بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الدكتور عبد الله الدملوجي وزير الخارجية العراقي عام 1931-1934

صدى قلبي
صدى قلبي
عضو متميز
عضو متميز


عدد المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 01/01/2014

الدكتور عبد الله الدملوجي وزير الخارجية العراقي عام 1931-1934 Empty الدكتور عبد الله الدملوجي وزير الخارجية العراقي عام 1931-1934

مُساهمة  صدى قلبي الإثنين يناير 13, 2014 12:46 am

عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله افندي رئيس العلماء المعروف بالدملوجي. وكان رئيس العلماء الموما إليه ابن مصطفى آغا بن يوسف آغا، أحرز مكانة سامية واشتغل بالتدريس، وتوفي في آخر عهد والي الموصل محمد باشا اينجه بيرقدار(1835-1844)، وهو صاحب شرح عصام. وتنسب أسرة الدملوجي الى قبيلة الشريفات.
ولد عبد الله الدملوجي في الموصل سنة 1890 وسمي عبد رفعت. درس في بلده ثم انتقل الى بغداد ودرس في المدرسة الإعدادية العسكرية. وشد الرحال الى استانبول سنة 1906 فانتمى الى كلية حيدر باشا الطبية وتخرج طبيباً في سنة 1913. والتحق بالجيش برتبة يوزباشي (رائد) واشترك في حرب البلقان عسكرياً في ساحة بلغاريا.
عاد بعد ذلك الى استانبول وعمل في مستشفى كلخانة التطبيقي. وشارك في الجمعيات السرية العربية، فلما جرت محاكمة عزيز علي المصري فرّ من عاصمة السلطنة مع نوري السعيد في نيسان 1914 وتوجها الى مصر ومنها قصدا البصرة، والتجأ الى السيد طالب النقيب. زاول الدكتور عبد الله الطب في البصرة أمداً قصيراً، فلما نشبت الحرب العامة غادر البلدة في تشرين الأول 1914 قاصداً عبد العزيز آل سعود أمير نجد في الإحساء، والتحق بخدمته طبيباً خاصاً، وكان بعد ذلك مستشاراً له. وعاد الى بغداد سنة 1921، لكنه قفل راجعاً الى الرياض بدعوة من السلطان عبد العزيز في السنة التالية وعهد إليه إدارة الشؤون السياسية والخارجية.
حضر مؤتمر العقير في 27 تشرين الثاني إلى 3 كانون الأول 1922 مع السلطان عبد العزيز لمواجهة السر برسي كوكس المندوب السامي في العراق، وجرى البحث في تحديد الحدود العراقية النجدية. وفي آذار 1923 إنتدبه السلطان الى بغداد لمفاوضة الحكومة العراقية بشأن علاقات العشائر على الحدود النجدية. ومثل السلطان أيضاً في مؤتمر الكويت الثاني (آذار1924) للبحث في الامور الموقوفة بين نجد والحجاز وشرقي الأردن. ولم ينجح المؤتمر في حسم القضايا المعروضة عليه. ووقع الدكتور الدملوجي على إتفاقية بحرة المعقودة مع العراق في سنة 1925 بالنيابة عن حكومة نجد. وفي كانون الأول من السنة نفسها إحتل عبد العزيز آل سعود جدة فعهد الى الدملوجي بمنصب الحاكم فيهـا أمداً قصيراً مع مواصلته النظر في الشؤون الخارجية.
رافق الأمير فيصل بن عبد العزيز في زيارته الرسمية الى لندن سنة 1926، واشترك في المفاوضات التي أدت الى التوقيع على معاهدة جدة سنة 1927. وفي السنة التالية مثل مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها في مؤتمر سكة حديد المدينة المنورة المعقود في حيفا، ولم يسفر المؤتمر عن نتيجة. وقد بقي الدملوجي وكيلاً لخارجية ابن سعود حتى استقال من منصبه وهو في حيفا. وعاد الى بغداد فقي أواخر سنة 1928.
حدثني محمود الملاح أن عبد الله الدملوجي جاء الى بغداد قبل استقالته من خدمة الملك عبد العزيز آل سعود، فاجتمع به الملاح وفاتحه في رغبته في السفر الى الرياض والعمل فيها، فوعده الدملوجي خيراً، وسافر الدملوجي ثم عاد بعد أمد قصير ليستقر في العراق، وهكذا لم تتح الفرصة للملاح لخدمة الملك آل سعود. فتحت صفحة جديدة في حياة عبد الله الدملوجي فقد إتصل بصديقه القديم نوري السعيد. وعيّن قنصلاً عاماً للعراق في مصر (14نيسان 1930). ثم استدعي الى بغداد فقدمها وأسندت إليه مقاليد وزارة الخارجية في 21 تشرين الأول 1930 وبقي وزيراً الى 19 تشرين الاول 1931. وانتخب في الوقت نفسه نائباً عن الموصل (تشرين الثاني1930) قم عين مديراً عاماً للصحة (9 تموز 1932) فكبير الأمناء في البلاط الملكي (4 كانون الثاني 1934) فوزير الخارجية للمرة الثانية في الوزارة المدفعية الثانية(21 شباط 1934) وقد استقال في 18 تموز 1934.
