يعتبر طاق كسرى من أعظم الطوق في العالم القديم وأعلاها .. وهو جزء من القصر الأبيض وقد تهدمت جدرانه واندكت ولم يبق من معالمه إلا الطوق وبعض الأسس .. وهناك أكوام من الردم والأنقاض منتشرة على مسافة مئات الأمتار مما حول الطاق .. وما تبقى من البناء تدل على عظمة القصر عندما كان شاخصا في عهده الغابر .. يبلغ ارتفاع الطاق عن سطح الأرض حوالي 30 مترا وعرضه 25.5 مترا وسمك جداره من الأسفل 7 أمتار .. ويطل الإيوان على الشرق وله ثلاثة أبواب واحد من اليمين والآخر على اليسار وكلاهما قرب فتحة الإيوان والثالث قرب الجدار الغربي .. وإلى يسار الإيوان هناك حائط شاهق يعلو حتى قمة الطاق يبلغ سمكه من الأسفل 6 أمتار وقد تم إسناد هذا الحائط بمسند من الآجر والاسمنت مؤخرا لحمايته من الانهيار .. أما بالنسبة للحائط الذي كان قائما إلى الجانب الأيمن من الإيوان فقد تهدم عام 1887 بفعل فيضان دجلة .
لقد كشفت البعثات التنقيبية الأجنبية ومنها الألمانية عام 1931 بالاشتراك مع متحف متروبولتن في نيويورك الكثير من أسرار هذا القصر حيث ظهر أن مساحة المدينة هي نحو 3 كيلومترات مربعة .. واستطاعت هذه البعثة الكشف عن أبنية مختلفة وسور المدينةوحددت معالم القصر .. وقد ظهر بأن القصر يتكون من الإيوان الكبير في الوسط وهو قاعة العرش وهذا محاط بحجرات صغيرة من الشمال والجنوب وهي ملاصقة لجداري الإيوان وأمامها ردهة طويلة تنتهي بردهة واسعة جدا تقع على محور الإيوان .. والبناية كلها معقودة بالآجر والجص ومطلية من الداخل بالجص والألوان الزاهية .. أما واجهة البناء والتي كانت نحو الشرق فإنها كانت مزينة بنقوش جصيّة وتماثيل رخامية كبيرة .
وقد أسفرت الحفريات عن استخراج مجموعات مختلفة من الآثار التي تعود إلى الفترات الهيلنستية والفرثية والساسانية والإسلامية كان بينها جرار مزججة وقوارير زجاجية ونقوش جبسية وتماثيل رخامية وأدوات نحاسية متنوعة مع مقدار كبير من المسكوكات الفضية والنحاسية .
لقد تحدث كتاب العرب القدامى عن فسيفساء هذا القصر ونقوشه المطعمة بالذهب والأحجار الكريمة وستائره الحريرية وسجاده النفيس وذكروا التماثيل التي كانت تزين واجهات القصر وردهاته والكتابات التي كانت مسطورة على جدران الإيوان بالأحرف السريانية واللغتين الفهلوية والفارسية .