بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
أما بعد ::
يقول الشاعر :
من كان يشكو عظم داء ذنوبه فليأت فى رمضان باب طبيبه
ويفوز من عرف الصيام بطيبه أو ليس قال الله فى ترغيبه
الصوم لى و أنا أجزى به
يا صائمى رمضان فوزوا بالمنى وتحققوا نيل السعادة والغنى
وثــــقوا بوعد الله إذ فيه الهنا أو ليس هذا قــــــــــــول إلـَــهنا
الصوم لى و أنا أجزى به
إنه رمضان ذلكم الضيف العزيز الغالى الذى يستوحشه المؤمن
و يشتاق إليه شوق المحب الملهوف .
و لهفته هنا لهفة من نوع راق و فريد لهفة إلى الخير العميم فى ذلك الشهر العظيم
لهفة للتنافس و السباق على الهدف الأسمى و الأعظم و الأجل
ألا و هو مغفرة من رب الأرض و السموات
و الفوز بما وعد به سبحانه من صام و قام وأجزل العطاء و البذل .
و كيف لا نستعد لإستقبال مميز لهذا الشهر الفضيل و فيه ترفع الدرجات و الدعوات
و تغلق أبواب النيران و تفتح أبواب الجنان .
لذلك يجب أن يكون الإستعداد على قدر الجزاء و الأجر .
يجب أن نخلص الروح من الشوائب الدنيوية الرخيصة العالقة بها
و نخلص النفس من الأنانية و الدونية إلى الإخلاص فى العبودية .
و نخلص القلوب من الأدران و الأحقاد .
الإستعداد لشهر الصيام لا يكون بتغيير نغمة الجوال و تجهيز غطاء للرأس
ما يلبث أن يعود إلى ادراجه فى آخر ليالى الشهر الكريم .
الإستعداد لرمضان لا يكون بتجهيز الخيام " الخيبات " الرمضانية بما تحويه من مخالفات و ذنوب .
الإستعداد لرمضان لا يكون بفصل نهاره عن ليله بالإلتزام نهاراً
و الإنطلاق ليلاً فى أمور عديدة لا تمت للصيام بأى صلة .
الإخوة و الأخوات الإستعداد لرمضان يجب أن يكون إستعداداً راقياً
بقدر رقى الشهر الكريم و منزلته عند الله .
فهو شهر واحد فى العام للإجتهاد و الطاعة أفلا يستحق أن نجعل فيه ألسنتنا عفيفة
و أرواحنا نقية شفافة و قلوبنا تسع الفقراء بالرحمة و العصاة بدعاء الهداية .
أفلا يستحق فيه أن تسامح من ظلمك و تعفو عمن أساء إليك
و تصل من قطعك و لا تخن من ائتمنك .
أفلا يستحق أن نحترم هذا الشهر و فيه ليلة خير من ألف شهر ؟؟
إن الإهتمام بالجسد دون الروح لا يأتى بخير على صاحبه أبداً
لأن الجسد من طين يجذبك لأسفل و لكن الروح من أمر ربى فترتقى بك السماء .
فهيا بنا نشحن الأرواح و نشد الهمم و نشحذ العزائم نحو السماء
نحو الرفعة و الرقى و نجعل الشهر الفضيل شاهداً لنا بكل خير و ليس شاهداً علينا
و ما احوجنا إلى الشفعاء بعد رحمة الله سبحانه و تعالى و بعد فضله علينا
ما احوجنا إلى شفاعة الصيام و شفاعة القرآن و شفاعة الحبيب صلى الله عليه و سلم .
أقوال فى شهر رمضان
من القرآن الكريم :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
سورة البقرة 185
من السنة المطهرة :
" سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصوم أفضل بعد رمضان
قال شعبان لتعظيم رمضان
قال فأي الصدقة أفضل قال صدقة في رمضان "
الراوي : أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه
المحدث : المنذري
المصدر : الترغيب و الترهيب الصفحة أو الرقم:2/131
خلاصة حكم المحدث : [ إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما ]
السلف الصالح :
" إذا لم تقدر على قيام الليل و لا صيام النهار فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا و الذنوب "
الحسن البصرى
" إذا صام عرف نعمة الله عليه في الشبع و الريّ ، فشكرها لذلك ،
فإن النعم لا تعرف مقدارها إلا بفقدها "
العز بن عبد السلام
" شعار المؤمنين في القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقاً بينهم و بين سائر الأمم ،
و شعارهم في القيامة بصومهم طيب خلوفهم ،
أطيب من ريح المسك ليعرفوا بين ذلك الجمع بذلك العمل ، نسأل الله بركة ذلك اليوم "
أبو حاتم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
" لا رياء في الصوم ، فلا يدخله الرياء في فعله ،
من صفى .. صفى له، و من كدّر.. كدّر عليه ،
و من أحسن في ليله كوفئ في نهاره ، و من أحسن في نهاره كوفئ في ليله ،
و إنما يكال للعبد كما كال "
الإمام أحمد
" السنة شجرة ، و الشهور فروعها ، و الأيام أغصانها و الساعات أوراقها ،
و أنفاس العباد ثمرتها ، فشهر رجب أيام توريقها ، و شعبان أيام تفريعها ،
و رمضان أيام قطافها ، و المؤمنون قُطّافها "
السراقسطي