بوابة الاعظمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافي اجتماعي اسلامي وتاريخي ورياضي والشعر والقصة


2 مشترك

    تفسير سورة الناس/ج2

    avatar
    عيون قناص
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 119
    تاريخ التسجيل : 20/12/2012

    تفسير سورة الناس/ج2 Empty تفسير سورة الناس/ج2

    مُساهمة  عيون قناص الأحد ديسمبر 23, 2012 10:01 am

    أمَدَّنا الله تعالى بالهواء وبالماء الذي لا طعْمَ له ولا لوْنَ له ولا رائِحَة له، وهو يتبَخَّر في الدرجة الرابعة عشرة، فإذا تَجَمَّد قَلَّتْ كثافَتُه، على خِلاف عناصر الأرض كُلِّها، فلو أنَّه كعناصر الأرض إذا تَجَمَّد تقلّص وانكمش وزادَتْ كثافته لانْتَهَت الحياة على سطْح الأرض، وأعْطانا الهواء بِنِسَبٍ ثابِتَة، وأعْطانا الماء بِنِسَبٍ مِثالِيَّة، جعله عذْباً فُراتاً، وفي البحر جعله ملْحاً أُجاجاً، وَحَوَّل مياه البحْر المالِحَة إلى مياهٍ عَذْبَة عن طريق الأمْطار، ففي بعض البُلْدان العَرَبِيَّة هناك وِحْدات تحليل، كُلُّ مترٍ من الماء يُكَلِّف ثلاثة ريالات، ومع هذا لا يصْلُحُ للشرب، لأنها مِياهُ لا تُناسِبُ الإنسان، فلا بدّ من خلْطِها بِمِياه الآبار حتى يصْلُحَ للشُّرْب، أمَدَّنا بالهواء والماء والنبات، فَلَو لم يكن النبات لما عاش الإنسان، لو ألْقَيْتَ نظْرَةً على النبات لَوَجَدْتَ نباتات بِمِحاصيل، وخُضْراوات شتْوِيّة وربيعِيَّة وصيْفِيّة وخريفيَّة، والمحاصيلُ تُقْطَفُ دفْعةً واحدة وهي قِوام غِذاء الإنسان، وكذا الأشْجار قد تسْتفيد من ثمرها أو من ظِلِّها أو من جِذْعِها أو من أزْهارِها أو من أوْراقِها فهذا النبات بِشَتى أنْواعِهِ، وأمَدَّنا بالحيوان قال تعالى:
    ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ﴾
    [ سورة يس: 71 ]
    أَلْقِ نظْرَةً على طِفْلٍ يقود جَمَلاً، واتْلُ هذه الآية:
    ﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ﴾
    [ سورة يس: 72 ]
    أما العقْرب فليس مُذَلَّلاً وكذا الأفْعى، فالرجل إذا رأى عَقْرباً قفزَ من مكانه، وصرخ بأعلى صَوْتِهِ، أما الطفْل فَيُمْسِكُ جمَلاً ويقودُهُ، فهو سبحانه وتعالى أمَدَّنا بالحيوان، هناك حيوانات نأكلُ لُحومِها، وأخرى نرْكَبُها، ونَحْمِلُ عليها أثْقالنا، وتلك نسْتفيدُ من جُلودِها، وهذه تَحْرُسنا، وهناك التي تُنَظِّفُ الأوْساخ، أنواعٌ لا يعْلَمُها إلا الله، هناك أسْماكٌ نتَغَذى منها، ونسْتَمْتِعُ بِمَنْظرها، وأسْماك زينة، فهذا سمكٌ شَفاف، والآخر أسْود فاحِم، والرقيق والمُسَطَّح، وله الأجْنحة، وله ذَيْلاَن وشارِبَان، أنواعٌ لا يعْلَمُها إلا الله، لماذا خُلِقَتْ هذه؟! من أجلْ أن تستمتِعَ بها، أسْماك تأكل منها، وهذه تسْتفيد من أحْشائِها من كَبِدِها، حِيتان، أسماك صغيرة، الأطيار أنْواع منّوعة.
