بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


    روائع الشعر العراقي/عبدالوهاب البياتي/الموت والقنديل

    avatar
    عابر سبيل
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 169
    تاريخ التسجيل : 15/05/2012

    روائع  الشعر العراقي/عبدالوهاب البياتي/الموت والقنديل Empty روائع الشعر العراقي/عبدالوهاب البياتي/الموت والقنديل

    مُساهمة  عابر سبيل الإثنين أبريل 24, 2023 10:51 am

    بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    (1)
    صيحاتك كانت فأس الحطاب الموغل في
    غابات اللغة العذراء, وكانت ملكًا أسطوريًّا
    يحكم في مملكة العقل الباطن والأصقاع
    الوثنية حيث الموسيقى والسحر الأسود
    والجنس وحيث الثورة والموت. قناع الملك
    الأسطوري الممتقع الوجه وراء زجاج نوافذ
    قصر الصيف وكانت عربات الحرب
    الآشورية تحت الأبراج المحروقة كانت
    صيحاتك صوت نبيٍّ يبكي تحت الأسوار
    المهدومة شعبًا مستلبًا مهزومًا كانت برقًا
    أحمر في مدن العشق أضاء تماثيل الربات.
    وقاع الآبار المهجورة كانت صيحاتك
    صيحاتي وأنا أتسلق أسوار المدن الأرضية
    أرحل تحت الثلج أواصل موتي (...) حيث
    الموسيقى والثورة والحب وحيث الله.
    (2)
    لغة الأسطورةْ
    تسكن في فأس الحطاب الموغل في غابات اللغة العذراء
    فلماذا رحل الملك الأسطوريُّ الحطَّابْ؟
    (3)
    مات مغني الأزهار البريةِ
    مات مغني النار
    مات مغني عربات الحرب الآشورية تحت الأسوار.
    (4)
    صيحاتك كانت صيحاتي
    فلماذا نتبارى في هذا المضمار؟
    فسباق البشر الفانين, هنا, أتعبني
    وصراع الأقدار.
    (5)
    كان الروم أمامي وسوى الروم ورائي,
    وأنا كنتُ أميل على سيفي منتحرًا تحت الثلج,
    وقبل أفول النجم القطبيِّ وراء الأبراجْ
    فلماذا سيف الدولة ولَّى الأدبارْ؟
    (6)
    ها أنذا عارٍ عُري سماء الصحراءِ
    حزينٌ حزنَ حصانٍ غجريٍّ
    مسكونٌ بالنارْ.
    (7)
    وطني المنفى
    منفايَ الكلماتْ.
    (Cool
    صار وجودي شكلاً
    والشكل وجودًا في اللغة العذراءْ.
    (9)
    لغتي صارت قنديلاً في باب الله.
    (10)
    أرحل تحت الثلج, أواصل موتي في الأصقاعْ.
    (11)
    أيتها الأشجار القطبية, يا صوت نبي يبكي, يا رعدًا
    في الزمن الأرضيِّ المتفجر حبّا, يا نار الإبداع.
    لماذا رحل الملك الأسطوريُّ الحطاب ليترك هذي
    الغابات طعامًا للنار؟ لماذا ترك الشعراء
    خنادقهم؟ ولماذا سيف الدولة ولَّى الأدبار؟ الروم
    أمامي كانوا وسوى الروم ورائي وأنا كنت أميل
    على سيفي منتحرًا تحت الثلج وقبل أفول النجمِ
    القطبيِّ وراء الأبراج. صرختُ: تعالوا!
    لغتي صارت قنديلاً في باب الله, حياتي
    فرت من بين يدي, صارت شكلاً والشكلُ
    وجودًا. فخذوا تاج الشوك وسيفي
    وخذوا راحلتي
    قطراتِ المطر العالق في شَعْرِي
    زهرةَ عباد الشمس الواضعةَ الخد على خدي
    تذكارات طفولة حبي
    كتبي, موتي
    فسيبقى صوتي
    قنديلاً في باب الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 7:48 am