتهم بركوب السفن الضخمة الموجودة هناك، ويجوبوا البحار وصولاً إلى الهند والصين.
أما من ناحية الحركة العمرانية؛ فقد ظهرت براعة المعمار المناذري في العديد من التصاميم المعمارية وخاصة في القصور والأديرة، وكان له طراز خاص بقي معتمداً حتى العصر الإسلامي، وأبرز ما يميزه وجود ثلاثة قباب متجاورة في مركز المبنى، ووجود الرسومات الفسيفسائية في حيطان الأديرة، واستخدام الذهب والصور في السقوف.
آثار مدينة الحيرة
تعد مدينة الحيرة واحدة من أهم المواقع الأثرية في العراق، وذلك لكونها تضم العديد من الآثار والقصور العريقة التي توثق وجود مملكة عربية عراقية قديمة تمتد ما بين الأنبار وهيت شمالاً إلى الخليج العربي جنوباً، وما بين نهر الفرات شرقاً وحافات الصحراء غرباً، ومن القصور الموجودة فيها: قصر الخورنق الذي بناه الملك النعمان بن المنذر، والقصر الأبيض الذي يعرف أيضاً باسم أبيض النعمان، وقصر السديري الذي سمي بهذا الاسم لكثرة سواده وشجره، وقصر العذيب، وقصر السندان، وقصر العدسيين، وقصر الزوراء، وغيرها الكثير من القصور التي بنيت خلال الفترة الإسلامية، فضلاً عن وجود أكثر من 30 ديراً يقصدها المسيحيون من أجل العبادة.
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 1:53 am