    بعض
    نماذِج الربوبِيَّة وما يُمِدُّنا الله به من حاجات :
    ما معنى ربُّ العالمين؟ أي أمَدَّنا بِكُلِّ هذا، حياتنا فيها هواء وماء ونبات وأسماك وأطْيار، ثمَّ هناك جبال مثل الخزانات للمياه، ومِصَدات للرياح، أوتاد في الأرض، قال تعالى:
    ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ﴾
    [ سورة المرسلات: 27 ]
    وكذا الوِدْيان، بيت زِراعي دون مُقابل، تجد البيت يُكَلِّف أربعين أو خمسين ألفاً! وذات بيئة مَحْمِيَّة، تزرع فيها خضراوات مُبَكِّرة، وتربحُ منها أرْباحاً طائِلَة، وكذا الغيران، والسهول، والجبال كلُّ هذه لها فائِدَة، فما معنى ربُّ العالمين؟ أمَدَّنا بِكُلِّ هذا! ثمَّ سخَّر لنا الشمس وما فيها من حرارة، فلو انْطَفَأت فجأةً لانْتَهَت الحياة على سطْح الأرض، ولأصْبَحَت الأرض كَوْكباً جليدياً حرارته مئتان وخمسون تحت الصِّفْر، أمَدَّنا بالقمر، وبالبحار المُلَطِّفَة للأجْواء، فلولا الماء على سطْح الأرض لأصْبَحَتْ حرارة المكان الذي يرى الشمْس مئتين وخمسين فوق الصِّفْر، أصبحت وإلى جانبِهِ في الظلّ مئتين وخمسين تحت الصفْر! كما هي الحال في القمر، فإذا وقف الرائد الفضائي في الشمْس كانت الحرارة مئتين وخمسين فوق الصفر، وإذا وقف تحت الظلّ كانت الحرارة مئتين وخمْسين تحت الصفر، لأنَّ الهواء والماء المُلَطِّفين للجوّ منعدمان، فالماء والهواء أجْهِزَة تكييف رائِعَة جداً للأرض، أمَدَّنا بالأنهار والبُحَيْرات، معنى الرَبّ المُمِدّ بالنعم، لكنَّ المُمِدّ يجب أن يكون عالِماً وخبيراً وحكيماً وغَنِياً وقديراً ومُشْرِفاً إشْرافاً دائِماً، وأنت تقول في الصلاة: الحمد لله ربِّ العالمين، والله الذي لا إله إلا هو لو بَقيتَ السنوات الطِّوال تتحَدَّثُ عن نماذِج الربوبِيَّة، وما يُمِدُّنا الله به من حاجات لما انتَهَتْ هذه الأيامُ والسنوات.
    الجنين وخلق الإنسان من آيات الله الدالة على عظمته سبحانه :
    الجنين في بطْن أُمِّهِ من يُمِدُّه بالغذاء؟ ومن خلق له المشيمة ليأخذ الغذاء منها ويأخذ الدم عن طريقها! وفيها هرْمونات تُشْرف على الأجْهزة الداخِلِيَّة، فالمشيمة وحْدَها تكادُ تكونُ دِماغاً، ونُخاعاً شَوْكياً، وَكَبِداً، وجهاز تَصْفِيَة الدم، ورئتين، وقلباً، ومُسْتَوْدعاً للغذاء، هذه كُلُّها المشيمة، فَمَن كَوَّن هذا الجنين في بطْن أُمِّه؟ إذْ يحْتاج إلى بوتاسْيوم وكالِسْيوم، فهذا الوَحَم تعْبيرٌ عن حاجَةِ الجنين، قد يحْتاج الجنين إلى مادَّة البوتاسيوم، فَتَشْتَهي الأمُّ أكْلَةً مُعَيَّنة، لقد حار العُلماء في هذه الظاهرة، حالة المرأة الحامل عجيبةٌ جداً، تشْتهي أكْلات نادرة لا علاقة لها بالمَوْسِم، هذا الذي تشْتهيه تعْبير عن حاجة الجنين في بطْنِها، تدبير ربّ العالمين سبحانه وتعالى، فهذا الجنين لا يسْتطيع أنْ يتَكَلَّم ويقول: ينْقُصُني بوتاسْيوم! الله سبحانه وتعالى يخْلق حاجَةً في نفْس الأمِّ لِهذا الطعام، فَتَأكُلُهُ فَيَذْهَبُ إلى الجنين مُباشَرَةً، بِمُجَرَّد أن ينْزل الجنين إلى الأرض - هكذا قال الأطباء - تأتي جلْطَة فَتُغْلِقُ الثُّقْب الذي بيْن الأُذَيْنَيْن، ربنا عز وجل حِكْمَتُهُ بالغة، فما دامت الرئتان مُعَطَّلتين في بطْن الأم، والتنفُّس مُعَطَّل، كيفَ يُصَفَّى الدم؟‍ عن طريق المشيمة، فَدَوْرَةُ الدم الصغْرى من الأُذين الأيْسر إلى الأُذَيْن الأَيْمن دوْرَة مُغْلَقَة، هناك فَتْحَة بين الأُذَيْنَيْن كَشَفَها عالِمٌ اسمُهُ بوتال، ثم قالوا: هذا ثُقْب بوتال يمُرُّ بِهِ الدم من أُذَيْن إلى آخر، أما الطريق نحو الرئتين فمُغْلَق، والرئتان مُعَطَّلَتان، وبِمُجَرَّد أنْ يولد الجنين وينزل إلى الدنيا تأتي جلْطَةٌ فَتُغْلِقُ هذا الثُّقْب بين الأُذَيْنين، فَيَتَحَوَّل الدم إلى الرئَتَيْن، ويسْتنشِقُ الوليد الهواء ويتنفَّس، وهل تستطيع أنْ تصِلَ يَدُ الإنسان إلى هذا الثُّقْب وتُغْلِقَهُ بِعَمَلِيَّة، هذه العَمَلِيَّة تحْتاج إلى سبعين أو ثمانين ألف ليرة، واحْتِمال نجاحِها بالمئة ثلاثون، ترْكيب قلْب صِناعي، وربْطُ الأوْرِدَة والشرايين بالقلب الصناعي، وفَتْحُ القلب، وخياطة هذا الثقب، ثمَّ إغْلاقه، ثمَّ تمْسيدُه، فإما أنْ ينبُض أو لا ينْبض! فإذا لم ينْبض يكون الأمر: عَظَّمَ الله أجْركم، لقد مات الغُلام! يدُ من تأتي فَتُغْلِقَ هذا الثقب؟!الله عز وجل حكيم، وإذا لم يُغْلق هذا الثقب يمْشي الطِّفل مستقبلاً ثلاثة أمْتار ثمَّ يقع! لأنَّ الدم يخْتار الطريق الأيْسَر، وهذا الداء اسمه الزَّرَق، وهو نادر! وأصبح طريق الرئتين طويلاً عليه ما دام هناك ثقباً، ويموت غالِباً في الثالثة عشرة من عُمُرِه أو أكثر، لي صديق تَوَفَّت ابنته بِهذا المرض، الزَّرَق، فمن يربي هذا الجنين وهو في بطْن أُمِّه؟ وحين نزل إلى الدنيا فإذا به يجدُ حليباً مُعَيَّراً، حتى قال بعض العلماء: تعْييرٌ لِكُلِّ وَجْبَة، فلو حَلَّلْنا حليب الأمّ في كُلِّ وَجْبَة لَوَجَدْنا عيارات خاصَّة به! ساخِنٌ في الشتاء، وباردٌ في الصَّيْف، ومُعَقَّمٌ تعْقيماً كامِلاً، فيه مناعة الأم، ويُهْضَمُ في أقَلَّ من ساعة قال تعالى:
    ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ*وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ*وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾
    [ سورة البلد: 8-10 ]
    حسب تفْسير بعضِهِم.
    أرْجَحُنا عقْلاً يعوذ بالله سبحانه وتعالى وكلما قلَّ عقْلُ الإنسان عاذ بغير الله :
    الله عز وجل يقول:
    ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾
    هذا الربُّ العظيم الذي أمَدَّ الإنْسان بِكُلِّ ما يحْتاج؛ بالماء والهواء والطعام والشراب، والنبات والحيوان، والشمْس والقمر، وبِالجبال والصحارى، والوِدْيان والأنْهار، وأمَدَّهُ بالبَنين، هذا الذي يسْتَحِقُ أن تعوذ به، وأن تحْتمي به، وتلْجأ إليه، وأن تسْتنصِرَهُ وتحْتمي بِحِماه لا أن تحْتمي بِحِمى إنْسان، فالإنسان ضعيفٌ لا يسْتطيعُ أنْ يَحْمِيَ نفْسَهُ، لذلك أرْجَحُنا عقْلاً يعوذ بالله سبحانه وتعالى، وكلما قلَّ عقْلُ الإنسان عاذ بغير الله، وما من مخْلوقٍ يعْتَصِمُ بي من دون خَلْقي أعْرِفُ ذلك من نِيَّتِهِ، فَتَكيدُهُ أهْلُ السماوات والأرض إلا جعلْتُ له من بين ذلك مخْرجاً، وما من مخْلوقٍ يعْتَصِمُ بِمَخْلوقٍ دوني أعْرِفُ ذلك من نِيَّتِهِ إلا جعَلْتُ الأرض هَوِياً تحت قَدَمَيْه، وقَطَّعْتُ أسْباب السماء بين يَدَيْه، عُذْ بِرَبِّ الناس، وفي الطائِف قال عليه الصلاة والسلام:
    ((اللهم إنِي أشْكو إليك ضَعْفَ قُوَّتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهّمُني، أم إلى عَدُوٍّ ملَّكْتَهُ أمْري، إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أُبالي))
    [ الطبراني في الكبير عن عبد الله بن جعفر ]
    فلك مع الله مواقف، فهل تسْتعيذ به إذا خِفْتَ مخْلوقاً؟ وهل تلجأُ إليه وتحْتمي بِحِماه؟ إذا أردْت أن تكون أقْوى الناس فَتَوَكَّل على الله، إذا أردْتَ أنْ تكون أكْرم الناس فاتَّقِ الله، وإذا أرَدْتَ أنْ تكون أغْنى الناس فَكُن بِما في يَدَيِ الله أوْثَقُ منك بما في يدَيْك، ربُّ الناس الذي رَباك في بَطْنِك، يدُ من امْتَدَّت فأغْلَقَتْ هذا الثُّقْب، ولولا أنَّها أغْلَقَتْ هذا الثُّقب لَكُنتَ في عِداد الموْتى وأنت صغير، قال تعالى:
    ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾
    الله عز وجل مالكٌ ومَلِكٌ :
