بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


2 مشترك

    تاريخ الحضرة القادرية

    الشامخ
    الشامخ
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 310
    تاريخ التسجيل : 23/01/2011
    العمر : 41

    تاريخ الحضرة القادرية Empty تاريخ الحضرة القادرية

    مُساهمة  الشامخ الأربعاء مارس 16, 2011 8:26 am



    --------------------------------------------------------------------------------
    الحضرة القادرية.. وماذا بعد!
    بات البغدادي، لعظم ما حدث ويحدث، يخشى ليلاً انه قد لا يجد في صباحه بغداد اسماً ورسماً! ومَنْ يدري، لربما تُعد العدة لفطم دجلتها من رواضعه، وتحويله إلى وادٍ غير واديها! فأيادي اللئام طالت أسواقها، وجسورها، ومكتباتها، وها هي تطول معلماً يتوسده قطب من أعاظم أقطاب التصوف ذاع صيته، بعد العراق وبلدان الجوار، بشبه القارة الهندية، وما وراء النهر، وأفريقيا، ألا وهو تاج العارفين والملقب بالباز الأشهب الشيخ عبد القادر الكيلاني (ت 561 هـ). ناهيك مما يعتقد الأتباع، يأتي تأسيس مجد ببغداد، وهي دار جهابذة العلم والفقه آنذاك، من أبرز كراماته. حمل متاعه من كيلان بإيران وهو لم يتجاوز الثمانية عشر عاماً (488 هـ) من عمره، شاقاً طريقه عبر مدرسة أبي سعيد المخرمي، ليفوض إليه أمرها بعد وفاة صاحبها (513 هـ). ولتصبح، في ما بعد، مسجده ومدفنه، وهي قائمة بمحلة باب الأزج العباسية، ولمنزلته تحول اسمها إلى باب الشيخ، وكانت عراقاً مصغراً، نزلاؤها من كل أطيافه.
    لا أظن أن شخصية ذابت في الله كل هذا الذوبان تعصبت لمذهب، مثلما يتعصب الأتباع بلا دراية، وبإرادة غيرهم. كان صاحب المرقد حنبلياً، صوفياً، علوياً ينتهي نسبه بوالد محمد النفس الزكية (قُتل 145هـ)، عبد الله بن الحسن بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب. أما تصوفه، الذي أخذ سجادته من حماد الدباس الرحبي (ت 525هـ)، فيتصل، حسب تاريخه، بمعروف الكرخي، فالإمام علي الرضا، فالإمام موسى الكاظم. أقول: ألا يمحو هذا النسب الأُسري والطرائقي أسباب التغالب الطائفي؟!
    تأخر بناء الضريح على وفاة الشيخ، فلم نجد ذكراً له عند ابن جبير، وقد زار بغداد (580هـ). كذلك لم يأت على ذكر البناء ابن بطوطة، وقد زار المكان (728هـ). بيد أن الشيخ كان معروفاً، وأن برجاً كان يُعرف ببرج العجمي نسبة إلى القادم من إيران، وكان يأوي إليه قبل نبوغه واشتهاره (دليل خارطة بغداد). وهو البرج الأضعف، ومنه هيمن هولاكو على بغداد. وقد حصل لبس لدى بعض مؤرخي الحضرة القادرية، ومنهم خطيبها هاشم الأعظمي في «تاريخ جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني»، عندما قال تهدم مسجد الحضرة في الغزو المغولي، والمراد هو برج العجمي، ولا وجود للحضرة آنذاك.

    تعرض الضريح إلى إساءة وتدمير في عقود النزاع الصفوي العثماني. دمره الشاه إسماعيل الصفوي عند احتلال بغداد (1508)، ثم الشاه طهماسب (1526)، وأعاد البناء السلطان العثماني سليمان القانوني (1543)، حيث شيد عليه القبة البيضاء، ثم جدده السلطان مراد الرابع (1638). وظلت التجديدات تتوالى عليه، ولكن، بإلغاءات في عمارته القديمة. وتذكر الأثارية لمياء كيلاني أنه في (2001) هُدم حائط تُراثي من حيطانه، وقصة ذلك: «أن صدام حسين زار الحضرة القادرية، ولم يتمكن من الدخول بسبب الازدحام، فرجع وقرر توسيعها. وقد شمل الهدم الحائط وجانبا من المكتبة والطارمة العثمانية، وهي الوحيدة ببغداد من ناحية الحجم والطراز المعماري» (جريدة «الشرق الأوسط»). واعتزازاً بالأثر قالت: «يا ليت سقط النظام قبل هدم الحائط»!

    حصر العثمانيون نقابة الأشراف بيد سلالة الكيلاني، وذلك بفرمان أصدره سليمان القانوني داخل الحضرة نفسها. ولمنزلة هذه النقابة، واعتبارات أخرى، تولى عبد الرحمن الكيلاني رئاسة الوزارة بالعراق (1921)، بعد أن كانت، في العهد العباسي، بيد أشراف العلويين، من سُنَّة وشيعة، وقد تبوأها الشريف الحسين الموسوي (ت 400 هـ)، ثم ولداها الشريفان الرضي والمرتضى.

    اشتهرت الحضرة القادرية بزيارات الهنود والباكستانيين، كان حالهم في التذرع والتوسل بها، مثل حال الإيرانيين وشيعة الهند مع الأضرحة بالنجف وكربلاء. وبتلك الوشيجة اعتمدت الحكومة العراقية على السادة الكيلانيين في السفارة بالهند وباكستان. ذكر مير بصري: أن السفير عبد القادر الكيلاني (ت 1976)، شقيق متولي الحضرة الشيخ يوسف الكيلاني، «كان موضع التبجيل في تلك البلاد» (أعلام السياسة في العراق الحديث). وذكر لي الدبلوماسي المخضرم نجدة فتحي صفوة: «كان زعماء تلك البلاد يُقبلون يده، ويسهلون أي أمر تطلبه الدولة العراقية عن طريقه». ومما يذكر أنه أثناء زيارة عبد السلام عارف (اغتيل 1966) لباكستان احتج الباكستانيون، وكادت تحدث أزمة، لما شاهدوا السفير الكيلاني يسير خلف رئيسهم أيوب خان والرئيس العراقي. وقيل رجت الحكومة الباكستانية بغداد بعدم نقله تبركاً به. وبالفعل ظل قنصلاً ثم سفيراً هناك بين (1948 ـ 1974). ولكم حساب منفعة ذلك الأثر للعراق! ناهيك من خِوان الحضرة الممتد للجائع وابن السبيل، والشكوى تحت قبته من عسر حالٍ وسوء مآلٍ، وما يجلبه زوارها من عملة صعبة للبلاد.

    العراقي الماهر
    العراقي الماهر
    المراقب العام
    المراقب العام


    عدد المساهمات : 380
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    العمر : 37

    تاريخ الحضرة القادرية Empty رد: تاريخ الحضرة القادرية

    مُساهمة  العراقي الماهر السبت مارس 30, 2013 4:37 am


    فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
    تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
    طًرّحٌ مٌخملَي ..,
    كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
    يعطَيكـً العآفيةة ..ولـآحرَمنآ منَكـً
    بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 1:07 am