أعيد تعيينه مديراً عاماً للصحة في أيلول1934، واستقال في كانونت الثاني 1936، ثم عين رئيساً للتشريفات الملكية (تموز1937) فرئيس لجنة مكافحة الملاريا والامراض المستوطنة(شباط 1939) وألغيت وظيفته بعد أمدٍ وجيز. وفي تشرين الثاني 1941 عين مديراً عاماً للشوؤن الاجتماعية والصحية. فوزيراً للخارجية للمرة الثالثة (8 شباط 1942) حتى استقال في 15 حزيران 1942. وانتخب نائباً عن الموصل(قضاء الشيخان) في آذار 1947 الى شباط 1948.
عين بعد ذلك سفيراً في طهران (شباط1950-أيار1951)، وأسندت اليه وزارة المعارف في 12 تموز الى 23تشرين الثاني 1952. ثم عين سفيراً في ديوان وزارة الخارجية في كانون الثاني 1957 الى ثورة 14 تموز 1958، وكلف بمهام سياسية في المملكة العربية السعودية وغيرها.
كان عبد الله الدملوجي رجلاً دمث الأخلاق، وقد لعب أدواراً سياسية مهمة في نجد التي أصبحت فينما بعد المملكة العربية السعودية وفي العراق حيث تقلب في المناصب المختلفة السياسية والصحية والدبلوماسية. وقد مثل العراق في بعض الوفود التي أرسلت الى إجتماعات الأمم المتحدة. وظلت صلته طيبة مع الملك عبد العزيز آل سعود وأبنائه الذين خلفوه على العرش، ودعاهُ الملك فيصل بن عبد العزيز الى زيارة الرياض سنة 1970.
أصيب الدملوجي في سنواته الأخيرة بسرطان الامعاء فسافر للاستشفاء الى النمسا والولايات المتحدة، وعاد الى بغداد في تشرين الثاني1971. ولم يطل بهِ المقام إذ توفي فيها في 2 كانون الأول 1971 ونقل جثمانه الى الموصل ودفن في مقبرة أسرته.
أقول: عملتُ مع الدكتور عبد الله الدملوجي في وزارة الخارجية. وكنا نراجع ذات يوم الإتفاقيات المعقودة مع سلطنة نجد في شأن يتعلق بالحدود، فوجدنا بعضهما مذيلاً بتوقيع الشيخ عبد الله بن سعيد ممثلاً عن عبد العزيز آل سعود سلطان نجد. فقال لي الوزير: ومن هو الشيخ عبد الله بن سعيد؟ قلت: أنت! وكان من العجيب أنه وقع اتفاقية باسم سلطان نجد مع العراق فجاء ينفذ أحكامها بعد أعوام قليلة بالنيابة عن الجانب الآخر. وذلك أمر قلما يتفق في العلاقات الدولية.
واستدعاني الدملوجي وزير الخارجية في بعض أيام سنة 1931 وقال لي إن نوري السعيد رئيس الوزراء يرغب في الدعوة الى تعاون ثقافي عربي، وكلفني أن أحرر رسالة بأسلوب أدبي لأجل توجيهها الى الدول العربية المستقلة آنذاك، وهي مصر وإمارة شرقي الأردن ومملكة الحجاز ونجد وملحقاتها واليمن المتوكلية، لإبداء الفكرة والحث على تنفيذها. وقد كتبت المسودة وتأنقت في عباراتها ما وجدت الى ذلك سبيلاً وعرضتها على الوزير. فقرأها وقال: إنها جيدة وتفي بالغرض المطلوب. لكن الافضل أن تعرضها على ابراهيم حلمي العمر، وكان موظفاً في دائرة المطبوعات ليرى رأيه فيها.
وظلت المسودة حيناً رهن المناقشة، لكنها لم ترسل على ما أتذكر، لأن نوري السعيد رئيس الوزراء قرر أن يسافر على رأس وفد الى الأقطار العربية وعقد معاهدات صداقة وحُسن جوار معها . وكان ذلك بدء التعاون بين الأقطار العربية وقد سبق تأليف جامعة الدول العربية بثلاث عشرة سنة.
حدثني الدكتور عبد الله الدملوجي أنه، قبيل تركه خدمة الملك عبد العزيز ابن سعود، عثر الإختصاصيون على منابع النفط في نجد وحاولوا الإتفاق على استثمارها. لكن الملك عبد العزيز رفض المفاوضة وآثر أن يبقى النفط في جوف الأرض الى حين.
وكانت ميزانية مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها- كما كانت تُدعى آنذاك- مختلة والبلاد قليلة الموارد. فارتأى الإستعانة بالخبير المالي الأميركي ميلز باوش Mills Poush لتنظيم مالية الدولة. وكان هذا الخبير قد فرغ من دراسة موارد ايران بدعوة من الشاه الجديد رضا بهلوي. فكسب شهرة في الشرق الأوسط.ولما جاء الخبير الى جدة وبدأ عمله، أراد تنظيم الميزانية على غرار ميزانيات الدول العصرية. وسأل عن المخصصات الملكية، فقال له وزير المالية السيد عبد الله السليمان: ما شأنك والمخصصات الملكية، وهل يجوز هذا السؤال وموارد الدولة كلها طوع إشارة جلالة الملك؟ وعلم ميلز باوش أنه لا يستطيع إنجاز مهمته، فغادر البلاد.
مير بصري
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 7:34 am