    شيءٌ آخر، وهو أنَّ كُلَّ عُضْوٍ في جَسَدِك يحْتاج إلى مواد خاصَّة، فقد قالوا: أقْسى مادَّة على سطْح الأرْض الألْماس، لأنَّها عبارة عن فَحْمٍ صافٍ تَعَرَّضَ لِضَغْطٍ مُنْقَطِعِ النظير، وحرارة تَفُوق الخمسة آلاف درجة، حرارة عالية جداً وضغط عالٍ فصار هناك ألْماس، وبعد الألْماس تأتي ميناء الأسْنان، لِوُجود مادَّة الكلور، التي لو نَقَصَتْ لَسَقَطَتْ الأسْنان كُلَّها، فَمَن وفَّر هذه المادَّة؟ الكلور، فهو مُهِمُّ جداً، وأحْياناً يُضيفونه للماء من أجْل سلامة الأسْنان، وهذه الغُدَّة الدَرَقِيَّة تقوم بأخْطر دَوْر في الإنْسان وهو الاسْتِقْلاب، تَحَوُّل الغِذاء إلى طاقة، تجد شَخْصاً نشيطاً جداً ويأكل أكلاً جيِّداً، وقِيامُهُ رشيق، حينها تكون الغُدَّة الدَرَقِيَّة في أعلى نشاط لأنَّها تُحَوِّل الغذاء إلى طاقة، وهذا الاسْتِقْلاب يحْتاج إلى مادَّة اسْمُها اليود فالسَّمك يحْتويها وكُلُّ طعامٍ مُسْتَخْرَجٍ من البحْر فيه اليود، وكذا البِنْكِرْياس هناك مادَّة اسْمُها الأنسولين، من وَفَّرَها في غِذائِنا؟ ما معْنى الربّ؟ المُمِدُّ، الذي مَدَّ الغُدَّة الدرَقِيَّة باليود، وأمَدَّ البِنْكرياس بالأنْسولين، والأسْنان بالكلور، والعِظام بالكِلْس، والأعْصاب بالفسْفور، والدَّمَ بالحديد، شيءٌ عجيبٌ جداً، فمن أمَدّ الإنسان بِهذا الغِذاء المعْدني؟ العدس فيه الحديد، والتفاح كذلك، ومعنى الحديد أملاح الحديد وليس الحديد المُرَكَّب، فَرَبُّنا عز وجل هو الربُّ، ومعنى الربُّ هو المُمِدّ، فإذا أصابك مكْروهٌ فقُل: أعوذ بِرَبِّ الناس، ولا تقل:ابن أخي وصاحِبي! هذا نوعٌ من الشِّرْك بالله عز وجل، ثمَّ قال تعالى:
    ﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾
    قال بعضُ العلماء: المَلِك، هو الذي يحْكُم ولا يمْلِكُ، والمالك هو الذي يمْلِكُ ولا يحْكم، والله مالكٌ ومَلِكٌ، بعضُهم يقرأ في الفاتحة: ملِكِ يوم الدِّين، والآخر مالك يوم الدِّين، فالله مالكٌ وملِك، وبعضهم قال: الملِكُ هو الذي يمْلِكُ العُقَلاء يأمرهم وينْهاهم، والمالِكُ هو الذي يمْلِكُ الجمادات، وعلى كُلٍّ معنى ملِك بِأَوْسَعِ معانيها: الله الذي يمْلِكُ سَمْعَك وبَصَرَك وقلبك ودِماغَك، ومن يمْلِكُ عَدُوَّك؟ الله سبحانه وتعالى، فمَعْنى المالك أنّه حُرُّ التَصَرُّف في ملكه، وفي ملك الله لا يسْتطيع هذا المخْلوق أن يتَحَرَّك إلا بِأَمْر الله إنْ شاء قْبَضَ وإن شاء أطْلَقَ، إنْ شاء أمَدَّ وإنْ شاء منع عنه الإمْداد.
    العراب
    العراب
    عضو متميز
    عضو متميز


    عدد المساهمات : 193
    تاريخ التسجيل : 18/11/2012

    تفسير سورة الناس/ج2 Empty رد: تفسير سورة الناس/ج2

    مُساهمة  العراب السبت مارس 09, 2013 5:23 am

    دائمامبدع
    بارك الله فيك على هذاالطرح
    الرائع مثلك ...لك كل التقدير

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 7:56 am