ما لوْنُ بغدادَ وما طعمُها
ما صحوُ بغدادَ وما نوْمُها
ما شمسُها، ما الناسُ ما نجمُها
سبحانَكَ اللهمّ جلّ آسمُها
ونخلةٍ تهتزُّ
مَنْ ذا هزّها؟ مريمُها؟
همّتْ فما طارَ بها حُلْمُها
ما طيرُها ناحتْ بباب الطاق، ما غرمُها؟
هل رجمتْ بالغيب، هل أودى بها علمُها
ما دجلةٌ يلهو على أمواجها نسمُها
ودجلةُ أنثى آنتشى جسمُها
فضاقت الضفافُ لا تلمّها
ولادة أخرى
المرأةُ شجرةُ ميلادكَ
أنتَ تولَدُ ثانيةً في كلّ مدينةٍ جديدة
بينَ أغصانَها عشُّكَ، وفي ثمارها إكسيرُكَ
عُدْ طفلاً وتعلّمِ التسلّقَ على صدرِها أيّها الغريب
لا تكنْ شجرةً متعسرةً في تربةٍ أجنبية،
تطولُ بلا طول، وثمرُها شيص
تدخلُ في المُدُنِ سائحاً، وتخرجُ سائحاً
لكلّ مدينةٍ لغةٌ خاصّة، لا تجدُها في قاموس
-القاموس لا يهتمّ بالشيفرة عادة-
وكلام كلّ مدينةٍ ،شيفرة. تبقى شفوية دائماً.
لكلّ مدينة أبوابٌ سرّية أيضاً
لا تعثر عليها في أية خريطة
المرأةُ تُدِلُّكَ عليها بالغريزة
باباً.. باباً،
المرأةُ مسلّةٌ لا تُقرَأُ حروفُها إلاّ باللمس
تماماً كما يقرأُ المكفوفون
أغمضْ عينيْكَ، وتعلّمِ السباحةَ في جسدها أوّلاً
تعرّفْ في صدرِها
على كلّ أنهار التأريخ التي جفّتْ
وكلّ الأنهارِ التي حوّلتْ مجراها
المرأةُ متحفُ الأزمنة
في عروقها فقط معنى كلّ جَرَيان
وفي نبضِها معنى كلّ موسيقى
لا يكشفُ التأريخُ عن نفسِهِ إلاّ على فمها
المرأةُ وارثة المسلاّت
وفي وجهها، ألغازُ المدن المطمورة
إسبحْ في قاع الأنهار، تعلّمْ ألم المحارة،
ثمّ تسلّقْ واستنشقْ شجرةَ ميلادكَ
كما يتسلّقُ كاهنٌ، زقّورةً، وتحته الطوفان
ما صحوُ بغدادَ وما نوْمُها
ما شمسُها، ما الناسُ ما نجمُها
سبحانَكَ اللهمّ جلّ آسمُها
ونخلةٍ تهتزُّ
مَنْ ذا هزّها؟ مريمُها؟
همّتْ فما طارَ بها حُلْمُها
ما طيرُها ناحتْ بباب الطاق، ما غرمُها؟
هل رجمتْ بالغيب، هل أودى بها علمُها
ما دجلةٌ يلهو على أمواجها نسمُها
ودجلةُ أنثى آنتشى جسمُها
فضاقت الضفافُ لا تلمّها
ولادة أخرى
المرأةُ شجرةُ ميلادكَ
أنتَ تولَدُ ثانيةً في كلّ مدينةٍ جديدة
بينَ أغصانَها عشُّكَ، وفي ثمارها إكسيرُكَ
عُدْ طفلاً وتعلّمِ التسلّقَ على صدرِها أيّها الغريب
لا تكنْ شجرةً متعسرةً في تربةٍ أجنبية،
تطولُ بلا طول، وثمرُها شيص
تدخلُ في المُدُنِ سائحاً، وتخرجُ سائحاً
لكلّ مدينةٍ لغةٌ خاصّة، لا تجدُها في قاموس
-القاموس لا يهتمّ بالشيفرة عادة-
وكلام كلّ مدينةٍ ،شيفرة. تبقى شفوية دائماً.
لكلّ مدينة أبوابٌ سرّية أيضاً
لا تعثر عليها في أية خريطة
المرأةُ تُدِلُّكَ عليها بالغريزة
باباً.. باباً،
المرأةُ مسلّةٌ لا تُقرَأُ حروفُها إلاّ باللمس
تماماً كما يقرأُ المكفوفون
أغمضْ عينيْكَ، وتعلّمِ السباحةَ في جسدها أوّلاً
تعرّفْ في صدرِها
على كلّ أنهار التأريخ التي جفّتْ
وكلّ الأنهارِ التي حوّلتْ مجراها
المرأةُ متحفُ الأزمنة
في عروقها فقط معنى كلّ جَرَيان
وفي نبضِها معنى كلّ موسيقى
لا يكشفُ التأريخُ عن نفسِهِ إلاّ على فمها
المرأةُ وارثة المسلاّت
وفي وجهها، ألغازُ المدن المطمورة
إسبحْ في قاع الأنهار، تعلّمْ ألم المحارة،
ثمّ تسلّقْ واستنشقْ شجرةَ ميلادكَ
كما يتسلّقُ كاهنٌ، زقّورةً، وتحته الطوفان